صالح الهجر يعرض حروفيات عربية بنزعة تجريبية

الشارقة (الاتحاد) - افتتح مساء أمس الأول في الشارقة معرض حروفي بعنوان “من وحي رمضان” للفنان السوري صالح الهجر، بحضور فنانين إماراتيين ومقيمين، وجمهور من المهتمين، ويستمر حتى الأول من سبتمبر المقبل. تضمن المعرض المقام في قاعة “إيتاليان بورتريه” في فندق كورنيش البحيرة أربعة عشر عملاً حروفياً نفذها صالح الهجر بالأكريللك والأحبار، وجعل من الآيات القرآنية والعبارات الشعرية الحديثة “مادة” لممارسة الفن الحروفي العربي وتجلياته التجريدية بطابعها الروحاني على مستويي اللون والمعالجة الفنية للحرف. وقد أوضحت الأعمال أن الخطاط الهجر في صنيعه الفني أبعد ما يكون عن الخطاط العربي الأكاديمي على الرغم من تأثره بعدد من خطاطي الحروفية العربية المعروفين، مثل حامد الآمدي، وذلك على صعيد المعالجة الفنية للحرف، إلا أن الهجر يبتعد عن هذه الأكاديمية بمعالجة لونية ذات نزعة تجريبية. ففي أغلب الأعمال لا تنشدّ العين تلقائياً نحو مركز ما للعمل بل إن شدة صفاء اللون في الحرف في بداية الكلمة هي التي تأخذ العين في مسار محدد تتدرج فيه قوة حضور اللون إلى حد التلاشي في الخلفية على نحو يبدو للناظر أن للحرف حركة دائرية ملتفة صعوداً وهبوطاً من عمق اللوحة إلى سطحها التصويري، عبر الحركة الديناميكية للحرف، مثلما عبر توزّع اللون على السطح التصويري بطريقة توحي بذلك. والخلفية هنا لا يوظفها الفنان جمالياً في سياق أنها كتلة لونية تعمل على إبراز هوية العمل الفني بوصفه ينتمي لحروفية عربية فقط بل هي مدار بحث وتجريب وحساسية خاصة في خلق تناغم جمالي بين كتلتين الأولى منهما، هي الحرف متصلاً ليشكل الكلمة وجمالياته الخاصة من حيث الاستطالة أو القِصَر، وعلاقته بالأحرف الأخرى وما ينشأ بينها من تباينات خطية ولونية، ثم الأخيرة منهما التي تبدو حاضنة لهذه التباينات، وقد تشكلت من ألوان ذات طابع يمكن تأويله روحياً أو صوفياً على وجه التحديد، كالترابي المائل إلى الذهبي والأزرق بتدرجاته اللونية المختلفة التي استخدمت في بعض العصور الإسلامية السابقة بوصفها ألواناً للقباب المتجهة نحو السماء أو سواها من عناصر العمارة الإسلامية والعربية، وذلك بالإضافة إلى الأحمر والأسود بحضورهما الأقل ليمنحا العمل مسحة جمالية ذات طابع حداثي. وكان رواق الشارقة للفنون قد استضاف معرضاً حروفياً للخطاط صالح الهجر في ديسمبر الماضي في إطار مهرجان الفنون الإسلامية الذي تقيمه سنوياً إدارة الفنون في دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة.