الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علاج أمراض «سوء التغذية» عند الأطفال مسؤولية مشتركة بين المدرسة والأسرة

علاج أمراض «سوء التغذية» عند الأطفال مسؤولية مشتركة بين المدرسة والأسرة
8 أكتوبر 2010 20:57
تعتبر أمراض سوء التغذية من أبرز الأمراض التي يتعرض لها الأطفال في المدارس، وهي نتيجة طبيعية لعادات غذائية سيئة تؤدي إلى أمراض خطيرة، وتجعل مظهر الطفل محرجاً وحالته الصحية متهالكة. ورغم ارتفاع المستوى المعيشي للمجتمعات الخليجية، وتوفيره خدمات صحية جيدة إلا أن سوء التغذية لايزال متفشياً في المدارس بسبب انخفاض معدل الوعي الأسري والمدرسي بهذا الجانب المهم، وأصبح فقر الدم وضعف التفكير والخمول وغيرها من أمراض سوء التغذية ظواهر منتشرة بشكل كبير بين الطلاب. تلعب التغذية السليمة، التي تحتوي على جميع العناصر الغذائية التي يحتاج إليها الإنسان منذ نعومة أظفاره، دوراً مهماً في مراحل النمو والتطور. في هذا السياق، يشير الدكتور عبد الرحمن مصيقر، رئيس المركز العربي للتغذية بالبحرين، إلى أن نتائج الدراسات التي أجريت في بعض الدول الخليجية بينت أن نسبة الطلاب الذين لا يتناولون إفطارهم في سلطنة عمان بلغت 21 بالمائة وفي البحرين 22 بالمائة وفي السعودية 20 بالمائة، وأن هناك عدة أسباب لعدم تناول الإفطار في المنزل، فالأطفال قد ينامون متأخرين ويصحون متأخرين مما لا يمكنهم من تناول الإفطار، كما تجد بعض الأمهات صعوبة في تحضير الإفطار؛ نظراً لأن أبناءهم يذهبون إلى المدرسة في وقت مبكر ولا يوجد وقت كاف لتحضير الطعام. ومن الأمور العامة أن الأسرة لم تتعود تناول الإفطار وهذا ينعكس على أبنائها فنجدهم لا يميلون إلى تناول الإفطار. ويكون هنا من واجب المدرسة معالجة هذه المشكلة عن طريق تقديم النصح والإرشاد للطلاب وأهليهم، وكذلك الاهتمام بالمقاصف المدرسية وإعدادها إعدادا جيدا بحيث تستطيع تقديم وجبات إفطار متكاملة للطلاب حسب احتياجاتهم الغذائية. سلوك غذائي غير سوي تتميز المرحلة المدرسية بحصول الطفل على المصروف اليومي، والحرية في شراء الطعام من المطاعم المدرسية والمحال المجاورة للمدرسة، فالطفل في هذه المرحلة يكون مشغولا بنشاطات أخرى، ?فيأكل بسرعة للرجوع إلى اللعب أو مشاهدة التلفزيون، وهناك أمور تتعلق بالسلوك الغذائي غير السوي للطفل في سن المدرسة، وفق مصيقر، يجملها فيما يلي: ? تجاهل وجبة الإفطار: قد لا يتمكن الطفل من تناول طعام الإفطار لقيامه متأخراًَ عن موعد? المدرسة، أو كان كل من الأبوين يعملان، وتمثل وجبة الإفطار أهمية خاصة للتلميذ للاستيعاب والفهم والتحصيل الدراسي، ولتجاوز هذه المشكلة يمكن للأم أن تهتم بإعداد الإفطار لأولادها قبل وقت كاف ?قبل الذهاب للمدرسة، كما يمكن أيضا إشراك الأبناء في إعداد وجبة الإفطار إذا كانت الأم تعمل خارج ?