بيروت - ''الاتحاد'': شكلت المفاجأة التي وعد بها امين عام ''حزب الله'' حسن نصرالله وتمثلت بقصف البارجة الحربية الاسرائيلية قبالة ساحل بيروت واصابتها واشعال النار فيها قبل ان تغرق ليل الجمعة - السبت، دعوة لتحرك دولي واسع النطاق باتجاه معالجة الوضع ووقف الحرب الاسرائيلية المفتوحة على لبنان لليوم الرابع على التوالي· وانعكس الوجوم الذي ظهر على وجهي السفيرين البريطاني جيمس واط والفرنسي برنار ايمييه اللذين رفضا الادلاء بأي تصريح بعد لقائهما امس رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة على صورة مستقبل الوضع العسكري ليس في لبنان وحده بل في المنطقة بأكملها·وقد اعتبرالسنيورة ان التدخل الاسرائيلي في لبنان ''غير متكافىء'' وطالب ب''وقف فوري لاطلاق النار''· وقال في مقابلة مع ''سي·ان·ان'' ، ان ''الوضع بالغ الخطورة لأن إسرائيل تواصل عدوانها على لبنان واللبنانيين''· واعتبر السنيورة ان التدخل الاسرائيلي للافراج عن جندييها المخطوفين ''غير متكافىء''، مذكرا بأن الحكومة اللبنانية ''انتقدت'' اقدام ''حزب الله'' على خطف الجنديين· واضاف السنيورة ان ''لبنان تقطعت اوصاله''، مشيرا الى ان الطيران الاسرائيلي دمر حوالى عشرين جسرا· ووصف خطف ''حزب الله'' للجنديين الاسرائيليين بأنه كان خطأ تكتيكيا· مطالبا في الوقت نفسه بوقف مباشر لاطلاق النار واحياء اتفاقية عام 1949م·وقال السنيورة في المقابلة ''يطلب منا أن نوقف حزب الله، لكن لا أحد يمارس الضغط اللازم على إسرائيل لوقف هذه المشكلة''· وفيما غابت التصريحات، واصل السنيورة اتصالاته مع عواصم القرار الدولي لمتابعة التطورات في مسعى للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها المتمادي على لبنان· وشهد مقر رئاسة الحكومة في السراي الكبير طوال يوم أمس ورشة عمل وزارية واسعة النطاق، حيث تابع الوزراء كل في مجال اختصاصه التطورات، واعطى التوجيهات الى فريق عمله لمساعدة المواطنين وتقديم ما يمكن من مساعدات فورية لهم، خصوصاً في المناطق المعزولة· وشكل كل وزير خلية طوارئ في وزارته تعمل على مدار الساعة لمواكبة المستجدات وتقديم الخدمات للمواطنين· ودعا رئيس كتلة ''التغيير والاصلاح'' النائب الجنرال ميشال عون الى الوحدة الوطنية والتضامن، وطالب المجتمع الدولي باتخاذ قرار فوري لوقف اطلاق النار بدل وضع الشروط على ان تبدأ بعد ذلك المفاوضات· وقال عون في تصريح أمس انه اذا كان هناك طرف يريد التصعيد وتخطي القواعد القتالية المعمول بها وفقاً لاتفاقية جنيف فان الكل يصبح عندها محكوماً بمعادلة الدفاع عن النفس· واضاف ''اذا كانت الحرب اصبحت مفتوحة فالنتائج تحددها معادلات القوى والحكومة اللبنانية لا تستطيع اتخاذ اي موقف لانه لا يمكن ان يكون الانسان مهدداً وتقول له الحكومة سأكون ضدك''·
واشار عون الى ان التصرف الدولي والاسرائيلي وبعض غير الفاهمين للواقع الحالي في لبنان يجر لبنان الى حرب مفتوحة· اما رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سليم الحص فقد اشاد بعملية المقاومة التي اصابت البارجة الحربية الاسرائيلية قرب شاطئ بيروت· واضاف ''لبنان يواجه حرباً هوجاء اضحت اهدافها مكشوفة في مقدمها تفجير فتنة فئوية في لبنان، على غرار ما يجري في العراق، تمهيداً لتعميم حال الشرذمة في المنطقة العربية اما السلاح الامضى في التصدي لهذا التحدي فهو الوحدة الوطنية اللبنانية''· ودعا الحص اللبنانيين الى رص صفوفهم في وجه الاخطار التي تهدد المصير، والاصرار على عدم تسليم الاسيرين مجاناً ما دام هناك اسرى لبنانيون في السجون الصهيونية·
عدد اليوم
