الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

واشنطن وسيول: شراكة في شبه الجزيرة الكورية

9 أكتوبر 2010 00:03
بينما تُسلط الأضواء على وريث الزعيم الكوري الشمالي الابن كيم جونج إيون لتوليه دوراً قيادياً في الحياة العامة في العاصمة بيونج يانج -بما في تلك الأضواء ظهوره في جلسات تصوير فوتوغرافي، وحضوره لعروض ألعاب نارية حية- أوضحت إدارة أوباما موقفها مما يحدث في الجزء الشمالي من شبه الجزيرة الكورية بالقول إن سياساتها إزاء المنطقة، تتوقف كلياً على ما تريده سيول. ففي اختلاف واضح عن سياساتها السابقة، التي تضطرها في كثير من الأحيان إلى ممارسة الضغط على حليفتها الجنوبية، تبدي واشنطن الآن استعداداً للذهاب مع سيول أينما تريد. وعلى حد قول مسؤولي واشنطن، فلن تسـتأنف المحادثات السداسية إلا حين تكون سيول على استعداد لها. والمقصود بذلك أن واشنطن تضع شرطاً مسبقاً لاستئناف هذه المحادثات يتلخص في تحسن العلاقات بين الدولتين الجارتين. وفي تصريح له قال "كورت كامبل" -مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون شرق آسيا، الذي يزور المنطقة خلال الأسبوع الحالي-: لقد سعينا لأن تكون لنا سياسات متسقة لما يتعلق بأهدافنا في شبه الجزيرة الكورية. ولكي نكون على أتم الوضوح والصراحة بشأن هذه الأهداف، فإن في مقدمتها أن تكون لنا أقوى شراكة ممكنة مع كوريا الجنوبية. والذي يبدو لنا من نواح عديدة أن هناك نهضة جديدة في العلاقات الأميركية-الكورية الجنوبية. وتعكس خطوات تنسيق سياسات واشنطن الخارجية مع كوريا الجنوبية، مدى إيجابية صورة الرئيس الكوري الجنوبي "لي مايونج-باك" في نظر إدارة أوباما. ومما يؤكد هذه الصورة وصف "كامبل" له بأن "له قدرات استثنائية". ومنذ حادثة غرق سفينة "شيونان" الحربية الكورية الجنوبية في مارس من العام الحالي، اشتد التقارب بين واشنطن وسيول، وعقدت كلتاهما لقاءات دبلوماسية رفيعة المستوى بينهما، فضلاً عن إجراء مناورات عسكرية مشتركة. كما تنطوي سياسات إدارة أوباما إزاء بيونج يانج -القائمة على مبدأ الانتظار ثم المتابعة- على ضعف خيارات التعامل مع النظام القائم في العاصمة الكورية الشمالية. وحتى هذه اللحظة، لم تسفر المحادثات السداسية -وهي العملية التي يقصد بها إقناع بيونج يانج بنزع تسلحها النووي- إلا عن حنث متكرر بالوعود من جانب بيونج يانج، وتزايد في الشكوك في مدى قيمة عملية المفاوضات نفسها. وقبل موعد الاجتماع المقرر لـ"كامبل" عقده في سيول يوم الخميس الماضي، زار هذا المسؤول الأميركي العاصمة اليابانية طوكيو، بهدف إطلاق زيارة يومي عمل مكثفين فيما يتعلق باستراتيجية بلاده إزاء بيونج يانج. وقال "كامبل" إن من السابق لأوانه الوصول إلى أي استنتاجات حتى الآن بشأن ترتيبات خلافة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج إيل من قبل نجله الشاب كيم جونج إيون. وذكر مسؤولون في الإدارة أن واشنطن لم تحدد بعد ما يجب عليها فعله مع هذا الجنرال الشاب الذي تم تقديمه خلال الأسبوع الماضي على أنه خلف لطاغية بيونج يانج. بيد أن خبراءً في كل من سيول وواشنطن لا يعتقدون أن صعود الزعيم النجل سوف يحدث أي تغير جوهري في سلوك بيونج يانج وسياساتها. وعلى رغم تكهنات بعض الأكاديميين القائلة باحتمال بروز الزعيم النجل الذي تلقى تعليمه الجامعي في سويسرا، باعتباره قائداً إصلاحياً يختلف عن أبيه، فإن ذلك الاعتقاد لا يعطيه المسؤولون الأميركيون وزناً يذكر. ففي الأسبوع الماضي واصلت كوريا الشمالية سياساتها المعتادة التي تربك المجتمع الدولي بأسره. فقد توصلت إلى اتفاق مع جارتها الجنوبية يتم بموجبه لم شمل الأسر التي انفصلت من بعضها منذ اندلاع الحرب الكورية. لكنها في الوقت نفسه أثارت فزع سيول بما رصدته الأقمار الصناعية فوقها من أنشطة حفريات أو إنشاءات مثيرة للشكوك في موقع يونج بايون النووي. وتخوف مسؤولون في سيول من أن تكون بيونج يانج عازمة على إعادة تأهيل منشآتها النووية. ولكنها ربما تمارس خدعة لا أكثر على المجتمع الدولي وجارتها بتلك الأنشطة. وعلى رغم تحسن العلاقات بين الكوريتين مؤخراً، عقب حادث إغراق السفينة الحربية الكورية الجنوبية في شهر مارس الماضي وما تبعه من توتر إقليمي بينهما، فإن من رأي "كامبل" أن هذا التحسن لا يمثل سوى خطوات أولية نحو إيجاد حل دائم للنزاع في المنطقة. والحقيقة أن عدداً من المبادرات الأخيرة والسابقة بين الكوريتين لم يؤد إلى أي نتيجة عملية يعول عليها. ففي يوم الخميس الماضي، عقدت بيونج وسيول أول محادثات عسكرية رفيعة المستوى بينهما. بيد أن تلك المحادثات سرعان ما أخفقت عند مطالبة المسؤولين العسكريين الكوريين الجنوبيين بمناقشة حادث إغراق السفينة شيونان أولاً. فقد اعترض على ذلك الطلب بشدة نظراؤهم من بيونج يانج. وفي حالة مشابهة اقترحت كوريا الشمالية مؤخراً استئناف الرحلات السياحية بين البلدين عبر منتجع جبال كومانجانج. غير أن سؤول طالبت أولاً بإجراء تحقيق جنائي في حادث إطلاق الرصاص على أحد سائحيها من قبل أحد أفراد حرس الحدود الكورية الشمالية في عام 2008، خاصة وأن ذلك الحدث هو الذي أدى إلى وقف التبادل السياحي الحدودي بين البلدين. وحتى هذه اللحظة، لم تبد سلطات بيونج يانج استعداداً لتقديم اعتذار رسمي عن حادث إطلاق النار على سائح مدني، ولا التحقيق الجنائي في قتله. إلى ذلك يخلص العديد من المحللين والمراقبين إلى أن مؤشرات تحسن العلاقات بين الكوريتين لا توفر دليلاً كافياً على جدية بيونج يانج وعزمها على طريق التسوية والتعايش السلمي مع جارتها الجنوبية. تشيكو هارلان - طوكيو ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©