الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قناة خلفية للعلاقات الأميركية -الإسرائيلية

8 أكتوبر 2010 21:30
صعد إلى الواجهة مجدداً اسم "دنيس روس"، الخبير المخضرم في شؤون الشرق الأوسط، كقناة رئيسية خلف الكواليس بين البيت الأبيض والحكومة الإسرائيلية، حيث يعمل عن قرب مع "إسحاق مولهو" محامي نتنياهو الخاص -وكذلك وزير الدفاع باراك- على تبديد الخلافات والنزاعات بين الحكومتين في تكتم وسرية تامين. غير أن دور "روس"، كما يصفه مسؤولون ومصادر أخرى مقربة من العملية، يكتسي حساسية كبيرة لأنه قد ينظر إليه على أنه يضعف مهمة ميتشل، مبعوث أوباما الخاص للسلام في الشرق الأوسط. ولعل هذا مما يفسر لماذا لم يوافق أي أحد تقريباً ممن استُجوبوا على الكشف عن أسمائهم. والواقع أن ميتشل يتعامل أيضاً مع المحامي "إسحاق مولهو"؛ غير أن روس، الذي يعتبر أحد مدبري سياسة الشرق الأوسط في البيت الأبيض، هو الذي عمل بشكل رئيسي مع "مولهو" وباراك حول حزمة حوافز تعرضها إدارة أوباما على نتنياهو مقابل تمديد تجميد البناء في المستوطنات لـ 60 يوماً من أجل الحفاظ على مفاوضات السلام مستمرة مع الفلسطينيين. وقد حول البيت الأبيض أسئلة كنا قد وجهناها له إلى وزارة الخارجية. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية "بي. جي. كراولي" في بيان له إن "دور دنيس روس المهم في هذه الجهود معروف في الواقع ومحل تقدير"، مضيفاً "بتعاون مع جورج ميتشل وتحت إشراف وزيرة الخارجية (هيلاري كلينتون)، يقوم (روس) بتشجيع الأطراف على مواصلة المفاوضات نحو اتفاق يفضي إلى حل دولتين". وتقول مصادر في الولايات المتحدة وإسرائيل إن "روس" يوفر عنصراً كان مفقوداً في العلاقات الثنائية، التي كانت متقلبة منذ وصول أوباما إلى البيت الأبيض. يذكر هنا أن المسؤولين الإسرائيليين لطالما فضلوا تجاوز وزارة الخارجية ومبعوثي السلام، والتعامل بشكل مباشر مع مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض؛ حيث يفيد مسؤولون سابقون من إدارتي بيل كلينتون وبوش بأن الإسرائيليين يعتقدون أن البيت الأبيض هو الذي يصنع السياسة الخارجية في نهاية المطاف وهم مقتنعون بأن وزارة الخارجية تنحاز عادة للعرب. وللتذكير، ففي إدارة بوش، عملت مستشارة الأمن القومي كندوليزا رايس عن قرب مع "دوف ويسجلاس"، كبير موظفي شارون، حيث ناقشا انسحاب إسرائيل من قطاع غزة. وخلال ولاية بوش الثانية، تعامل مستشار الأمن القومي ستيفان هادلي مباشرة مع "يورام توربوفيتش"، كبير موظفي أولمرت -في أحيان كثيرة من أجل الرد على شكاوى بشأن ما كانت تقوم به رايس في دورها الجديد كوزيرة للخارجية. ويقول شخص مقرب من إدارة أوباما إن نتنياهو "كان يبحث عن مثل هذه القناة منذ البداية ولم يستطع إيجادها". وقد أصبح دور "روس" أكثر وضوحاً بعد أن غيَّر أوباما الاتجاه هذا العام وقرر تحسين علاقاته مع نتنياهو. ويقول مسؤول إسرائيلي، وافق على التحدث شريطة عدم ذكر اسمه: "إن لاعبين قلائل جدّاً منخرطون في هذا حيث يقول رئيس الوزراء إنه من المهم أن نقوم بهذا على نحو متكتم وهادئ". ويعرف "روس" كلاً من "مولهو" و"باراك" جيداً انطلاقاً من دوره المركزي في إدارة كلينتون كمفاوض سلام في الشرق الأوسط. وقد وصف "روس" في مذكراته "السلام المفقود" مولهو، وهو صديق العمر بالنسبة لنتنياهو، باعتباره "الشخص الوحيد الذي كان يثق فيه نتنياهو بشكل كامل" و"الشخص الوحيد ربما في محيط نتنياهو الذي كان يستطيع أن يقول له ما لم يكن يريد سماعه". وكان "مولهو" خلال ولاية نتنياهو الأولى كرئيس للوزراء في التسعينيات، قد بدأ اتصالات مع الزعيم الفلسطيني عرفات. وفي هذه الأثناء، صعد اسم باراك إلى الواجهة باعتباره وزير الخارجية الفعلي لإسرائيل لأن ليبرمان، الذي يشغل المنصب، متطرف جدّاً وآراؤه تثير اعتراض الولايات المتحدة. وفي هذا الإطار، يقول شخص آخر مقرب من إدارة أوباما: "إن باراك شخص يعرفونه ويثقون فيه، إنه الشخص المخاطَب بالنسبة للولايات المتحدة". غير أن باراك ليس من مساعدي نتنياهو المقربين، بل هو في الحقيقة منافس سياسي يقود حزب "العمل". وقد انضم "روس" في الأصل إلى إدارة أوباما كمستشار كبير لكلينتون بشأن السياسات الأميركية تجاه إيران؛ ولكن في غضون أشهر قرر أوباما أنه بحاجة إلى خبرة "روس" في البيت الأبيض بخصوص الشرق الأوسط. وبسرعة، يقول مصدر آخر، جدد "روس" اتصالاته مع "مولهو". ولكن ذلك كان ينطوي على خطر كبير بالنسبة لدنيس، لأنه كان في الواقع يتداخل مع عمل ميتشل والوزيرة كلينتون. غير أن تقوية العلاقات بين البلدين مهمة جدّاً حتى تكون قناة روس- مولهو فعالة وناجحة. وقد كادت العلاقات الأميركية- الإسرائيلية تصل إلى نقطة الانكسار في مارس الماضي بسب ما اعتُبر تطاولاً على نائب الرئيس "بايدن" خلال زيارة إلى إسرائيل. ولكن تلا الخلاف العلني (ذلك أن كلينتون اتصلت بنتنياهو لتعاتبه علناً) تقييم من قبل الإدارة الأميركية خلص إلى أن الأجواء عموماً في حاجة إلى التهدئة. وهكذا، تميز رد فعل الإدارة بالهدوء في يونيو على الهجوم الإسرائيلي القاتل على سفن كانت متوجهة إلى غزة، وبعد ذلك، رحب أوباما بنتنياهو بحرارة في اجتماع بالبيت الأبيض في يوليو الماضي. ويقول أحد المصادر: "عندما أصلحت العلاقات، كان من السهل أن تنجح هذه القناة وتكون فعالة". جلِن كيسلر - واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©