مشروع قانون للمحافظة على مصادر المياه في الشارقة

أعدت هيئة كهرباء ومياه الشارقة مشروعاً لقانون المحافظة على مصادر المياه، وفق ما كشف المهندس إبراهيم راشد ديماس مدير عام الهيئة الذي أشار الى أن مشرع القانون يتضمن التأكيد على أن مصادر المياه ملك عام وللسلطة المختصة وضع القواعد والإجراءات اللازمة للمحافظة على مصادر المياه وحمايتها من التلوث وتنظيم كيفية استغلالها بالشكل الذي يضمن توافرها ويحقق العدالة. وأشار ابن ديماس في تصريحات لـ«الاتحاد» إلى أن الهيئة قامت بوضع التعليمات اللازمة لحفر الآبار وإقامة السدود والإنشاءات المائية الأخرى وتحديد المناطق التي يسمح فيها بحفر الآبار وتلك التي لا يسمح فيها بذلك سواء كانت هذه الآبار للأغراض الصناعية أو الزراعية أو غيرها. كما تضمن مشروع القانون أن تحدد السلطة المختصة الإمكانات والشروط الواجب توافرها لدى المقاولين الذين يرغبون في حفر الآبار وتصنيفهم على فئات حسب إمكاناتهم الفنية والإدارية والمالية وإصدار التراخيص اللازمة لحفر الآبار أو تعميقها أو تنظيفها أو ردمها أو إصلاحها على أن تشمل هذه التراخيص مواصفات محددة لعملية الحفر أو التعميق أو التنظيف ويتم ذلك بإشراف أحد الفنيين التابعين لها أو من تخوله وكل ما يتعلق بالمحافظة على المياه وترشيدها. يأتي ذلك بناءً على توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في شأن ترشيد استهلاك المياه حيث قامت هيئة كهرباء ومياه الشارقة بتنظيم عدد من حملات التوعية، والمشاريع والخطط التي تهدف إلى ترشيد الاستهلاك وتوعية سكان الإمارة بأساليب الترشيد. وانتشرت مؤخرا ظاهرة هدر المياه خاصة في المناطق السكنية، حيث شكا عدد من سكان المناطق السكنية بالإمارة من سوء استخدام المياه الذي يقع فيه الكثير من جيرانهم وخادماتهم. وحث ابن ديماس سكان الإمارة على ترشيد الاستهلاك في المياه، والابتعاد عن الهدر من خلال الاستخدامات المتعددة التي يقومون بها بصفة يومية، واتباع الأساليب الحديثة التي تقنن من الإسراف خاصة في عملية غسيل السيارات والري وتنظيف الواجهات الأمامية للمنازل. وأضاف ابن ديماس أن مجلس إدارة هيئة كهرباء ومياه الشارقة برئاسة الشيخ عبدالله بن سالم القاسمي يولي أهمية كبيرة بوضع الخطط والبرامج اللازمة لتوفير المتطلبات المتزايدة من المياه لسكان الشارقة وتنفيذ حملات التوعية بضرورة ترشيد استهلاك المياه واستخدامها بالأسلوب الأمثل، حيث يعتبر ترشيد استهلاك المياه من المواضيع الحيوية التي لا ينبغي تجاهلها. وأشار مدير عام الهيئة إلى أن معدل استهلاك الفرد للمياه في الشارقة يعد من أعلى المعدلات العالمية حيث يصل إلى 500 لتر يومياً بينما معدل استهلاك الفرد في الدول المتقدمة يتراوح بين 150 إلى 200 لتر يومياً. وكشفت الدراسات التي أجريت مؤخرا أن نسبة الاستهلاك اليومي للفرد في سكن للعمال تصل إلى 700 لتر للفرد وتصل إلى 600 لتر للفرد في فنادق الخمس نجوم وهذا ما يزيد على الاستهلاك الطبيعي وبالتالي يعتبر هدرا