الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فتاوى.. يجيب عنها المركز الرسمي للإفتاء في الدولة

فتاوى.. يجيب عنها المركز الرسمي للإفتاء في الدولة
27 يوليو 2014 00:31
حكم استعمال أواني غير المسلمين? هل يجوز استعمال أواني غير المسلمين في الأكل والشرب؟ وهل لا بدَّ من غسل إناء شرب فيه غير المسلم؟ ?? فلا بأس باستخدام الأواني والآلات التي يستعملها غير المسلمين لطعامهم وشرابهم بعد غسلها، ودليل ذلك حديث أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه الذي في الصحيحين وفيه أنَّه قال: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا بِأَرْضِ قَوْمٍ أَهْلِ الْكِتَابِ نَأْكُلُ فِي آنِيَتِهِمْ . . . . فَأَخْبِرْنِي مَا الَّذِي يَحِلُّ لَنَا مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ: «أَمَّا مَا ذَكَرْتَ أَنَّكَ بِأَرْضِ قَوْمٍ أَهْلِ الْكِتَابِ تَأْكُلُ فِي آنِيَتِهِمْ؛ فَإِنْ وَجَدْتُمْ غَيْرَ آنِيَتِهِمْ فَلَا تَأْكُلُوا فِيهَا وَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَاغْسِلُوهَا ثُمَّ كُلُوا فِيهَا. . . . «. قال الإمام النووي رحمه الله في شرحه على مسلم: «وَفِي رِوَايَة أَبِي دَاوُدَ قَالَ: إِنَّا نُجَاوِر أَهْل الْكِتَاب وَهُمْ يَطْبُخُونَ فِي قُدُورهمْ الْخِنْزِير وَيَشْرَبُونَ فِي آنِيَتهمْ الْخَمْر . . . » وذكر الحديث. والمراد النهي عن الأكل في آنيتهم التي كانوا يطبخون فيها لحم الخنزير، ويشربون الخمر كما صرح به في رواية أبي داود المتقدمة؛ وإنما نهى عن الأكل فيها بعد الغسل للاستقذار، وكونها معتادة للنجاسة، كما يكره الأكل في المحجمة المغسولة. وأما أواني غير المسلمين التي لا يأكلون فيها الخنزير ولا يشربون فيها الخمر، فيجوز استعمالها إذا غسلت، ولا كراهة فيها بعد الغسل، سواء وجد غيرها أم لا. وقد ذكر الإمام النووي رحمه الله في شرحه على صحيح مسلم أن مراد الفقهاء مطلق آنية غير المسلمين التي ليست مستعملة في النجاسات وقال: «فهذه يكره استعمالها قبل غسلها، فإذا غسلت فلا كراهة فيها؛ لأنها طاهرة وليس فيها استقذار، ولم يريدوا نفي الكراهة عن آنيتهم المستعملة في الخنزير وغيره من النجاسات». والخلاصة يجوز استعمال أواني غير المسلمين التي لا يأكلون فيها الخنزير، ولا يشربون فيها الخمر، إذا غسلت، ولا كراهة فيها بعد الغسل، سواء وجد غيرها أم لا. والله تعالى أعلم. حكم مسح الوجه بعد الدعاء ?ما حكم مسح الوجه بعد الدعاء؟ ??ذهب جمهور العلماء رحمهم الله تعالى إلى مشروعية مسح الوجه بعد الدعاء خارج الصلاة، واستدلوا على استحباب ذلك بأدلة، منها: ما أخرجه الترمذي وقال صحيح غريب عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مد يديه في الدعاء لم يردهما حتى يمسح بهما وجهه). قال الحافظ ابن حجر في بلوغ المرام: ( وله شواهد منها: حديث ابن عباس عند أبي داود وغيره، ومجموعها يقضي بأنه حديث حسن). وقال النووي رحمه الله في المجموع: (ومن آداب الدعاء كونه في الأوقات والأماكن والأحوال الشريفة واستقبال القبلة ورفع يديه ومسح وجهه بعد فراغه). وقال رحمه الله: ( وأما غير الوجه من الصدر وغيره فاتفق أصحابنا على أنه لا يستحب بل قال ابن الصباغ وغيره: هو مكروه). والخلاصة: ذهب جمهور العلماء إلى مشروعية مسح الوجه باليدين بعد الدعاء خارج الصلاة، والله تعالى أعلم ?ما هي مفاسد الإكثار من الطعام والشراب فكثير من الناس يفرط في ذلك؟?? للإكثار من الطعام والشراب فوق الحاجة مفاسد وآثار سيئة على الفرد والمجتمع من جهتين: الأولى: دينية، وتتمثل في خمسة أشياء أساسية: 1- ظلمة القلب وقسوته. 2- الكبر والبطر. 3- الضعف عن العبادة. 4- ذهاب الخشوع ولذة العبادة والمناجاة لله العظيم. 5- نسيان حاجة الفقراء والمحتاجين الجائعين. الجهة الثانية: صحية، وتتمثل في خمسة أشياء أساسية أيضاً: 1- جلب الأسقام والأمراض إلى البدن وهذا ما قرره المتخصصون وشاهدناه وسمعنا عنه كثيرا في هذه الأزمان. 2- جلب السمنة المعيقة عن كثير من الأعمال النافعة. 3- الشعور بالكسل والفتور عن العمل والنشاط وأداء الواجبات. 4- البلادة في الذهن وضعف الفهم. 