السيارات الخضراء تلفت الأنظار في القمة العالمية لطاقة المستقبل

في ركن من أركان معرض القمة العالمية لطاقة المستقبل بأبوظبي احتشد عدد من الزوار يلتقطون الصور التذكارية بجوار نجمة من نجوم القمة التي تشارك ضمن فئة أصدقاء البيئة، لوهلة اعتقدت أنها ربما تكون ولية عهد السويد أو احد نجوم السينما الذين صادف تواجدهم في القمة، ما دفعني إلى الاقتراب برفقة مصور “الاتحاد” للحصول على قصة إخبارية عن هذه النجمة المهتمة بطاقة المستقبل وبالبيئة المستدامة. غير أن نجمتنا هذه ما هي إلا سيارة صغيرة عبقرية تعتبر اليوم حلم المهتمين بالطاقة الخضراء وبالسيارات الصديقة للبيئة، إنها سيارة “سمارت فورت تو” المنتشرة في الأسواق الأوروبية والمتوقع إطلاقها في أسواق الدولة. وتسعى شركة دايملر للسيارات إلى تأكيد استمرارية دورها الفعال في استخدام الطاقة الخضراء عبر إطلاقها سيارة “سمارت فورت تو” التي تعتبر صديقة للبيئة باعتمادها على بطارية أيون الليثيوم بقوة قدرها 16,5 كيلوواط / ساعة، والتي تم وضعها بين المحاور حتى لا تشغل مساحة كبيرة نظرا إلى حجمها الكبير نسبيا. وقال كريستوفر روكس ممثل شركة دايملر للسيارات في القمة، ان قوة المحرك الكائن في مؤخرة السيارة تبلغ 30 كيلوواط / ساعة “40 حصانا”، كما يبلغ عزم دورانها 120 نيوتن مترا ما يجعل سرعتها تختلف عن مثيلاتها من السيارات الأخرى. ولهذه السيارة التي صنعت في هامباش بفرنسا خاصية شحن البطارية بالكهرباء من أي منفذ كهرباء متوفر في البيت لمدة ثلاث ساعات لتتمكن السيارة من قطع مسافة 30-40 كلم، ولمدة 8 ساعات لقطع 135كلم، وتبلغ السرعة المبدئية من 5-60 كلم/ ساعة خلال 6,5 ثانية. وبدأ إنتاج هذه السيارة في نوفمبر من العام الماضي حيث تم طرحها في الأسواق في ديسمبر من العام نفس، ويذكر أن عمليات البيع الأولية ذهبت معظمها للشركات لاستخدامات الأساطيل وقليل منها لعامة الشعب في مدن مثل روما ومدريد وزيوريخ وباريس ولندن وغيرها. وبدأ الإنتاج المبدئي بنحو 1000 سيارة ارتفع إلى 1500 سيارة نتيجة لزيادة الطلب، وسيتم توفير “ اسمارتفورت تو” لكل شخص يرغب في اقتنائها بدءاً من عام 2012، بحسب كريستوفر روكس. غير أن تلك السيارة واحدة من بين عدة سيارات تعمل شركات أخرى على تطويرها منها مرسيدس والتي وضعت نموذجا لسيارة كهربائية امام الخبراء والمهتمين اضافة الى تقديم فرص تجربة قيادة وركوب المركبات الكهربائية ويسمح هذا النوع من المشاركة للشركة بعرض خبراتها التي لا تضاهي عالميا في قطاع التنقل المستدام سواء كانت سيارة الراكبين الكهربائية الذكية او سيارة الاداء الرياضي الفائق و مركبة الفان المدنية (فيتو- أي – سيل). كما تقدم دسملر حلولا خضراء في فئة المركبات التجارية بما فيها مرسيدس بنز (ايكونيك ا نجي تي) مع محرك الغاز الحيوي المحايد لثاني اكسيد الكربون وشاحنة (فوسو كانتر ايكو هايبرد). غير أن هناك نجمة أخرى تنافس كل السيارات المشاركة في قمة طاقة المستقبل، انها مرسيدس أف 800 التي تقف شامخة لتبهر الزوار، فالسيارة التي احتشد حولها الزوار ايضا تعد إحدى سيارات المستقبل التي تراعي الاستدامة وهي صديقة للبيئة أيضا كونها تعمل بنظام هجين يمزج بين خلايا الوقود والطاقة الكهربائية، لتصل إلى أقصى سرعاتها والتي تصل إلى 180 كلم في الساعة. وتعمل الشركة الان على توفير تلك التقنية ولكن على سيارت مرسيدس اس كلاسك، وسيتم طرحها في الاسواق خلال 2015. غير أن الزائر للمعرض سيلاحظ تسابقا بين شركات تصنيع السيارات الخضراء في حين لا تزال الأبحاث مستمرة من أجل تطوير وسائل نقل مستدامة وصديقة للبيئة.