المنزل. ويجب أن يكون طعام الإفطار سهل التحضير ومتنوعاً، ويفضل الإفطار مع العائلة. ? سمنة الأطفال: يجب مراقبة وزن الطفل الذي يعاني من السمنة ومحاولة تخفيف وزنه،إلا أن الحمية الشديدة قد تؤثر على نموه، وينبغي على الوالدين عدم استعمال الطعام كحافز لتوجيه سلوك الطفل أو كوسيلة للتخلص من البكاء، أو أن يربطوا العقاب بالحرمان من الطعام. وتحدث السمنة إما بزيادة عدد الخلايا الدهنية أثناء مرحلة الطفولة، أو بزيادة السعرات الحرارية التي تشكل مع قلة ?الحركة السبب الأساسي للسمنة عند الأطفال، ويعتمد النظام الغذائي لعلاج السمنة على تعديل في السلوك الغذائي للأسرة وتوعية في الثقافة الغذائية ?والتخطيط للرياضة البدنية، مع مراعاة الأغذية الضرورية للنمو. أخطار صحية يضيف مصيقر مزيداً من الأخطار الصحية التي تتهدد الأطفال بسبب سوء التغذية ومنها: ? فقر دم الحديد: وينتج عن نقص الحديد أكثر الأمراض انتشاراًَ بالمنطقة العربية وخصوصاً البنات، وقد يؤثر هذا النقص على الجهاز العصبي وقد يسبب قلقا وإجهاداً عند الطفل، ويعود نقص الحديد عند الأطفال في المدارس إلى قلة تناول الأغذية الغنية بعنصر الحديد والبروتين وكذلك المواد التي تزيد من امتصاص الحديد من الأمعاء مثل فيتامين (جيم) بالإضافة إلى فقدان الدم المتكرر بسبب الأمراض الطفيلية للجهاز الهضمي، ولمنع حدوث هذا النقص، يجب تناول الأطعمة الغنية بالحديد والحبوب المضاف إليها الحديد والكبد والسمسم والخضراوات? الورقية الخضراء واللحوم والأطعمة الغنية بفيتامين (جيم) مثل الحمضيات والامتناع عن الأطعمة?التي تعوق امتصاص الحديد مثل الشاي والقهوة وكذلك الوقاية من الأمراض الطفيلية. ? تسوس الأسنان: ويحدث نتيجة لأربعة عوامل أساسية هي استعداد أو قابلية الأسنان الوراثية للتسوس، ?أو وجود كربوهيدرات قابلة للتخمر في الفم، أو وجود المكروبات التي تخمر الكربوهيدرات، أو نقص في تركيز الفلور في ماء الشرب، حيث يعد تسوس الأسنان من أهم المشكلات المرتبطة بالتغذية والمنتشرة عند الأطفال في الدول العربية والتي تؤثر على صحة الطفل. ? تناول الأطعمة بين الوجبات: تكمن مشكلة تناول الأطعمة بين الوجبات للأطفال في نوعيتها، وكمية الأطعمة المتناولة، حيث إن الغالبية من الأطفال يتناولون أطعمة عالية السعرات الحرارية وذات قيمة غذائية منخفضة مثل المشروبات الغازية والبطاطا المقلية والذرة المحمّصة والحلويات مما يقلل من إقبالهم على تناول الطعام في الوجبات الرئيسية التي تحتوي عادة ?على أطعمة ذات قيمة غذائية عالية وضرورية لبناء أجسامهم بناءً سليماً. ويجب على الوالدين توفير ?أكبر قدر من المغذيات للأطفال، مثل اللبن والحليب والفواكه الطازجة وعصيرها والخضراوات والجبن. تحسين التغذية من بين أهم توصيات خبراء التغذية لتحسين تغذية الأطفال في المدارس هي العناصر التالية: ? الاهتمام بالتغذية السليمة منذ مرحلة الرضاعة وما قبل المدرسة. ? تعليم الطفل في المدرسة قواعد التغذية السليمة. ? تصميم لوحات إرشادية داخل المدارس وفي الفصول توضح أهمية تناول الإفطار بالمنزل. ? التوجيه على ضرورة احتواء الوجبات الخفيفة على لبن وفواكه ومواد منتجة للطاقة. ? التشجيع على جلب مكونات الوجبة الخفيفة من المنزل ،أفضل من شرائها من مطاعم المدرسة? لضمان النظافة الصحية. ? التشجيع على ممارسة العادات الصحية المرتبطة