الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تربويون يطالبون بقطاع للإرشاد الأكاديمي في المدارس

تربويون يطالبون بقطاع للإرشاد الأكاديمي في المدارس
6 يوليو 2012
دعت قيادات الأكاديمية والتعليمية في الدولة الطلبة الناجحين في الصف الثاني عشر وأولياء أمورهم إلى ضرورة التدقيق في اختيار التخصص العلمي الذي سيواصل كل طالب وطالبة فيه دراسته الجامعية في مرحلة البكالوريوس، بحيث تكون التخصصات المختارة مرتبطة بصورة وثيقة باستراتيجية التمكين للحكومة الرشيدة، وكذلك بأجندة السياسة العامة لإمارة أبوظبي ورؤيتها الاقتصادية 2030، وما تضمه من أهداف وبرامج تتعلق بسوق العمل في المستقبل، وتوجيهات قيادتنا الرشيدة للانتقال نحو اقتصاد ومجتمع المعرفة، مطالبين بضرورة استحداث قطاع للإرشاد المهني والأكاديمي في المدارس الحكومية والخاصة ليكون دليلاً للطلبة وأولياء الأمور المقبلين على الدراسة بالمرحلة الجامعية. وأكد الأكاديميون أن هذا القطاع يجب أن يضم متخصصين مؤهلين لتقديم خطط إرشادية لكل طالب أو طالبة في جميع المراحل الدراسية، بحيث يطلع الطالب في مرحلة دراسية مبكرة على صورة شاملة يستشرف من خلالها احتياجات سوق العمل، وبالتالي يتم توجيه هذا الطالب لتكثيف الجهد في مساقات علمية مثل الرياضيات، والعلوم، واللغة الإنجليزية، بحيث تؤهله للالتحاق بتخصصات جامعية مثل الهندسة والعلوم الطبية. الكوادر الوطنية وأشار الدكتور سعيد حمد الحسَّاني، وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلى أنَّ مؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة المرخصة من قبل هيئة الاعتماد الأكاديمي بالوزارة، تطرح تخصصات علمية تغطي جميع احتياجات الطلبة وتعزز من قدرة الكوادر الوطنية المتخصصة على الانخراط في برامج تعليمية ذات أولوية وطنية، مشيراً إلى أن الجامعات لديها اهتمام كبير بجودة ما تطرحه من تخصصات وبرامج علمية تتجه بصورة مباشرة إلى خدمة التنمية الوطنية في الدولة. وأوضح الحسَّاني أن رؤية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ترتكز دائماً على ضرورة أن تقوم مؤسسات التعليم العالي الحكومية، وكذلك الخاصة المرخصة من قبل الوزارة بإجراء تقييم دوري للبرامج المطروحة، ومدى مواكبتها للتطور العلمي الذي يشهده العالم من جهة، وكذلك لاحتياجات التنمية الوطنية في بلادنا من جهة أخرى، ومن هنا فإن قائمة طويلة من البرامج الفريدة والنوعية جرى طرحها خلال الفترة الماضية في مؤسسات التعليم العالي حكومية وخاصة. وأضاف أن هذه البرامج تشمل، أشباه الموصلات، وهندسة الطيران، والاتصالات، والأقمار الاصطناعية، والتقانات الحيوية، والهندسة الوراثية، وغيرها من تخصصات الطاقة، وموارد المياه والبيئة، والبرامج ذات العلاقة بالشؤون الإدارية والاقتصادية والعلوم الإنسانية. المحتوى الأكاديمي// وأشار الدكتور عبدالله الخنبشي، مدير جامعة الإمارات، إلى أن القضية التي تواجه طلبة الصف الثاني عشر الناجحين تتمثل في المقام الأول في تحديد الطالب وأسرته للتخصص العلمي الذي سيلتحق به كخطوة أولى، ثم الخطوة الثانية ترتبط بتحديد الجامعة والكلية التي سيدرس فيها هذا التخصص، ومن هُنا فإنه ينبغي أن تكون رؤية الطالب وأسرته واضحة بشأن هذا التخصص العلمي الذي يرغب استكمال دراسته الجامعية فيه، وفي مواقف كثيرة وحالات طلابية نلاحظها يومياً داخل الجامعة، فإن كثيراً من الطلبة يلتحقون بالجامعة دون أن تكون هُناك خطة سابقة لما ينبغي على الطالب اختياره من تخصص علمي، وأن تكون تمت مناقشات مستفيضة بين الطالب وأسرته، وكذلك الاستعانة بذوي الرأي لتحديد وجهة الطالب نحو البرنامج الذي يرغب الالتحاق به. وأوضح الخنبشي أن كثيراً من الحالات التي يتعثر فيها الطالب خلال دراسته الجامعية في السنة الأولى ترتبط في المقام الأول بعدم وجود مثل هذه المناقشات والغموض الذي يحول دون وضوح رؤية الطالب تجاه التخصص أو البرنامج العلمي، ويلتحق بعض الطلبة بتخصصات لأسباب لا علاقة لها إطلاقاً بسوق العمل، وإنما ترتبط بانطباعات أصدقاء الطالب “الربع” الذين يتجه بعضهم إلى تخصص ما، ويقنع الآخرين بضرورة