5- إضاعة الوقت فيما لا فائدة فيه مما يعود بالضرر على الفرد والمجتمع. وهذه طائفة من الأدلة وكلام أهل العلم الشرعي والطبي في ذلك: عَنِ المِقدامِ بنِ مَعدِ يكرِبَ قالَ: سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقولُ:(( ما مَلأ آدميٌّ وِعاءً شَرّاً مِنْ بَطْنٍ، بِحَسْبِ ابنِ آدمَ أَكَلاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فإنْ كَانَ لا مَحالَةَ، فَثُلُثٌ لِطعامِهِ، وثُلُثٌ لِشَرابِهِ، وثُلُثٌ لِنَفسه )) رواهُ الإمامُ أحمَدُ والتِّرمِذيُّ والنَّسائيُّ وابنُ ماجَهْ، وقَالَ التِّرمِذيُّ: حَدِيثٌ حَسَنٌ . وقد رُوي هذا الحديث مع ذكر سببه، أبو القاسم الطبراني في معجمه عن عبد الرحمن بن المُرَقَّع قال: فتح رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر وهي مخضرةٌ من الفواكة، فواقع الناسُ الفاكهةَ، فمغثتهمُ الحُمَّى، فشَكَوْا إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال:(( إنّما الحمى رائدُ الموت وسجنُ الله في الأرض، وهي قطعةٌ من النار، فإذا أخذتكم فبرِّدوا الماء في الشِّنان فصبُّوها عليكم بين الصَّلاتين)) يعني المغرب والعشاء، قال: ففعلوا ذلك، فذهبت عنهم، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((لم يخلُقِ الله وعاءً إذا مُلِئَ شرّاً من بطن، فإن كان لابدَّ، فاجعلوا ثُلُثاً للطَّعام، وثُلثاً للشَّراب، وثُلثاً للرِّيح )). قال العلامة ابن رجب الحنبلي في جامع العلوم والحكم: «وهذا الحديثُ أصلٌ جامعٌ لأصول الطب كُلِّها». وقد رُوي أنَّ ابنَ أبي ماسويه الطبيبَ لمَّا قرأ هذا الحديث في كتاب أبي خيثمة قال: «لو استعملَ الناسُ هذه الكلمات، سَلِموا مِنَ الأمراض والأسقام، ولتعطَّلت المارستانات ودكاكين الصيادلة». وإنَّما قال هذا لأنَّ أصل كلِّ داء التُّخَم، كما قال بعضهم: أصلُ كُلِّ داء البردةُ، وروي مرفوعاً ولا يصحُّ رفعه. وقال الحارث بن كَلَدَة طبيبُ العرب: «الحِمية رأسُ الدواء، والبِطنةُ رأسُ الداء. . . »؟ فهذا بعض منافع تقليلِ الغذاء، وتركِ التَّمَلِّي من الطَّعام بالنسبة إلى صلاح البدن وصحته. وأما منافِعُه بالنسبة إلى القلب وصلاحه، فإنَّ قلّةَ الغذاء توجب رِقَّة القلب، وقوَّة الفهم، وانكسارَ النفس، وضعفَ الهوى والغضب، وكثرةُ الغذاء توجب ضدَّ ذلك. . . . وعن محمد بن واسع قال: «مَنْ قلَّ طُعْمُه فهم وأفهم، وصفا ورقَّ، وإنَّ كَثرةَ الطَّعام ليُثقل صاحبه عن كثير مما يُريد». وعن سلمة بنِ سعيد قال:» إنْ كان الرجلُ لَيُعيَّر بالبِطنة كما يُعير بالذنب يَعمَلُهُ». وقال أبو سليمان الداراني:» إنَّ النفس إذا جاعت وعطشت صفا القلب ورقَّ، وإذا شبعت ورويت عمي القلبُ». وعن الشافعي رحمه الله قال: «ما شبعتُ منذ ستَّ عشرةَ سنة إلا شبعة اطرحتها؛ لأنَّ الشبع يُثقِلُ البدن، ويُزيل الفطنة، ويجلب النوم، ويضعف صاحبه عن العبادة». وكلام أهل العلم والطب في هذا كثير وفيما ذكرناه كفاية، والله تعالى أعلم. والخلاصة: الإكثار من الطعام والشراب فوق الحاجة له مفاسد وآثار سيئة على الفرد والمجتمع من جهتين دينية ودنيوية، والله تعالى أعلم. التحذير من أكل مال الحرام ?لي صديق ولكنه لا يبالي بكسبه، فلا يتحرز من الغشِّ والخيانة والتزوير. فهل لكم من نصيحة توجهونها إليه؟?? ونوجُّه لصاحبك ومن يفعل مثله بعض النصائح عسى الله أن ينفعهم بها: الأولى: أنَّ أكل السحت والحرام قد يصل بصاحبه إلى النار، فقد روى أحمد والترمذي وحسنه عن كعب بن عجرة قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:» يا كعب بن عجرة إنه لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به». الثانية: أنَّ دعاء آكل الحرام لا يستجاب، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيُّها الناس إنَّ الله طيب لا يقبل إلا طيباً وإنَّ الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: (يا أيُّها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم) وقال: (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم) ثمَّ ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمدُّ يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك». الثالثة: ظلمة قلب آكل الحرام وضيق صدره وانطفاء نور إيمانه؛ قال عمرو بن نجيد: «كان شاه الكرماني -رحمه الله- حادّ الفراسة لا يخطئ ويقول: من غضّ بصره عن المحارم وأمسك نفسه عن الشهوات وعمر باطنه بدوام بالمراقبة وظاهره باتباع السنة وتعود أكل الحلال: لم تخطئ فراسته). والخلاصة: أن يتذكر وقوفه بين يدي ربه وحيدا فيسأله عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وليعد للسؤال جواباً صواباً ولا يكون ذلك إلا بالتوبة وليحذر من التسويف والتأخير فلا يدري متى توافيه المنية، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©