الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قوارب الصيد.. سفن خير تبحر من ماضي الإمارات نحو مستقبلها النيِّر

قوارب الصيد.. سفن خير تبحر من ماضي الإمارات نحو مستقبلها النيِّر
8 أكتوبر 2010 20:16
وفيٌ خليجنا.. وكل ادّعاء عن غدر البحر مجرد وشاية.. فهو منذ سنين يبعث عبر أمواجه رسائل إخلاصه إلى أبنائه ويكتب في ضمائرهم ذكريات وحكايات الأجداد معه، وكيف كان مصدر رزقهم؛ هذا الذي بات مصدر فرحنا وبهجتنا. هذا ما يخلص إليه الجالس إلى البحار النوخذة مبارك القبيسي قبالة قوارب مصطفة على رصيف ميناء زايد بأبوظبي.. يبتسم قائلاً: “هذه قوارب صغيرة لي ولغيري من مواطني أبوظبي، تقوم ببعض عمليات صيد الأسماك من قبيل إحياء تراثنا البحري ونقله إلى الأبناء الذين يتابعون ويباشرون عمل الصيادين بأنفسهم”. يعدل من جلسته، ويردف قائلاً: “آتي إلى هنا يومياً إذ يروقني مشهد اصطفاف القوارب والسفن إلى جوار بعضها في الميناء كأنها تشهد على ماضي المنطقة وحاضرها الخيّر ومستقبلها المشرق”. الصيد والغوص إلى ذلك.. تمثل الخلجان مكامن الأسماك والمحار التي تخبئ اللؤلؤ في رحمها، وتمد أبناء المنطقة بأسباب رزقهم من أسماك ولآلئ ورحلات تجارية، فاكتسب الأجداد عبر السنين خبرات عديدة في مجال الصيد، وابتكروا وسائل وطرق صيد منها ماهو بدائي الملامح ومنها ما هو متطور، بهدف الرزق والحصول على لقمة العيش. ويتفق كبار استشاريي البيئة البحرية في “نادي تراث الإمارات” أن صناعة القوارب والسفن كانت عماد صيد الأسماك ومواسم الغوص لصيد اللؤلؤ، ومع مرور الزمن تطورت صناعتها ووسائل بنائها فانتشرت أنواع عديدة منها هدفت إلى العمل التجاري عبر الرحلات البحرية. طرق الصيد توقف الصيادون منذ سنوات عديدة عن الصيد التزاماً بقرارات رسمية للحفاظ على البيئة وتنظيم عمليات الصيد، وصاروا يصطادون وفق برامج معينة للاصطياد، تشرف على لوائحها لجان مختصة. لكن لا يزال للبحر ناسه الكثر الذين يحبونه ويزرونه في “ميناء زايد” لمشاهدة القوارب والسفن ورؤية مجاميع العمال والصيادين الذين ينظفون “القراقير” وينشرونها فوق أسطح القوارب كي تجف وتنظف. إذ ثمة طرق صيد قديمة لا تزال تُمارس حتى يومنا هذا من قبل فئة من الهواة أو الصيادين أهمها “القراقير” أي الأقفاص المعدنية التي تنغلق على الأسماك بعد الدخول إليها. يقول استشاري البيئة البحرية في “نادي تراث الإمارات”- حسن بن زعل، معدداً طرق الصيد: “هناك طريقة الصيد بـ”الليخ” إحدى أشهر طرق الصيد القديمة التي يمارسها البعض حتى يومنا وتتم عبر نصب الشباك في عرض البحر لفترة زمنية، وبعد المعاينة يتم رفعه ونقل أسماك الهامور التي تم اصطيادها. وهناك طريقة صيد “الهيالي” عبر شباك كبيرة ومتينة ارتفاعها يتراوح بين 6- 8 أمتار يتم مدّها بشكل مستقيم يوافق اتجاه التيار كي يحملها، وهي طريقة تستخدم لصيد أسماك الكنعد غالباً”. أنواع “البوم” فيما يخص السفن؛ فقد اُعتبرت سفينة “البوم” قديماً إحدى أفضل وأشهر السفن في المنطقة، وتوفر منها -بحسب علي الدرورة، في كتابه “التراث البحري في الإمارات”- نوعين هما: بوم سفار خاص للأسفار البعيدة، وبوم قطاع خاص للأسفار القريبة. وفي عودة إليه يشير البحار النوخذة -مبارك القبيسي- إلى أنه كان يمتلك سفينة “بوم” وتميزت بقدرتها على نقل البضائع عبر موانئ الخليج وإيران وباكستان والهند وأفريقيا، وكان خشب “الساج” الهندي يستعمل كألواح لهيكل السفينة لما يتصف به من مقاومة للماء، وكذلك كان يوجد خشب “اللوريل” الهندي، ويستخدم كقاعدة للسفينة، أما عن المواد الأخرى اللازمة لصناعة السفن، فكانت حديدية كالمسامير والمناشير والأعمدة والصواري وغيرها من المسـتلزمات التي كـانت تصــنع يدوياً داخـل السفينة ذاتها أو خارجها”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©