السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الإندبندنت البريطانية تكشف التفاصيل: كيف نسج الأخطبوط خيوط الجريمة؟

16 يوليو 2006 00:52
مكاوي الخليفة: كشفت صحيفة الاندبندنت البريطانية في تقرير لمحررها فرانك دوني تفاصيل وملابسات فضيحة التلاعب بنتائج المباريات التي هزت الوسط الكروي الإيطالي مؤخرا وقالت إن العقوبات التي صدرت أمس الأول كانت كما وصفها جويدو روسي مفوض اتحاد كرة القدم الإيطالي الذي تم تعيينه رسميا من قبل الحكومة بأنها ''سلسلة غير عادية ومؤسفة من الجرائم التي تعتبر جزءا من شبكة واسعة النطاق تتضمن مؤسسات كرة القدم الإيطالية الرئيسية بما في ذلك قادتها، وأجهزتها الرقابية والعدلية وبعض أكبر الأندية في البلاد''· ويحتل نادي يوفنتوس الصدارة في تلك الشبكة بالإضافة إلى اثنين من إدارييه السابقين انطونيو جيراودو ولوشيانو موجي· ومنذ عام 1994 حينما تم إحضاره للنادي من قبل الراحل امبرتو انجيلي ساعدت صفقات موجي يوفنتوس في تعيين العديد من المدربين الناجحين مثل مارشليو ليبي، كارلو انشيلوتي وفابيو كابيلو بالإضافة إلى كوكبة من النجوم الذين حققوا الفوز بسبع بطولات دوري وبطولة دوري الأبطال الأوروبية· إلا أن كبار المدربين والنجوم لم يكونوا كافين لتحقيق طموحات موجي الذي بدأ في نسج شبكة من الاتصالات القوية لتأمين استفادة يوفنتوس لأقصى حد من كل المزايا التي يمكن أن تتاح وتقدم له· وكان العمود الفقري للشبكة هو اتحاد كرة القدم الإيطالي ورابطة الحكام، وكان موجي على اتصال دائم ومنتظم باثنين من الحكام المسؤولين عن تعيين الحكام وهما باولو بيرجامو وبييرلويجي بايريتو· وهناك مزاعم بأنهما تمكنا من تزويد الحكام الذين كان يطلبهم موجي من خلال تزوير عملية السحب العشوائي الخاصة بتعيين الحكام المعينين لمباريات الدوري· وكان موجي قد أخطر نائب رئيس الاتحاد انشينزو مازيني بصفقاته مع الحكمين المذكورين· وكان الحكام الأصدقاء بقيادة ماسيمو دي سانتيس، الذي كان يفترض أن يشارك في تحكيم مباريات كأس العالم وتم سحبه بعد تفجر الفضيحة، يتولون بعد ذلك التلاعب في المباريات لصالح يوفنتوس، من خلال إصدار قرارات ضد الفرق الأخرى تصب في مصلحة السيدة العجوز، بالإضافة إلى التغاضي عن المخالفات التي يرتكبها لاعبو اليوفي حتى لا يحصلوا على بطاقات صفراء ويتعرضون للإيقاف والغياب عن المباريات، وتشير الإحصاءات إلى أن البطاقات الصفراء التي حصل عليها يوفنتوس كانت دائما الأدنى في بطولة الدوري الإيطالي· كما تم إلغاء العديد من الأهداف الصحيحة التي تم إحرازها في شباك الفريق من قبل الفرق الأخرى حينما تقتضي الضرورة ذلك· وقد استفاد بايرتو لحد كبير من صداقته مع موجي حيث كانت شركة فيات المالكة للنادي تزود النادي بسيارات بأسعار مخفضة تتراوح من 23% إلى 50%· وعلى الرغم من أنها مخصصة للعاملين في النادي فقط إلا أنها كانت تزود لأصدقاء بايرتو عبر موجي وفقا لما أفاد به فيتوريو باستوري أحد العاملين في شركة فيات في أقواله للمحققين على حد قول الصحيفة· وأضافت الصحيفة أن ناديي لاتسيو وفيورنتينا اكتشفا كيف تسير الأمور من وراء الكواليس ولوقت طويل قاما بحملة مضادة وتعهدا بإدخال أخلاقيات ومثل وقيم جديدة في اللعبة· إلا أنهما حينما واجها خطر الهبوط إلى دوري المظاليم بعد سلسلة من القرارات التحكيمية المثيرة للجدل، لم يجدا مفرا من الإذعان للأمر الواقع ووفقا لما قاله المدعي الفدرالي قررا الانضمام إلى الركب والانخراط في اللعبة· فكان أن طلب رئيس نادي لاتسيو كلاوديو لوتيتو من رئيس اتحاد كرة القدم آنذاك فرانكو كارارو مساعدته في أربع مباريات مصيرية في نهاية الموسم عام ،2005 وقام كارارو بإبلاغ بيرجامو تقديم المساعدة اللازمة لنادي لاتسيو، كما طلب نادي فيورنتينا من مازيني مساعدته في مباراتيه أمام لاتسيو وبولونيا· وقالت الصحيفة إن المدير الإداري لنادي ميلان ادريانو جالياني ذكر للمحققين أنه لطالما كان يشك ومنذ فترة طويلة في تفضيل الحكام لنادي يوفنتوس إلا أنه لم يكن يتخيل مطلقا أن يكون ذلك جزءا من نظام متطور، ونفى جملة وتفصيلا وجود أي نظام