السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بنّاء سعدو: تقويم الأسنان ليس سحراً والعناية الصحيّة تعطي نتائج أفضل

بنّاء سعدو: تقويم الأسنان ليس سحراً والعناية الصحيّة تعطي نتائج أفضل
8 أكتوبر 2010 20:26
عمل الدكتور بنّاء سعدو، الحاصل على دكتوراه في علوم الأسنان، في مجال تقويم الأسنان والفكين لعدة سنوات في اليابان بعد إنهائه الدراسة هناك، وكان أساس العمل يقوم على قاعدة ذهبية نصّها وجوب احتفاظ المريض بعشرين سناً على الأقل في فمه عند بلوغه الثمانين من العمر.. الآن يحاول سعدو تطبيق هذه القاعدة من خلال عمله هنا في الدولة بهدف زيادة الوعي بالصحة الفموية للمرضى العرب. أصبح «التقويم» أكثر علاجات الأسنان شيوعا هذه الأيام، حيث ترتاد نسبة كبيرة من الأشخاص عيادات الأسنان لوضعه بهدف تعديل وترتيب شكل أسنانها لتبدو في مظهر أفضل وأجمل وأكثر ثقة بالنفس، فالأسنان هي مقدمة الوجه وجمال شكلها ولمعانها هو جواز المرور إلى قلوب الآخرين ونيل إعجابهم. علاج شائع يعنى علم تقويم الأسنان بدراسة وعلاج حالات تشوه تطابق الأسنان مع بعضها البعض بالإضافة إلى علاقة الفكين العلوي والسفلي غير الطبيعية، والتي تنجم عن الوراثة أو تشوه في النمو أو مشاكل وظيفية أو مصاحبة لبعض حالات المتلازمات. حول ماهية هذا العلاج وأهميته، وأسباب وضرورات وضعه ومحاذيرها، يتحدث الدكتور بناء سعدو- دكتوراه في علوم طب الأسنان وأخصائي علم «التقويم»، موضحاً أن تقويم الأسنان قد ازداد شيوعاً في وقتنا الحالي، وذلك بسبب زيادة الوعي بالصحة الفموية وصحة الأسنان، وبسبب زيادة الاهتمام بالمظهر العام لدى الناس لا سيما فيما يتعلق بأعضاء الوجه وفي مقدمتها الأسنان، حيث تعتبر الابتسامة منقوصة إذا لم ترافقها أسنان «مصطفة» ومرتبة ناصعة البياض، فضلاً عن أهمية ذلك الصحية، في حين أن ازدحام الأسنان على سبيل المثال تصنع مشاكل للإنسان، حيث تعيق تنظيف الأسنان وتجعلها عرضة للتلف والفقدان بشكل أسرع. ضرورة التقويم يصبح وضع التقويم علاجاً ضرورياً في عدة حالات، بحسب الدكتور سعدو، من أهمها وجود ازدحام في الأسنان وتكدسها فوق بعضها البعض فهنا يصبح التقويم ضرورياً، لأن ذلك يعيق الحركة الفسيولوجية التي تتم في الأسنان الطبيعية، ما يجعل الأطعمة تتراكم على الأسنان، وتؤدي إلى التهابات في اللثة وهكذا. أما في حالة الأسنان المتباعدة عن بعضها البعض، يضيف سعدو، فهنا تعتبر المسألة تجميلية بحتة، وترجع إلى المريض نفسه ورضاه عن مظهر أسنانه. وفيما يتعلق بالعمر المناسب لعمل التقويم يوضح بأنه يصبح ممكناً بعد اكتمال الأسنان الأساسية لدى المريض، أي من سن 10 سنوات فما فوق، ناصحاً الأهل بأن يخضعوا أولادهم للفحص من قبل طبيب الأسنان لتحديد ضرورة وضعهم للتقويم من عدمه لدى بلوغهم 7 سنوات، لأن كثيراً من الحالات تستدعي التدخل المبكر عند نمو