السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الآلاف يحيون الذكرى الـ16 لمجزرة سربرنيتشا

12 يوليو 2011 10:07
سربرنيتشا (ا ف ب) - تدفق آلاف الأشخاص إلى سربرينيتشا أمس في شرق البوسنة لإحياء الذكرى الـ16 للمجزرة بحق المسلمين، بعد أسابيع على اعتقال الجنرال راتكو ملاديتش الذي يعتبر المدبر المفترض لها. واتجهت عائلات حوالي ثمانية آلاف من الضحايا إلى نصب بوتوكاري قرب سربرنيتشا، حيث دفن 4524 شخصاً نبشت رفاتهم من ضحايا المجزرة، فيما ستجري مراسم دفن رفات 613 من الضحايا عثر عليها في مقابر جماعية وتم تحديد هوياتهم منذ سنة. وجاء أحمد سيهيتش (26 عاما) ليدفن رفات والده الذي قتل مع اثنين من أعمامه أثناء محاولتهم الهرب في الغابات إلى الأراضي التي يسيطر عليها المسلمون. وقال “آمل أن يكون الأمر أسهل بالنسبة لي الآن، سوف أعرف مكانه والمكان الذي يمكنني أن آتي إليه لزيارة قبره”. وإحياء ذكرى المجزرة التي وقعت في 11 يوليو 1995 في سربرنيتشا واعتبرت أسوأ عملية قتل جماعي في أوروبا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، تأتي بعد أسابيع على اعتقال الزعيم العسكري لصرب البوسنة آنذاك راتكو ملاديتش في صربيا. ونقل ملاديتش إلى سجن محكمة الجزاء الدولية الخاصة في يوغوسلافيا السابقة، حيث ينتظر بدء محاكمته بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة. ويعد راتكو ملاديتش الذي كان فارا منذ 16 عاماً، ورادوفان كرادجيتش الزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة الذي أوقف عام 2008، أبرز مسؤولين عن المجزرة التي اعتبرتها الهيئات القضائية الدولية إبادة. وكان ملاديتش زار سربرنيتشا مباشرة بعد سقوط المدينة التي كانت خاضعة لحماية الأمم المتحدة ووعد اللاجئين الذين تجمعوا أمام ثكنات الأمم المتحدة بالقول “لا تخافوا، لن يؤذيكم أحد”. وكانت قواته بدأت فصل الرجال عن النساء والأطفال والمسنين، ثم بعد أيام قامت بقتل حوالى ثمانية آلاف رجل عشوائيا. وقد دفنوا في مقابر جماعية تم نبشها لاحقا وتوزيع الرفات على مقابر أخرى أصغر مشتتة من أجل إخفاء حجم المجزرة. ويتذكر أحمد الذي كان عمره عشر سنوات آنذاك أنه كان مع والدته بين اللاجئين في بوتوكاري وقد رأى ملاديتش. وأضاف “حين رأيت ملاديتش بعد اعتقاله وبعد مرور كل تلك السنوات تذكرت حين كان بالقرب مني في بوتوكاري، ولا يمكنني أن أفهم الآن كيف أنه غير مدرك لما قام به ولماذا لا يتوب”. وقد رفض ملاديتش التهم الموجهة إليه وقال أمام المحكمة إنه كان آنذاك “يدافع عن بلاده”. وتابع أحمد “أنا مسرور لاعتقاله لكن للأسف لقد مر وقت طويل، ويمكن أن يموت قبل أن تنتهي محاكمته”. ويشارك في إحياء ذكرى المجزرة العضوان المسلم والكرواتي في الرئاسة الجماعية البوسنية بكر عزت بيجوفيتش وزيلييكو كومسيتش وكذلك الرئيس الكرواتي ايفو جوسيبوفيتش. في المقابل من غير المرتقب مشاركة أي مسؤول رفيع المستوى من الحكومة الصربية. وصرح عزت بيجوفيتش في وقت سابق “أن سربرنيتشا تعتبر الجرح الأعمق لمسلمي البوسنة. أنها وصمة سوداء على ضمير المجموعة الدولية ووصمة سوداء على ضمير هؤلاء الذين ارتكبوا هذه الجريمة”. وبين الذين سيتم دفن رفاتهم الاثنين صبي كان عمره 11 عاما عند وقوع المجزرة وكذلك رجل كان عمره 82 عاما آنذاك وفتاة كانت تبلغ 20 عاما.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©