تجديد الأغنيات القديمة «إفلاس فني» أم حفاظ على الأصالة؟!

يقوم عدد من نجوم الغناء بإعادة تقديم أغنيات قديمة تتمتع بشهرة كبيرة بين الناس ولكن بتوزيع موسيقي مختلف. وهذا بالطبع يفرض عدة تساؤلات، لماذا يقدم النجوم الجدد على إعادة الأغنية القديمة إلى الواجهة على الرغم من عدم غيابها عن الساحة الفنية أبدا؟ هل لأنهم لم يجدوا نصوصا جيدة تتناسب مع ما حققوه من نجومية؟ أم لأن تجديد الأغنيات القديمة أقل كلفة من أغنيات جديدة في ظل أزمة الإنتاج السائدة اليوم في الوسط الفني واحتكار شركات الإنتاج الكبرى لنجوم دون سواهم؟! أم أن بعضاً من الفنانين يختارون أعمالاً محددة تكفل لهم نجاحا مسبقا لم توفرها لهم أغانيهم الحديثة التي ربما لم تحقق النجاح المرجو أو لأنها سرعان ما فقدت بريقها؟ حافز قوي وعلى الرغم من التساؤلات التي تطرح في هذا المجال إلا أن إعادة تقديم الأغنيات القديمة بأصوات نجوم اليوم فيه فائدة كثيرة أهمها، أنها تضمن للمتلقي فناً راقياً بعيداً عن الابتذال. وأيضا تعرف الجيل الجديد الذي ربما لم يعرف التراث الغنائي العربي الذي صنعه نجوم كبار مثل أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وفيروز وغيرهم. وفي هذا الإطار سبق لفنانين أن لجأوا الى هذه التجربة وحققوا النجاح مثل محمد منير، الذي غنى ألحاناً لمطربات شهيرات من بينهن نجاة الصغيرة ووردة الجزائرية وشادية. ومن الجيل الجديد، غنّت الفنانة اللبنانية نانسي عجرم أغنية للفنانة وردة الجزائرية وأغنية للفنان عبدالحليم حافظ، ولكنها أدتها بطابعها الطربي القديم دون تغيير في توزيعها الأصلي. لذلك شكّلت هذه التجارب حافزاً قوياً ليتجه بعض المطربين الجدد نحو هذا الطريق الذي لا يتطلب وفقاً للتقنيات الموسيقية الحديثة الكثير من الصعوبة! أغانٍ نادرة لذلك اتفق الفنان محمد منير مع المنتج محسن جابر، صاحب شركة عالم الفن، على إعادة تقديم أغان نادرة من تلحين الموسيقار بليغ حمدي، ضمن ألبوم غنائي جديد يتميز بتوزيع موسيقي حديث. وعندما حاولنا الاتصال بالفنان محمد منير أو الشركة المنتجة لاذ الطرفان بالصمت على اعتبار أن هذا الألبوم سيشكّل مفاجأة للجمهور. وفي نفس السياق تستعد الفنانة أنغام لتقديم مجموعة من الأغنيات القديمة لعدد من المطربين الكبار مثل أم كلثوم، نجاة الصغيرة، محمد عبدالوهاب ضمن ألبوم مستقل سيصدر قريبا. كما أعلنت الفنانة شيرين استعدادها لإعادة تقديم أغنية الفنانة العالمية داليدا “سالمة يا سلامة” بتوزيع جديد، والتي من المتوقع أن تطرح في الأسواق كأغنية منفردة. وتفكر الفنانة سميرة سعيد في إصدار ألبوم جديد يضم 15 من أغانيها القديمة بعد إعادة توزيعها بأسلوب جديد. وهذا ما سبق أن قام به الفنان وليد توفيق منذ فترة غير بعيدة، حتى أنه صور بعض أغنياته القديمة بتوزيعها الجديد على طريقة الفيديو كليب. “البحرية” ومن ناحية أخرى تفكر الفنانة اللبنانية ميريام فارس بإعادة تجديد بعض الأغنيات القديمة للفنان منصور الرحباني مثل “البلبل بينادي عالأغصان”، والتي من المتوقع أن تضمها الى ألبومها الجديد الجاري تحضيره حالياً. أما الفنان عاصي الحلاني فقرر إعادة تقديم أغنية “البحرية” بتوزيع جديد مع الحفاظ على طابعها الفلكلوري اللبناني على أن يصدرها كعمل منفرد قريبا. وأيضا يقوم الفنان جورج الراسي بتحضير ألبوم كامل يعيد من خلاله تقديم عدد من الأغنيات القديمة لفنانين مثل ربيع الأسمر وغيره والتي حققت نجاحاً كبيراً في ثمانينيات القرن العشرين.