الفكين، مثل حالات بروز أو ضمور الفك العلوي أو الفك السفلي والتي تستدعي وضع تقويم قبل بلوغ السن التاسعة من العمر، وهو أحد شروط نجاح العلاج. لذلك من المفروض أن يتم فحص الطفل في عمر 7 سنوات من قبل الطبيب لكي يقرر إذا كان يستدعي التدخل أم لا. إلى ذلك يلفت سعدو أنه في بعض دول العالم يعتبر تقويم الأسنان مرآة عاكسة للحالة الاجتماعية للمريض، فإذا كان يضع التقويم فإنه يدل على قدرة مالية وثقافة عالية واهتمام ووعي بالصحة الفموية، في حين يعكس عدم وضعه، مع الحاجة لذلك، عدم توفر المادة وكذلك عدم الوعي بأهميته الصحية. استعجال النتائج يؤكد الدكتور سعدو أن التقويم علاج يصلح للجميع ولا توجد معوقات أمام ذلك، لكن بالنسبة لذوي الحالات الخاصة فيجب أن يكون الطبيب حذراً في التعامل مع المريض، وأن يحرص على توعيته بأهمية هذا التقويم وكيفية الحفاظ عليه. أما فيما يتعلق بالوقت الكافي لوضع التقويم، يجيب سعدو، بأنه يعتمد على الحالة نفسها، فهنالك حالات بسيطة لا تقتضي أكثر من وضعه مدة 6 أشهر، في حين أن هنالك حالات تقتضي وضعه لمدة تتجاوز 3 سنوات. موضحاً أنه يؤخذ على كثير من المرضى رغبتهم في وضع التقويم وتعديل أسنانهم، غير أنهم بمجرد وضعه يستعجلون إزالته. وفي هذا يقول: «لا أنصح بالاستعجال في الحصول على النتيجة لأن هذا العلاج تحديداً هو علاج تدريجي ويحتاج إلى وقت وصبر، فالعلاج بالتقويم ليس سحراً، وكلما زادت عناية المريض به وحرصه عليه كانت النتيجة أفضل وأسرع». من جهة أخرى ينصح سعدو المرضى بأن يولوا عناية كبيرة بالتقويم، وكذلك أن يفهموا بأنه وسيلة علاجية وليس تجميلية، وخاصة أولئك الأشخاص الذين يضعون التقويم من أجل الزينة، وهي موضة أصبحت منتشرة لدى بعض النساء اللواتي يرتدينه في المناسبات والحفلات، وهؤلاء ننصحهن بأنها مسألة ليست جيدة فهي تسبب خراباً للأسنان إذا لم يكن ضرورياً، فالتقويم يهدف إلى تصحيح إطباق الفكين وترتيب الأسنان وجعلها بشكل صحي أفضل، ونطلب من المرضى الالتزام بذلك والانتباه للصحة الفموية، عن طريق عدم تناول المشروبات الغازية والتي تؤدي لتآكل الأسنان وإذابتها. اليوم تحسنت المواد التي تستخدم في التقويم كثيراً خاصة في مجال الأسلاك التي تستعمل لشدّ الأسنان، فهنالك الأسلاك الحرارية والتي تعطي تحكما أكبر في طريقة الشدّ وتطبيق القوة على الأسنان، فضلاً عن استحداث التقويم الشفاف والذي لا يظهر للعيان بشكل واضح، وهذا التقويم مهم جداً لدى بعض الفئات مثل مضيفي الطيران ومذيعي التلفزيون الذين لا يجب أن يتغيرّ مظهرهم، فهؤلاء يحقق لهم التقويم الشفاف نتائج مرضية، ولكن يبقى التقويم العادي أقوى وأفضل لمن يريدون نتائج أفضل. الفحص الدوري حول أهمية الفحص الدوري للأسنان يوضح سعدو أن قلة من الناس تتبعه حالياً، في حين أنه أمر ضروري وواجب ينبغي عمله مرة كلّ 6 أشهر، ويشمل ذلك فحص الأسنان