الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شوارع بيروت.. ذاكرة مكانية تحفظ التاريخ

شوارع بيروت.. ذاكرة مكانية تحفظ التاريخ
8 أكتوبر 2010 20:46
يروي كل شارع في بيروت، قصة تندرج في التاريخ اللبناني، لتصبح ذاكرة تكمن في التسمية التي لم يعد يعرفها سوى المعمرين في المنطقة، وجمعت المعلومات عن أسماء شوارع بيروت القديمة والحديثة، وما ينتمي إليها من مراكز رسمية ومحلية من بلديات بيروت الكبرى، وبقيت أسماء لمناطق مثل الجميزة والصنوبرة والروشة وغورو حاضرة في أذهان اللبنانيين تجمع الماضي والمستقبل، خوفاً من ضياع تراث الماضي وإرث الحاضر. خريطة مفصلة عندما كانت الشوارع من دون أسماء، حقق الشاب اللبناني باهي جبريل، إنجازاً "يحتاج إلى صبر أيوب"، ذلك أنه أمضى وقتاً طويلاً في وضع خريطة مفصلة عن شوارع بيروت وزواريبها المعقدة، أخذت منه هذه المهمة الصعبة وقتاً مضنياً، إلى أن نجح بإعداد كتاب عن شوارع بيروت، اعتبرته إدارات الفنادق "المرجع الوحيد للمؤشرات السياحية". شارع "الحمرا" الشهير في غرب بيروت، بدأت حكايته في مطلع القرن الخامس عشر الميلادي، ويشير حسان الحلاق إلى تعدد المصادر، حيث ورد في بعض المراجع أن التسمية تعود إلي نزاع نشب بين سكان المنطقة من قبيلة بني تلحوق، وأفراد من بني الحمرا، الذين كانوا يترددون إلى بيروت لبيع محاصيلهم الزراعية. ونتيجة هذا النزاع اضطر بنو تلحوق إلى النزوح عن مساكنهم في رأس بيروت، المنطقة التي كانت تعرف في عهدهم باسم "جرن الدب"، والتحقوا بالجبل تاركين أراضيهم ومنازلهم لبني الحمرا، الذين استقروا في المنطقة، فنسبت إليهم منذ ذلك الحين، لتصبح "كرم الحمرا"، وتسحب من التداول تسمية "جرن الدب" إلى غير رجعة، وتفيد مصادر أخرى بأن شارع الحمرا نسب إلى بني الحمرا، من دون نزاع أو ما شابه، لكن آل الحمرا البقاعيين توافدوا إليه، واستقروا فيه، ومنهم تشعبت عائلات بيروتية مثل: آل عيتاني، آل شاتيلا، آل اللبان وغيرهم. مزرعة "الحمرا" بالعودة إلى السنوات الأولى، التي رافقت الحرب العالمية الأولى 1914 – 1918، نجد أن "كرم الحمرا" أو "مزرعة الحمرا"، كان قاطنوها يهتمون بأشجار المقاس، لأنهم يستخرجون من ثمارها مادة الصمغ، ليصنعوا منه الدبق لالتقاط العصافير، وكانوا يعتبرون الأمر تجارة مربحة، إذ كانوا يبيعون العصافير الملتقطة بليرتين عثمانيتين ذهبيتين. أما الشارع الموازي لشارع الحمرا باتجاه البحر، فقد حمل اسمه من "دانيال بلس"، الذي كان من المساهمين الأوائل في بناء حرم الجامعة الأميركية، أواخر القرن التاسع عشر، وجمع التبرعات اللازمة لتنفيذ هذا المشروع، كما تولى رئاستها لتصبح من أهم الجامعات وأرقاها في لبنان، ويصبح "بلس" من الشوارع الأكثر زحمة ونبضاً في بيروت. ومن "بلس" إلى "مونو"، والاسم يعود إلى أحد أهم الأساتذة الفرنسيين الذين تولوا إدارة الجامعة اليسوعية، فأراد أهل الحي في شرق بيروت تكريمه، فأطلقوا اسمه على الشارع المعروف اليوم بشارع "مونو". "بسطات الخضار" كان لها أيضاً نصيبها من التسميات، فحي "البسطة" الممتد من وسط العاصمة صعوداً لجهة الغرب، والذي تجاوزت شهرته حدود بيروت، وشهد أحداثاً سياسية ووطنية، جعلته من المعالم الرئيسية في هذه المدينة، وتعود تسميته إلى كثرة "بسطات الخضار" فيه. الطريق الجديدة أما الطريق الجديدة فيروي قصتها، عمر المصري قائلا إن المنطقة أخذت هذا الاسم عندما شقت الحكومة طريقاً جديدة، تصل ما بين غابة الصنوبر أي حرش بيروت في ضاحيتها الجنوبية، وكورنيش المزرعة وصولاً إلى الروشة، فأطلق المواطنون على المنطقة اسم الطريق الجديدة، وفيها حي اسمه "حي الطلميس"، ويعود تاريخه إلى الحقبة العثمانية، وعرف بهذا الاسم، بسبب ضيق أحيائه والتصاق مبانيه، ما يمنع دخول ضوء الشمس. وفي مقابل منطقة طريق الجديدة يقع شارع "بربور" الذي سمي كذلك تيمناً بالدكتور بربور وهو أول سكان هذه المنطقة ومن أهم أطبائها. وقد تكفي صخرة عملاقة قبالة الشاطئ، لتعطي المنطقة اسمها، كما هي الحال مع صخرة "الروشة"، كذلك تحفل العاصمة بأسماء الدول والعواصم، ومنها شارع "أستراليا" في الروشة، أو شارع الخرطوم في منطقة الطريق الجديدة، ويعود السبب إلى تبادل الأسماء بين الدول العربية، وذلك لأهداف سياسية أو سياحية كما أن بعض الشوارع تحمل أسماء جنرالات فرنسيين، تناوبوا على حكم لبنان، ومنها شارع "جورو"، وشارع "ماري اده". فيما مضى كان الزائر الذي يقصد مكان ما، يسأل العابرين والسائقين عن مكان الجهة التي يريدها، إذ كانت أغلب الشوارع في بيروت لا تحمل اسماً أو لوحة، وبعد ذلك بدأت الصورة تتضح تباعاً بعدما جمعت الأسماء المألوفة لدى سكان المناطق، وتم وضعها على الخريطة، بعدما أنجز دليل خرائط لصور فضائية لشوارع بيروت وضواحيها، عن مسافة تشمل مائة كيلو متر مربع، وتغطي 34 مقاطعة ابتداء من برج البراجنة جنوباً إلى انطلياس والنقاش شمالاً، وبعبدا والمنصورية حتى خط الجبل.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©