بالأغذية والصحة الشخصية. ? الاهتمام بغسل الأيدي قبل الأكل وبعده وبعد الانتهاء من دورات المياه. ? غسل الخضراوات والفاكهة قبل الأكل للوقاية من الأمراض الطفيلية التي تسبب سوء التغذية. ? عدم شراء الأطعمة المكشوفة والمشكوك في نظافتها. ? تناول بعض الأطعمة المحتوية على الفيتامينات والمعادن فيتامين (ألف) الذي يوجد في الخضـراوات والفواكـه الملونـة كالجـزر والطماطم والفلفل الأخضر، وفيتامين (جيم) الذي يوجد في الحمضيات كالبرتقال والليمون والجوافة، وفيتامين (دال) الذي يوجد في الأسماك الدسمة وفي صفار البيض والجبن والحليب ويمكن الحصول عليه بالتعرض لأشعة الشمس في الصباح أو قبل الغروب. غذاء متوازن عدم تناول الوجبات الرئيسية بانتظام يدفع الطفل إلى تناول وجبات صغيرة عالية السعرات الحرارية كالشوكولا والآيس كريم، لذلك يوصى بتقليل السعرات الحرارية والزيوت وزيادة الألياف، في طعام الأطفال وقد تكون الأطعمة قليلة الكربوهيدرات مفيدة عند بعض الأشخاص لكن الهدف الرئيس يجب أن يكون تقليل السعرات الحرارية وزيادة استهلاكها. كما أن زيـادة النشــاط الرياضــي أمــر جـيد على أن يكــون الهـدف هو الوصــول إلى التمــارين الرياضية المنتظمة ويجب أن يترافق ذلك مع تقليل مشاهدة التلفاز وألعاب الحاسوب. وشددت مجموعة من الاختصاصيين في التغذية وعلم النفس على خطوات من الواجب أن يعتمدها الأهل في تغذية الطفل، عبر الاقتراحات التالية: ? عدم التركيز على النشويات واللحوم بدون الخضراوات التي تمد الطفل بالفيتامينات والمعادن المطلوبة. ? مراعاة التنويع والتلوين في الطبق المقدم للطفل واعتماد نسب معقولة من الفاكهة والخضراوات. ? الإكثار من إعداد العصائر الطبيعية والليمون إذ لا تحتوي على سعرات حرارية عالية. ? دفع الطفل لممارسة الرياضة والهوايات في أوقات منتظمة. ? الحذر من تقديم الطعام للطفل وهو جالس أمام شاشة التلفزيون لأن تركيزه في المشاهدة لا يشعره بامتلاء معدته. ? دراسة الوجبة التي تقدم للطفل بالتعرف على مقدار السعرات الحرارية التي تحتويها. تكامل الأدوار بين البيت والمدرسة تعد عملية تبادل الأدوار بين المدرسة والبيت من الأمور المهمة التي تتعلق بمعالجة القصور الغذائي وتساعد على تخطي المشكلات التغذوية، ويقول الدكتور عبد الرحمن مصيقر إن دور المقصف المدرسي يبرز في مجال تغذية الطلاب نظراً لأن بداية الطفل في المدرسة هي نقلة في التأثير على سلوكياته والتي تؤثر سلباً أو إيجاباً على حالته الصحية من حيث حصوله على احتياجاته الغذائية، خصوصاً أن هذه المرحلة تمثل فترة نمو سريعة، ويتعلم الطالب المعلومات والعادات المهمة التي يبني عليها حياته الصحية، ومن الصعب التخلص من العادات السيئة إذا تربى عليها الطالب خصوصاً في مدرسته، لذلك فإنه يجب الأخذ بمبدأ الوقاية خير من العلاج، فهذه الفترة تحدد بدانة الطفل أو نحافته، حالة أسنانه، حبه لبعض الأغذية الخاوية، وإكساب الطفل العادات السليمة يعد رسالة مهمة إذا ما أحسن استخدام المقصف كوسيلة تعليمية وتثقيفية.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©