للمياه. وأوضح انه في الدراسة التي نفذتها الهيئة تبين أن الاستخدامات الزراعية تستهلك 69% من المياه تليها الاستخدامات الصناعية بنسبة 23% ثم الاستخدامات المنزلية ومياه الشرب بنسبة 8% فقط. وأكد سكان في الشارقة أن هناك فئة من الناس تقوم باستخدام الخرطوم بدلا من الوسائل الأخرى التي توفر في عملية الاستهلاك، مشيرين إلى أن تلك الفئة تبالغ في عملية غسيل السيارات الخاصة بهم والواجهات الأمامية لمنازلهم دون مراعاة للمياه التي تسيل وتشكل وديانا تمشي على الشوارع الداخلية. وأوضح المواطن فيصل عبدالعزيز بأنه يرى عددا من القاطنين في المنطقة السكنية التي يسكن بها يبالغون في مسألة غسيل السيارات، وري الشجيرات التي يزرعونها سواء في أفنية منازلهم أو في الواجهات الأمامية لها. وأشار الى أنهم لا يستخدمون وسائل أخرى للري غير خرطوم المياه الذي يهدر كمية كبيرة منه، في حين هناك بدائل بسيطة ومتوفرة، منها استخدام الدلو في الري والغسيل والذي يوفر الماء بشكل كبير. وأشارت المواطنة علياء حميد إلى أن إهمال أصحاب المنازل والاعتماد على الخدم في عملية الغسيل دون إشراف أو تعليمات يساهم بشكل كبير في عملية الهدر، والإسراف في استخدام المياه، فعلى ربات البيوت وأصحاب المنازل في المناطق السكنية مراقبة الخدم بشكل دوري وتعليمهم سبل، وطرق الاستخدام الصحيح للمياه. بدورها أكدت حمده سعيد أن للإعلام دور كبير في عملية التوعية بالأخطاء في طرق الاستهلاك وتوضيح البدائل والطرق السليمة، خاصة في طريقة غسيل السيارات، والواجهات الأمامية للمنازل والأرضيات، بالإضافة إلى الوسائل الصحيحة، والمرَشدة في عملية ري الأشجار في المنازل. من جانبه أكد المهندس إبراهيم راشد ديماس مدير عام هيئة كهرباء ومياه الشارقة أن ترشيد الاستهلاك مسؤولية مجتمعية على كافة أفراد المجتمع تحملها للحفاظ على الموارد الطبيعية وممارسة الأساليب الحضارية في التعامل مع المياه وتكييف عاداتنا اليومية مع الحلول العملية التي تقدمها الدراسات في هذا المجال ويوماً بعد يوم تزداد كميات استهلاك المياه في كافة الأغراض كالشرب، والغسيل، والتنظيف والاستحمام والسباحة وغيرها من الاستخدامات اليومية الضرورية. انتاج 32,3 مليار جالون من المياه في الشارقة عام 2011 بلغ إنتاج المياه في الشارقة خلال عام 2011 أكثر من 32,3 مليار جالون من المياه بمتوسط يومي حوالي 88,5 مليون جالون، وتنتج محطات التحلية منها 26,6 مليار جالون بمتوسط يومي 72,84 مليون جالون، بينما تبلغ كميات المياه الجوفية المنتجة خلال عام 2011 حوالي 5,7 مليار جالون بمتوسط يومي 15,67 مليون جالون. كما بلغت أطوال شبكة نقل وتوزيع المياه في إمارة الشارقة حتى نهاية عام 2011 حوالي 3,159,97 كيلومتر، بالإضافة إلى ذلك أنشأت الهيئة 19 خزانا لمياه الشرب في مناطق إمارة الشارقة المختلفة بسعة تصل إلى 49,5 مليون جالون وهذه الأرقام تؤكد الجهود والأموال الكبيرة التي تتحملها الحكومة من أجل توفير المياه النقية لكافة مناطق إمارة الشارقة.