وتنظيفها، أما بالنسبة للأطفال فهو أمر مهم جداً إذ يخسر الطفل بعض أسنانه في عمر مبكرة، خاصة لدى تناول السكريات والحلويات، حيث يقتلع السن اللبني قبل أوانه فتميل الأسنان التي حوله باتجاهه لتغلق المسافة الحافظة للسنّ الدائم ما يتسبب بتضييق المسافة وازدحام الأسنان أو سوء الإطباق، وهذه الحالة يجب علاجها في حينه، ولذلك يجب أن يراه الطبيب لكي يقرر إذا كان بحاجة إلى حافظة مسافة أم لا. لكن، يستطرد الطبيب، فثمة أشخاص يعتبرون مسألة الفحص الدوري للأسنان ثانوية وليست أساسية كما هو الحال بالنسبة لصحة الجسم. أما بالنسبة لموضوع الخوف أو «الفوبيا» من طبيب الأسنان، والذي يؤدي إلى تقاعس البعض وتردده كثيراً في مراجعة عيادة الأسنان، فهو أمر يجب التغلب عليه بالمشاركة مع الطبيب نفسه. قاعدة ذهبية يشير الدكتور سعدو، من خلال تجربته في العمل بوزارة الصحة في الدولة وأيضاً من خلال عمله في القطاع الخاص حاليا، إلى أن العمل في الإمارات قد منحه خبرة قوية في طب الأسنان وكذلك في التعامل مع المرضى، ومن ملاحظاته وجد أن هنالك إهمالا كبيرا في العناية بالأسنان لدى شريحة كبيرة من الناس، وأن هنالك أشخاصا كثيرين لا يحافظون على التقويم وذلك لاعتبارات كثيرة من بينها أن التأمين لا يغطي جزءاً كبيراً من تكاليفه. أما بالنسبة لموضوع العناية الصحية بالأسنان مقارنة مع دولة مثل اليابان فهنالك فروقات كبيرة حيث توجد هنالك عناية كبيرة بالأسنان لديهم، يضيف قائلاً: «كنا نعمل وفق قاعدة ذهبية وهي أنه عندما يصل المريض إلى 80 عاماً من العمر، فيجب أن يكون في فمه 20 سناً على الأقل، وأنا أحاول العمل في الدول العربية وفق هذه القاعدة». يتابع بقوله: «والحقيقة أن الوعي بصحة الأسنان في ازدياد مطرد، وهنالك العديد من الأشخاص الذين أصبحوا يعوا جيداً أهمية العناية بالأسنان حالياً، وقد وجدت من خلال تجربتي في العمل بالقطاع الخاص أن الأشخاص الذين يدفعون تكاليف العلاج هم أكثر حرصاً وعناية بأسنانهم من الأشخاص الذين يعتمدون على تغطية من الدولة أو المؤسسات». إضاءة ? أنهى الدكتور بناء سعدو دراسة البكالوريوس في طب الأسنان من جامعة دمشق، ثم سافر إلى اليابان للاختصاص وهناك حصل على شهادة الدكتوراه في علوم طب الأسنان وتقويم الفكين من جامعة «كيوشو»، بعد ذلك عمل في قسم جراحة الفم والفكين في الجامعة. ? عمل سعدو في وزارة الصحة الإماراتية، وكان مسؤول قسم الأسنان في المنطقة الغربية لمدة 6 سنوات، ومن خلال تجربته في العمل هناك فقد لاحظ أن سكان المنطقة الغربية كانت أسنانهم تعاني من «التصبّغ الفلوري»، أي وجود مادة الفلور الصفراء على الأسنان، وذلك بسبب الشرب من مياه الآبار والتي تكثر فيها هذه المادة، لكن الآن لم تعد هذه الظاهرة موجودة كثيراً بسبب استخدام المياه الطبيعية والصحية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©