الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البشر يتواصلون برائحة الجسد

9 أكتوبر 2010 00:01
من المعروف أن البشر يتواصلون بالكلمات والإشارات، ولكن الجديد أنهم يرسلون إلى بعضهم البعض رسائل عبر روائح الجسم أيضاً. ومن المعروف في عالم الحيوان أن الكلاب والفئران، على سبيل المثال، تفرز روائح لتحذر أقرانها من الخطر أو لتحدد منطقة نفوذها. وفي اكتشاف جديد يرى بعض العلماء أن الإنسان لا يختلف عن الحيوان كثيراً في بعض النقاط المتعلقة بهذا الأمر. وفي افتتاح ملتقى الجمعية الألمانية للأشعة العصبية بمدينة كولونيا أمس قال البروفيسور مارتن فيسمان إن “دور حاسة الشم في التواصل البشري أهم بكثير مما كنا نعتقد حتى الآن”. وأضاف على هامش المؤتمر الذي يشارك فيه نحو 1300 خبير أن أبحاثاً حديثة أكدت أن الإنسان يمكنه أن “يرسل للآخرين رسالة خوف برائحة عرق تحمل إنذاراً بالخطر. وأن آثار هذه الرسالة “تظهر بوضوح على الآخرين دون أن يعرفوا السبب، بل إن الأشخاص الذين يتلقون الرسالة يغيرون تصرفاتهم بشكل واضح بعد تلقيها”. وكان الاعتقاد السائد لدى الخبراء أن البشر لا يفرزون مواداً حاملة للإشارات من بشرتهم. وقال فيسمان، مدير مستشفى آخن الجامعي للأشعة العصبية، إن “الحيوانات تنتج مواداً تحمل رسائل بيولوجية تنقل معلومات وتحذيرات إلى أقرانها أو حتى لجذب شريك حياتها.. ويبدو أن الإنسان لم يفقد هذه القدرة بشكل كامل على مدى آلاف السنين”. وأعلن أن الخبراء اكتشفوا مؤخراً أن الإنسان يفرز من بشرته روائح تعرف بالـ”فيرمونات”، وهي مواد عضوية معقدة أكثر تأثيراً ودقة. ويمكن للإنسان المستهدف أن يشعر بها حتى ولو كانت مخففة وبكميات ضئيلة. وأنه إذا شم إنسان آخر هذه الـ”فيرمونات” فإن ذلك يؤدي بشكل تلقائي إلى نشاط مناطق المخ المسؤولة، على سبيل المثال، عن التعاطف مع الآخرين أو تكوين حالة الخوف الذاتي. وأثار التواصل اللإرادي بروائح الجسد فضول الأطباء وعلماء النفس خلال الأعوام الماضية، وتركز اهتمامهم على رائحة عرق الخوف، وأثبت فريق علمي تحت إشراف أستاذة علم النفس الألمانية بيتينا باوزه في مدينة دوسلدورف عام 2009 أن الخوف له تأثير معدٍ. وخلال التجربة قام طلاب بجمع عرقهم المتصبب من الخوف قبيل الامتحان بوضع قطنة تحت إبطهم. ورغم أن المشاركين في التجربة لم يستطيعوا التعرف على رائحة العرق بعد تخفيفه بقوة، إلا أن خوف الطلاب المتصببين عرقاً من الامتحان انتقل إليهم. وقالت الأستاذة باوزه أمس “لقد قمنا منذ ذلك الحين بالعديد من الدراسات التي تؤكد هذه الظاهرة”. ووصفت باوزه هذه الظاهرة بأنها بمثابة “تواصل كيميائي” لم يكن معروفاً حتى الآن سوى في عالم الحيوان. ويمكن رصد أنشطة المخ عبر أشعة الرنين المغناطيسي. وقام فريق الباحثين تحت إشراف فيسمان بجمع عينات عرق للإنسان أثناء ممارسة الرياضة بالإضافة إلى رائحة الجسد في حالته الطبيعية، ودراسة تأثير هذا العرق على الآخرين. فوجدوا أن “رائحة العرق الطبيعي للرجال كان لها تأثير مهدئ على النساء في حين أن هذه الرائحة لم يكن لها تأثير على الرجال أو أدت إلى بعض الانفعال والغضب”. ورأى فيسمان وباوزه أن الإنسان يعتبر من الناحية الجينية “حيوانا في قطيع” حيث يمكن أن يكون لرائحة عرق الرجل على المرأة تأثير شعوري بأنه “الحامي لها”، في حين أنه ليس هناك تأثير لعرق الرياضة على النساء. ويعتزم فيسمان معرفة الرسائل الأخرى التي تنتقل عبر الروائح الصادرة عن الإنسان غير رسالة الخوف والخطر حيث يعتقد أن هناك تأثيرا مشابها في حالة العدوانية والسيادة والتناسل.
المصدر: كولونيا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©