الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الصين تزاحم الهند في مجال خدمات التعهيد

الصين تزاحم الهند في مجال خدمات التعهيد
8 أكتوبر 2010 22:00
رغم أن شركات التعهيد الهندية تُراقب بحذر نشاط التعهيد المتنامي في الصين، إلا أنه لا يبدو أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم يشكل حتى الآن تهديداً حقيقياً على شبه القارة الهندية في هذا المجال. إذ قالت «تاتا للخدمات الاستشارية» أكبر شركة خدمات تعهيد في الهند الشهر الماضي، إنها ترصد خدمات التعهيد التي تقدمها الصين في إشارة إلى أن قطاع التعهيد الهندي يخشى من تحول نظيره الصيني إلى منافس حقيقي. ويبدو أن هذا التهديد له ما يبرره، حيث لدى شركات التعهيد الصينية الإمكانيات والمؤهلات والاستعداد لتنمو بمعدل أسرع من الشركات الهندية خلال السنوات القليلة المقبلة بحسب محللين. وقال أجيديو زاريلا الشريك في «كيه بي إم جي»: «إنّ قطاع التعهيد الصيني مؤهل ليشهد نفس منحنى النمو الذي سبق أن حققته الصناعة الهندية من قبل ويبشر بنمو هائل». ويقول خبراء غربيون «إنّ لدى شركات التعهيد الهندية خوفاً وتوجساً بسبب أن الهنود يتذكرون ما فعلوه بالغرب حين سيطروا على أسواقنا في سنوات قليلة، ويخشون من أن يفعل الصينيون بهم نفس الشيء حالياً». وقد قدّمت الحكومة الصينية دعماً قوياً لقطاع التعهيد بما يشمل حزماً تحفيزية وإعفاءات ضريبية أملاً في تقليد نجاح الهند في هذا المجال وتوفير ملايين الوظائف. وهدف بكين المعلن هو إنشاء 10 مراكز تعهيد رئيسية قادرة على المنافسة دولياً وتشجيع 100 شركة متعددة الجنسيات على الاستعانة بخدمات التعهيد الصينية، وتطوير 1000 مورد خدمات تعهيد صيني مؤهل لخدمة السوق العالمية. ونتيجة لذلك، ينشغل الصينيون الآن بشكل متزايد في محاولة جذب طلبات تعهيد من الولايات المتحدة وأوروبا أكبر منطقتين تستعينان بخدمات التعهيد الهندية. والعام الماضي شهدت أكبر 10 شركات توريد خدمات تعهيد صينية زيادة الإيرادات من عملاء أميركيين وأوروبيين بما تجاوز في بعض الأحيان حصة الأعمال القادمة من اليابان وكوريا الجنوبية اللتين كانت الشركات الصينية قد بدأت أصلاً تقديم خدماتها لهما. وتقوم حالياً هايسوفت HISOFT ثالث أكبر مورد خارجي صيني والتي أدرجت في بورصة ناسداك في شهر مايو الماضي بخدمة مجموعة من العملاء العالميين منهم «ايه اي جي» و«ميكروسوفت» و«سيتي جروب». غير أن البعض يقول إن الخوف من التحدي الصيني للصناعة الهندية عالمياً مبالغ فيه في أغلب الأحوال، لأن مجال التعهيد الصيني لا يزال صغيراً نسبياً ومشتتاً. يذكر أن صادرات خدمات تكنولوجيا المعلومات الصينية لم تبلغ قيمتها سوى 9.6 مليار دولار العام الماضي، بينما سجلت الهند في نفس المجال 49.7 مليار دولار بحسب مكتب «سي ال اس ايه» للوساطة. وسجّلت نيوسوفت أكبر مورد صيني عائدات بلغت 4.2 مليار ريمنمبي (618 مليون دولار) العام الماضي، وهو أقل من 10 في المئة من عائدات «تاتا» للاستشارات البالغة 6.5 مليار دولار للعام المالي المنتهي في 31 مارس. ولا توجد شركة تعهيد صينية واحدة تقترب حتى من 10 في المئة من قوة «تاتا» للخدمات الاستشارية العاملة البالغة 160 ألف فرد. هذا بالإضافة إلى أن موردي خدمات التعهيد الهنود والصينيين لا يتنافسون حتى الآن تنافساً حقيقياً بحسب محللين. وقال سيدني هوانج مدير عمليات فانس اينفو ثاني أكبر شركة خدمات تكنولوجيا معلومات في الصين: «إن الكعكة تكبر بسرعة. والمسألة ليست الهند ضد الصين لأن المجال يتسع للجميع». ويكمن السبب الرئيسي في موارد الصين المحلية. حيث لا تشكل خدمات تكنولوجيا المعلومات سوى 13.8 في المئة من إجمالي سوق تكنولوجيا المعلومات الصينية مقارنة مع 30.3 في المئة حصة آسيا المحيط الهادي ككل بحسب مؤسسة «اي دي سي» للبحوث. وينتظر أن يزيد هذا الرقم نظراً لأن احتياجات الحكومة لمزيد من الكفاءات تدفع الشركات المحلية إلى الاستعانة بمزيد من التعهيد حسب رأي محللي «أي دي سي». وهناك مؤشرات على أن ذلك يحدث فعلاً، إذ أن سوق خدمات المعلوماتية المحلية بالصين البالغة قيمتها 8.1 مليار دولار تعتبر أكبر من السوق الهندية البالغة 5.8 مليار دولار بحسب «سي ال اس ايه»، والعديد من شركات التعهيد الصينية تتطلع بشكل متزايد حالياً إلى السوق المحلية لتزاول أعمالها. ففي عام 2006 لم تشكل السوق المحلية في الصين سوى 5 في المئة فقط من إيرادات الشركات، ولكن في ربع السنة الثاني من هذا العام ارتفعت هذه الحصة ارتفاعاً هائلاً إلى 45 في المئة. وتقول هاي سوفت إن نشاطها المحلي ارتفع على مدى أرباع السنوات الستة الماضية، ويقول روس وارنر نائب رئيس هاي سوفت إنه بحلول نهاية عام 2010 ستشكل الصين 10 في المئة من عائدات الشركة ولكن بحلول عام 2012 ينتظر أن تكون 40 في المئة. تستعد شركات التعهيد الهندية والصينية على السواء لفرص الأعمال الكبرى طويلة الأجل من مشغلي البنوك وشركات الاتصالات الحكومية في الصين، ولكن ذلك اليوم لا يزال بعيداً حسب محللين ومسؤولين تنفيذيين، حيث يقول هوانج من فانس اينفو إن طلب خدمات تكنولوجيا المعلومات في هذا القطاع لا يزال صغيراً. نقلاً عن - فاينانشيال تايمز ترجمة - عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©