الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اختيار التخصص الجامعي، المتاح يقتل الطموح

اختيار التخصص الجامعي، المتاح يقتل الطموح
16 يوليو 2006 01:30
نجاة الفارس: لمى أحمد يونس طالبة جامعية تسرد قصتها مع اختيار تخصصها الجامعي، والتي تكاد تكون قصة معظم الطلاب ومعاناتهم· تقول لمى: ماذا تريد أن تكون عندما تكبر؟ كثيرا ما سمعت هذا السؤال في صغري، وكل مرة كانت إجابتي مختلفة أو مختصرة بكلمة ''لا أعلم''· في الثانوية بدأت ميولي تتجه في ثلاثة اتجاهات: حبي للعلوم والأحياء وفهمي السريع لهما شدني للتفكير بتخصص الطب، تأثرت في ذلك الوقت بمسلسل تلفزيوني أعجنبي يسمى ''غرفة الطوارئ'' تمنيت أن أكون طبيبة لأنقذ حياة الناس· ميلي الآخر كان الصحافة فأنا أحب الكتابة وأهوى القراءة، وحصة اللغة العربية كانت ممتعة· وثالثا كنت أميل إلى القانون، لكن أهلي لم يشجعوني على دراسته فهو غير مناسب للفتاة حسب رأيهم، وشجعوني على دراسة الطب في إحدى الجامعات المصرية، لكني رفضت، لم أرغب في الغربة· كما أن ارتفاع تكاليف كلية الطب في دبي منعني من التفكير فيها· فاتجهت إلى طب الأسنان في جامعة عجمان، وعند التسجيل طلبوا مني اختيار أكثر من تخصص، فاخترت إلى جانب الطب تخصص علوم الحاسوب· تم قبولي بجامعة عجمان في تخصص علوم الحاسوب، وهو متوفر في جامعة أبوظبي فلماذا الابتعاد عن المنزل؟!وتتابع لمى: انتقلت للدراسة في جامعة أبوظبي تخصص علوم الحاسوب، وأثناء دراستي اكتشفت أن ممارسة الهواية تختلف كليا عن مجال العمل الذي يرغب الشخص باقتحامه··· لم استسغ دراسة الحاسوب فحولت إلى إدارة الأعمال نظرا لقلة الخيارات· ومن واقع تجربتها ترى لمى إنه لا بد من توفير توعية مفصلة أمام الطالب تساعده على اكتشاف رغباته وقدراته واتخاذ القرار الصائب في اختيار تخصصه، وهذه في رأيها مسؤولية الإدارات الجامعية، وتدعو إلى إعطاء الطلاب محاضرات للإطلاع على التخصصات المتوفرة في الوطن العربي ودولة الإمارات تحديدا· عوامل الاختيار يتحدث الأستاذ الجامعي الدكتور محمد خليل عن المشكلة من وحي تجربته فيرى أن هناك ثلاثة عوامل تتحكم في توجيه الطالب نحو اختيار اختصاصه الجامعي، أولها البيت، فبعض الأهل يوجهون الأبناء نحو ما يرغبون فيه هم، دون إعارة الاهتمام لرغبات الأبناء أنفسهم· وثانيها، إدارة المدرسة وخاصة المعلمين، فإعجاب الطالب بأستاذه يجعله يعجب بتخصصه العلمي ويقبل على تقليده· وثالثها، وسائل الإعلام من خلال تركيزها على تخصص علمي أو مهني دون آخر· لكن المشكلة في رأي د· خليل تكمن في المعدلات المبالغ فيها التي تضعها الجامعات لقبول الطلاب في اختصاصات معينة، فتخصص الطب مثلا يتطلب نسبة لا تقل عن (99) في المئة، وبذلك تصبح كلية الطب أو الهندسة محصورة على فئة من الناس وهم الأثرياء أو المتفوقين· ويضيف د· خليل: أحيانا ينساق الطالب وراء التخصص الذي يدرسه بعض أصدقائه بغض النظر إن كان يتلاءم مع قدراته أم لا· هنا تكمن مسؤولية المجتمع والإدارات التعليمية، وعلى رأسها وزارة التعليم العالي حيث عليها توجيه الطلبة لاختيار ما يناسبهم، وهذا ما تطبقه الدول المتقدمة· رؤية مستقبلية ويرى المحاضر في جامعة عجمان الأستاذ موسى عودة، أن علاج المشكلة يفترض وجود خطة وطنية توجه المجهود البشري للمستقبل بناء على دراسات علمية تشترك فيها مؤسسات المجتمع المدني، وكلما كانت أشمل كان أفضل· لا بد أن تكون هناك رؤيا لما بعد خمس سنوات أو عشر لأن بعض الطلاب عندما يتخصص في الدراسات العليا مثل كليات الطب تستمر مدة دراسته حوالي تسع أو عشر سنوات· لذلك يفترض وجود دراسات حول احتياجات سوق العمل مستقبلا، يطلع عليها الطالب قبل اختياره لتخصص ما· ويقول: عادة ينساق الطالب في اختيار التخصص بناء على رغبته وميوله، دون تفكير أو تخطيط للمهنة ومدى احتياج المجتمع لها، وبعد أول عامين من الدراسة يبدأ يعيد حساباته متسائلا عن المردود المادي والوظيفة وصعوبة الحصول عليها في مجال الدراسة التي اختارها· ويتابع: أظهرت الدراسات وجود تراجع في فرص العمل، والمفروض أن يكون هناك تناسق بين مستوى نمو السكان ونمو الخريجين ونمو الفرص· دليل الجامعة ويوضح محمود أبو عاصي من مركز استعلام جامعة عجمان أنه عندما يأتي طالب مستجد نوفر له دليل الجامعة وبعض المطبوعات التي تعطيه فكرة عن طبيعة التخصصات الموجودة· ولدينا موظفون مهمتهم الأساسية مساعدة الطالب في عملية التسجيل واختيار ما يناسبه، وذلك يعتمد أولا على درجة الطالب في الثانوية العامة· وبإمكان الطالب أن يلتقي بعميد كلية التخصص الذي ينوي الالتحاق به، ويستفسر عن كل ما يريد معرفته· كذلك تقوم إدارة الجامعة في فترة الصيف بتوظيف طلاب ممن أنهوا ساعات دراسية عديدة في تخصصهم، يستطيع الطالب المستجد أن يتحاور معهم ويعرف مدى سهولة أو صعوبة التخصص وإن كان يتناسب مع قدراته وميوله أم لا· الأسس السليمة أما الأستاذة سلوى جبر وهي صاحبة خبرة طويلة في التعليم الثانوي فتقول: نادرا ما نجد طالبا يختار دراسته الجامعية بناء على أسس سليمة، وإذا ما سألت إحدى الطالبات عن ذلك لا تعرف بماذا تجيب، ولا ألوم الطلاب فهم لا يجدون التوعية في هذا الجانب· نتمنى أن يتم عمل محاضرات في المدارس الثانوية، أو برامج تلفازية لتوجيه الطلبة· فالحصول على الشهادة الجامعية ليس مهما بقدر أهمية العمل بها· وتضيف: معظم الطلاب حاليا يهتمون بالجانب الاجتماعي عند اختيار التخصص، وفي السنوات الأخيرة أصبحنا نجد نفور الفتيات من الإقبال على مهنة التدريس مثلا مع أنها مهنة مقدسة ومناسبة· الطالب يجب أن يعرف جيدا طاقته العلمية، ويجب أن يحب التخصص الذي ينوي الالتحاق به·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©