لنادي ميلان، إلا أن بالاتزي لا يتفق معه في ذلك واتهم جالياني الذي كان وقتها رئيسا لاتحاد كرة القدم الإيطالي بدعم عمليات مساعد الحكام ليوناردو ميني لصالح ميلان، وقال بالاتزي ''كان ميني يجري اتصالات هاتفية بمساعدي الحكام ويطلب منهم مساعدة ميلان في الحالات المشكوك فيها''· وأضافت الصحيفة أن العملية التي أطلق عليها لقب ''موجي جيت'' على غرار فضيحة ''ووترجيت'' الأميركية ظهرت إلى الملأ إثر تحقيق أجراه عدد من القضاة في كل من تورينو، وروما نابولي· وكان قضاة تورينو الذين قدموا يوفنتوس للمحاكمة خلال فضيحة المنشطات المزعومة والتي ألغتها محكمة الاستئناف العليا لاحقا قد أمروا آنذاك بمراقبة هواتف كبار المسؤولين في نادي يوفنتوس لمدة 48 ساعة في عام ·2004 كما أن القضاة الذين كانوا يحققون في قضية مافيا نابولي ''الكامورا'' تم تنبيههم إلى احتمال وجود صلات بين الجريمة المنظمة وكرة القدم، ومن ثم قرروا مراقبة المكالمات الهاتفية الخاصة بسلسلة واسعة من الأشخاص المرتبطين بلعبة كرة القدم خلال موسم 2004/·2005 وفي أبريل 2004 بدأ القضاة في روما تحقيقا في المزاعم الخاصة بالتهديدات ضد وكالة ''جي إي أيه للاعبين'' التي يديرها اليساندرو ابن لوشيانو موجي· ووصفت الصحيفة العقوبات التي صدرت مؤخرا ضد الأندية الأربعة والمسؤولين عن الفضيحة بأنها تعتبر طفيفة مقارنة بالصلاحيات التي يتمتع بها النظام القضائي والعدلي في إيطاليا· وقالت إن 41 شخصا في نابولي وحدها يواجهون تهما بالغش الرياضي وهي جريمة قد تؤدي إلى الحكم بالسجن لعامين كحد أقصى، كما ركزت التحقيقات أيضا على الجوانب الأخرى لما أسمته ''نظام موجي'' بما في ذلك شركة ابنه لتسويق اللاعبين وصلاته بالسياسيين وكبار رجال الشرطة والقضاة والمذيعين التلفزيونيين· وأضافت أنه منذ استقالته من منصبه كمدير لنادي يوفنتوس في مايو الماضي فإن موجي كان يصر دائما بأنه أيا ما كان يقوم به فإنه لم يخرج عن الممارسات المألوفة وأنه كان يحاول حماية يوفنتوس مما أسماه ''القوة الحقيقية التي تسيطر على التلفزيون''· وقالت بأن الأمر لا يحتاج لذكاء كبير أو لأي شخص على دراية بحل الشفرات الرمزية بأنه كان يشير ضمنيا إلى سيلفيو بيرلسكوني ونادي ميلان· وقالت إن موجي كان على صلة ببرنامج ''البروسيسو'' أي المحاكمة باللغة الإيطالية الذائع الصيت والذي يحظى بشعبية واسعة والذي يشاهده ويتابعه من مليوني إلى ثلاثة ملايين مشاهد بانتظام ليلة الاثنين من كل أسبوع· ويعد ويقدم هذا البرنامج الدو بيسكاردي وهو صديق قديم للوشيانو موجي· ويركز البرنامج على تحليل القرارات التحكيمية الرئيسية لمباريات الدوري الإيطالي، ويقوم بالتحليل حكم الدرجة الأولى السابق فابيو بالداس· وقالت الصحيفة أن موجي وجد ضالته وفرصته المواتية في البرنامج فعلى الرغم من أن بعض القرارات التحكيمية المثيرة للجدل لصالح يوفنتوس على مر السنين كانت تسبب بعض الحرج للنادي، إلا أن موجي كان يسعى دائما لأن يخفف البرنامج في تحليلاته من حدة الانتقادات لتلك القرارات بالإضافة إلى تعريض الحكام غير المتعاونين لانتقادات لاذعة والتشهير بهم عبر التلفاز· وأضافت الصحيفة أنه حينما تم نشر المكالمات الهاتفية بين موجي وبالادس وبيسكاردي تم سحب البرنامج فورا من المحطة التلفزيونية التجارية، إلا أن بيسكاردي نجح في نقل برنامجه لإحدى المحطات التلفزيونية في شمال إيطاليا· وأشارت الصحيفة إلى أن جريمة الغش والتزوير الرياضي تم إدخالها في أعقاب فضيحة التلاعب بنتائج المباريات التي حدثت في عام 1980 والتي انتهت بقرار هبوط ميلان ولاتسيو إلى دوري المظاليم وإيقاف عدد من اللاعبين· وكان اللاعبون واثنان من رجال الأعمال الذين كانوا العقل المدبر وراء عمليات شبكة المراهنات غير القانونية التي نفذت عملية التلاعب بنتائج المباريات قد تم إخلاء سبيلهم في المحاكم لعدم اعتبار التلاعب جريمة يعاقب عليها القانون في ذلك الوقت· وقد أدى إطلاق سراحهم إلى صدور قانون في عام 1989 يعتبر محاولة لتغيير نتيجة أي مباراة جريمة يعاقب عليها القانون·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©