السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هبة شركس: لنجعل دوائر الاهتمام المشتركة في الأسرة أكثر تداخلاً

هبة شركس: لنجعل دوائر الاهتمام المشتركة في الأسرة أكثر تداخلاً
8 أكتوبر 2010 20:28
تختلف تربية الأبناء من بيت لآخر، في كل ما يخص جوانب حياتهم، وذلك حسب ما يحكم الآباء من ثقافة تربوية، وحسب دراساتهم وما تلقوه أكاديمياً، إذ يقتصر دور الأبناء في كثير من الأسر على الدور الدراسي، أوالخروج في نزهة نهاية الأسبوع وممارسة بعض الأنشطة الخاصة بهم، ولا تعمد هذه الأسر على مشاركة الأبناء فى الواجبات والمهام الأسرية الأخرى مثل التسوق ودفع الفواتير والمشاهدة الإيجابية للتلفاز فيما يعرضه من برامج اجتماعية ونشرات إخبارية تطوف بنا حول العالم، وهنا نجد أنفسنا أمام سؤال: هل من المفيد والمجدي أن يشارك الأطفال الكبار عالمهم؟ أم من الأفضل أن يعيش الطفل عالمه الخاص دون منغصات؟ هذا ما سألنا عنه هبة شركس- استشارية نفسية وأسرية وخبيرة تربوية. إجابة شافية تقول شركس: حتى نصل إلى إجابة على هذا السؤال علينا أن نستعرض سريعاً فوائد ومضار إدخال الأطفال لعالمنا نحن الكبار، إذ يجعل هذا الوضع الأطفال أكثر وعياً واحتكاكاً بالعالم الخارجي ويعودهم على المشاركة وتحمل المسؤولية كما ينمي الثقة بالنفس والقدرات والمهارات الذاتية ويغرس قيم التعاون بين الأجيال المختلفة داخل الأسرة ويجعل دوائر الاهتمام المشتركة بين أفراد الأسرة الواحدة أكثر تداخلاً واتساعاً. لكن الأمور لا تسير على وتيرة واحدة، فهذا الأمر كما له إيجابيات فقد يؤثر سلباً على الطفل حيث أن عالم الكبار أوسع من القدرات الإدراكية للطفل، مثلاً: إدراك الطفل للقيمة الشرائية للنقود محدود جداً، ومقارنة الطفل لمصروفه الشخصي مع المصروفات العامة للبيت سيشعره بنوع من التمرد. كما أن استيعاب الأطفال لبعض المفاهيم العامه كالوفاة والكوارث الطبيعية والحروب يظل قاصراً حتى مراحل متأخرة من الطفولة». تضيف شركس: «من جهة أخرى فإن احتياجات الطفل في سنوات عمره الأولى للعب والانطلاق داخل عالمه الخيالي من أهم الاحتياجات التي تحافظ على النمو السوي والتوازن النفسي للطفل وتنمي خياله، ويحتاج الطفل أيضاً في هذه المرحلة إلى الإحساس بالدفء والأمان من حوله. ولا يخفى على أحد أن الأطفال الذين يفتقدون الأمان والمرح والانطلاق في مرحلة الطفولة يعانون الأمريين في مرحلة المراهقة ويتمردون بشكل أكبر على الأسرة والمجتمع». أسوة صالحة تضيف شركس في نفس السياق: يمكننا تحقيق الفوائد بطرق آمنة، وأن نجعل من سيدنا يعقوب عليه السلام قدوة لنا عندما سمح ليوسف الصديق بالذهاب مع إخوته رغم خوفه عليه فقط عندما قالوا له (ارسله معنا غدا يرتع ويلعب) فكان اللعب والمتعة هما المحركان الأساسيان له، وعليه يمكننا الاستفادة من اللعب كوسيلة تعليميه حيث إن اللعب عند الأطفال ينزل منزلة عظيمة ويعد بروفة الطفل على الحياة، واللعب لا يخلو من المشكلات التي تصقل شخصية الطفل وتقوي عوده، كما أن المصروف اليومي يقوي مهارات الطفل الاقتصادية، والعلاقات الاجتماعية الناجحة وسيلة تأهيلية عالية المستوى ترتقي بالطفل وتخطو به نحو عالم الكبار، وهذا لا يعني أن نفصل الأطفال في كوكب مستقل، بل علينا إشراكهم فى عالم الكبار بخطوات متأنية ومدروسة مراعين عمر الطفل، نمطه وميوله، مستوى الإدراك، مهاراته واحتياجاته النفسية والتربوية. فدخول الأطفال إلى عالم الكبار أشبه ما يكون بتعليم الطفل للمشي، فإذا ضغطنا على الطفل وهو غير مؤهل للمشي ظناً منا أن هذا يقوي عوده لا نجني إلا خيبة الأمل، أما إذا بدأنا تدريبه فى السن المناسب فإنه سيخفق مرة ويتقدم مرة حتى ينجز المهمة، وعليه يمكننا إشراك الأطفال كل بما يناسب عمره، ليس هذا فحسب، بل يجب علينا تكليف الأطفال منذ الصغر بمهام وواجبات أسرية واجتماعية حتى نستطيع بلطف وبحكم العادة نقلهم من عالم الأنا إلى عالم النحن. نصيحة أسرية تقول د. هبة شركس: التربية لا تعني خلق العقبات للطفل لتقويته، ولا تذليلها له لتدليله، بل مساعدته ليتغلب على عقباته الخاصة التي ستواجهه، كي يقوى ويشب بتوازن نفسي واجتماعي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©