الالتحاق بهذا التخصص، وقد يكون من بين هؤلاء من لا يرغب في ذلك التخصص، وعلى الرغم من ذلك يلتحق به دون وعي أو دراية، ويفاجئ خلال الدراسة بأن المحتوى الأكاديمي لما يدرسه لا يروق له من قريب أو بعيد، ومن ثم يطلب تغيير التخصص أو الكلية أو الجامعة. الإرشاد الأكاديمي من جانبه، دعا الدكتور سليمان الجاسم، مدير جامعة زايد إلى ضرورة أن يكون هُناك قطاع مختص بالإرشاد الأكاديمي والمهني في المدارس الحكومية والخاصة، وأن يضم هذا القطاع متخصصين مؤهلين لتقديم خطط إرشادية لكل طالب أو طالبة في جميع المراحل الدراسية، بحيث يطلع الطالب في مرحلة دراسية مبكرة على صورة شاملة يستشرف من خلالها احتياجات سوق العمل، وبالتالي يتم توجيه هذا الطالب لتكثيف الجهد في مساقات علمية مثل الرياضيات، والعلوم، واللغة الإنجليزية، بحيث تؤهله للالتحاق بتخصصات جامعية مثل الهندسة والعلوم الطبية. وأوضح أن استحداث قطاع مختص بالإرشاد الأكاديمي والمهني في المدارس والخاصة لا يعتبر ترفاً، بل يعتبر ضرورة لإصلاح الخلل الذي يعاني منه طلبة الثاني عشر بصورة عامة، إذ تبلغ نسبة الحاصلين على شهادة الثاني عشر في القسم الأدبي حوالي 67 في المئة مقابل 23 في المئة من الحاصلين على القسم العلمي، وهو ما يعني أننا أمام خلل في ميزان القوى البشرية الناتجة عن هذه الشهادة، وهذا الخلل يستمر في المرحلة الجامعية وما بعدها، ويؤثر بصورة أساسية على التوازن المطلوب في سوق العمل بين التخصصات العلمية التي يُعاني سوق العمل من عدم وجود كوادر كافية للالتحاق بها مقابل تخصصات العلوم الإنسانية التي تشهد وفرة كبيرة في سوق العمل، وتؤدي في النهاية إلى عدم وجود وظائف تستوعب كوادرها. البرامج العلمية وقال الدكتور طيب كمالي، مدير كليات التقنية العليا: إنَّ اختيار التخصص العلمي للطلبة الناجحين في الثاني عشر ينبغي أن يكون متفق عليه منذ فترة طويلة، قد تكون في الصف التاسع أو العاشر، بحيث يدخل الطالب المرحلة الثانوية ولديه دراية كاملة بالتخصصات والبرامج العلمية التي تواكب سوق العمل وتلبي متطلبات التنمية الوطنية في الدولة، ومن هُنا فإن دور المدارس يعتبر كبيراً في بناء رؤية الطالب وتوجيهه نحو التخصص الذي ينبغي عليه الالتحاق به. وأوضح كمالي، أنَّ معظم المشكلات التي تصادف الطلبة في المرحلة الجامعية، خاصة في السنتين الأولى والثانية ترتبط بغياب الإرشاد الأكاديمي والمهني فهناك طلبة يلتحقون بتخصصات هندسية رغبة منهم في السير على نهج الوالد أو الوالدة إذا كان مهندساً أو التخصصات الطبية أو غيرها من التخصصات دون علم بطبيعة المحتوى الأكاديمي لمثل هذه التخصصات، بل إن كثيراً من الطلاب لا يبني توجهاته الدراسية على قدرته وكفاءته العلمية، وبعض هؤلاء الطلاب قد لا يكون لديه القدرة على التميز في مادة الرياضيات، وعلى الرغم من ذلك فإنه يلتحق بكلية الهندسة، مؤكداً على أنها رغبته الأساسية وبعد دراسة فصل أو أكثر في هذه الكلية أو غيرها لا يجد نفسه هناك، وبالتالي يطلب تغيير التخصص، ومن هنا يضيع الوقت والجهد والمال أيضاً الذي تنفقه الجامعة على هذا الطالب، ويبدأ من جديد. جهود كبيرة وأوضحت يمنى بدوه، مديرة إدارة سياسات وتخطيط التعليم العالي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أن الوزارة تبذل جهوداً كبيرة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ومجلس أبوظبي للتعليم والمناطق والمكاتب التعليمية لتنظيم لقاءات إرشادية داخل المدارس الثانوية لتعريف الطلبة بالتخصصات العلمية المطروحة في مؤسسات التعليم العالي، وطبيعة الدراسة بكل تخصص منها، ومدى حاجة سوق العمل لخريجي وخريجات هذه التخصصات، مؤكدة على نجاح هذه الجهود في رسم صورة عامة لخريطة التخصصات والبرامج العلمية في مؤسسات التعليم العالي الحكومية لدى الطلبة المواطنين الذين يرغبون في الالتحاق بتلك المؤسسات، والمتمثلة في جامعة الإمارات العربية المتحدة، وجامعة زايد، وكليات التقنية العليا، وكذلك البعثات الدراسية الخارجية التي ترسلها الوزارة إلى عدد من الجامعات العالمية المرموقة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©