فن كسب الزبائن

رغم أن القول الشائع إن التجارة شطارة فإنها في الحقيقة أخلاق قبل كل شيء وبقدر أخلاقك في مهنتك تكون سمعتك ويكون نجاحك أو فشلك. لا يمكن أن تنجح في كسب زبائن في أي مهنة كانت فتعاملك مع الزبون يعكس رضاه عن التعامل معك، كنت أتعامل مع بقالة في الحي وكنت ألاحظ أن صاحب البقالة لا يسمح للزبائن بأن يختاروا المواد بأنفسهم، وأنه هو شخصياً يقوم بالاختيار وكان يتعرض لغضب الزبون وأحياناً يرفض الزبون الشراء ويغادر. بينما شاهدت صاحب بقالة أخرى يسمح للزبون بأن يختار المادة بنفسه ولا يتدخل البائع في خياراته، فلفت انتباهي وسألته بعد أن بينت له أن هناك من يرفض أن يسمح للزبون بأن يختار بنفسه بدعوى أنه سيأخذ الجيد فقط، فقال عندما أسمح للزبون بأن يختار ومن طبيعة الحياة بأن يختار الأجود ثم يأتي الزبون الآخر وأيضاً يختار الأجود من المادة الموجودة ودواليك حتى تبقى بعض حبات سيئة لا يمكنني كبائع يرغب في إرضاء الزبون أن أضعها في الكيس الذي أبيعه له وهذه أرميها عن طيب خاطر، وبذلك أرضيت الزبون ولم أغش في عملي. كنت في إحدى البقالات ولاحظت أن صاحب البقالة أعطى أحد الأشخاص فكة عملة كبيرة طلبها فسألته ماذا استفدت من إعطاء الرجل الفكة التي قد تحتاج إليها؟ فرد بأنه استفاد بجر رجل الزبون إلى دكانه مستقبلاً، كما أنه يحتمل أثناء استلامه الفكة أن يتذكر شيئاً يشتريه. وهذا التعامل الجيد مع الزبون يمكن أن يستفيد منه الكثير، وعندما تجلس على كرسي الحلاق وتطلب منه مثلاً حلاقة شعر الرأس فقط وبعد أن ينتهي فإن الزبون يفضل ويرغب في القليل من الاهتمام وهذه من طبائع البشر، فمثلاً يمكن للحلاق أن يمرر مقصه بصورة سريعة على بعض الشعرات البارزة في شارب الزبون أو حواجبه، أو تدليك الرأس والوجه، مع وضع منشفة ساخنة على وجهه، ثم تعطيره في نهاية العمل، فمثل هذه الزوائد تبهر الزبون وسيجد الحلاق أنه كسب زبوناً جديداً. عيدروس محمد الجنيدي