الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

رؤية خليفة تقضي بتعظيم الاستفادة من الثروة البترولية في التنمية

17 يوليو 2006 01:03
هاشم المحمد: تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء افتُتِحـت امس في ابوظبي فعاليات النـدوة العلميـة بعنوان ''أصل النفط ومستقبله'' بمشاركة نخبة من المختصين والباحثين في مجال النفط· وقد ألقى المستشار الإعلامي لنائب رئيس مجلس الوزراء سعادة محمد خليفة المرر، كلمة افتتح بها الندوة قال فيها: ''إن الأهمية الكبرى التي يشغلها النفط في عصرنا الحالي هي التي دفعتنا إلى التفكير في عقد هذه الندوة، وكلنا أمل في أن يُسهم هذا العمل العلمي في تقديم رؤية أفضل حول كيفية تشكل النفط في الأرض، خاصة أن منطقة الخليج، تختزن احتياطيات نفطية ضخمة، وهي احتياطيات قد تكون قابلة للتجدد إذا كان النفط من منشأ غير عضوي ، لأن الأرض التي أنتجت كل هذا النفط في الماضي قادرة على إنتاج المزيد منه في المستقبل من أجل الإنسان ورفاهيته''· رؤية خليفة وعقب ذلك قـدم الدكتـور محمـد عبيـد، ورقـة مكتـب شـؤون الإعـلام بعنـوان '' قـراءة فـي الإستـراتيجيـة النفطيـة لصاحـب السمـو رئيـس الدولـة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ـ ''حفظه الله'' استعرض فيها العناية الكبيرة التي أولاها صاحب السمو رئيس الدولة لتسخير الثروة النفطية في إنجاز التنمية الشاملة بما يستجيب للطموحات الوطنيـة ، وهو ما تحقق خلال السنوات الماضية وتجسد بشكل واضح في النهضة الواسعة التي عمّت مختلف المجالات· وأوضح أن دولة الإمارات حرصت على تنميـة ثـروتها البتروليـة وتعميـم خيـراتها مـن خـلال الاستغلال المدروس الذي يصـب فـي مصلحـة الوطـن ويعلـي مكانتـه· ومـا كـان ذلك ليتحقق إلاّ بوضع وتنفيذ استراتيجيات تتسق وحركـة النمـو الاقتصادي والاجتماعي المستهدف في إطار برامج التنمية الشاملة، وهـو مـا حـرصـت القيادة الرشيـدة على تبنيه نهجاً، واجتيازه دربـاً، وصولاً إلـى الحاضـر المشـرق والمستقبـل الواعـد لإمـارات الخير أرضاً وشعباً· وقال: إن الإنجازات الضخمة التي شهدها قطاع النفط تحققت لإيمان سموه الثابت بأن توظيف الثروة البترولية لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، إنما ينهض بالأساس على حسن استخدامها ورشاد إدارتها· وارتكازاً على خبرة واسعة استقت حصافتها من معين الراحل الكبير المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ـ رحمه الله وطيب ثراه ـ الذي ظل يؤكد على أهمية استغلال الثروة النفطية بشكل علمي مدروس لبناء شبكة واسعة من البنى التحتية المتقدمة تكون أساساً لتنمية اقتصادية ونهضة حضارية شاملة· مرتكزات الاستراتيجية وأكد صاحب السمو رئيس الدولة على مرتكزات هذه الإستراتيجية من خلال عدة محاور تتمثل في الإنتاج من الحقول بما يحقق أقصى ما يمكن من الاستفادة بالمخزون المتحقق منه في هذه الحقول· إلى جانب الإنتاج من الحقول بما يكفي لبرامج ومتطلبات التنمية في دولة الإمارات العربية المتحدة والتزامات الدولة القومية والإنسانية، فضلاً عن المحافظة على المخزون الاحتياطي وإطالة عمر هذه الثروة في دولة الإمارات· علاوة على أن الثروة التي استهلكت في الماضي والمتمثلة بالغاز المصاحب الذي يخرج من النفط الخام أصبحت الآن تحت السيطرة من خلال مشاريع تصنيع الغاز في المناطق البحرية والبرية· وقال سموه: إننا ندرك جيداً أن الصناعة البترولية لا تقتصر على عمليات الإنتاج والتصدير ، بل تمتد لتشمل عمليات الحفر والإنشاءات ومد الأنابيب والنقل والتكرير والصناعة البتروكيماوية· وفي هذا المجال وضعت الدولة مخططاً طويل المدى للدخول في مختلف عمليات هذه الصناعة واستطاعت أن تنجز الكثير من هذا الطريق، حيث شكلت هذه الاستراتيجية دروب النجاح المتواصلة للسياسة النفطية التي عبرت عنها أرقام ونسب النمو المطردة في إنتاج وتسويق النفط والصناعات البتروكيماوية· وأشار الدكتور محمد عبيد ، إلى أن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وجه منذ فترة مبكرة كافة طاقات الدولة نحو التوسع في عمليات التصنيع وبصفة خاصة في قطاع البتروكيماويات· وتأكيداً لهذا الاتجاه نحو التصنيع كخيار أساسي في النهوض الاقتصادي قال سموه: ''إن الصناعة أساس قوي يمكن أن ترتكز عليه نهضة الأمم وقفزات الشعوب، وهي الطريق الأمثل للتخلص من التخلف واستثمار الفوائض في الداخل وبناء القوة الذاتية على نحو متكامل، ونحن في دولة الإمارات العربية المتحدة ندرك أن حجم التحديات التي تواجهها المنطقة على الساحات الاقتصادية ليس هيناً وأن انتقالنا من دولة تستورد أكثر احتياجاتها إلى دولة تحرص على توفير القدر الأكبر من السلع والضرورات في الداخل يتطلب تخطيطاً ويحتاج إلى جهد وزمن وإلى تضحية كبيرة، ونحن نقيم المشروعات الصناعية التي تتصل اتصالاً وثيقاً بالبترول باعتباره أهم مواردنا الطبيعية بعد أن أجمعت الآراء على ضرورة تصنيعه محلياً وتصديره في صور متعددة بدلاً من تصديره للخارج في الشكل التقليدي''· وضمن دائرة تنفيذ الاستراتيجية البترولية لدولة الإمارات بما حققته من نتائج على صعيد التنمية المتكاملة والمتوازنة جرى التوسع في إقامة المشروعات النفطية استخراجاً وتكريراً وصناعات مشتقة وأدت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد دورها الفاعل في التخطيط لهذه المشروعات وتنفيذها ثم تدعيمها وتنميتها''· تطوير مصادر الغاز وعلى صعيد تنفيذ السياسة الخاصة بالغاز فإن دولة الإمارات تنهض على تطوير مصادر الغاز مع إعطاء الأولوية لاستخدامه بكثافة في الاحتياجات المحلية الخاصة بتوليد الطاقة الكهربائية وتحلية المياه ، كما يتم استخدامه في تشغيل المصانع والتوسعات الجديدة فيها والمشاريع البتروكيماوية وإعادة حقنه في الآبار خاصة وأن الدولة تمتلك احتياطيات من الغاز تجعلها في المرتبة الرابعة على المستوى العالمي· أصل النفط ومستقبله ومن جانبه قدم كونسطونتين ب· دوداريف ، الخبير الروسي في شؤون النفط والغاز ورقة عمل بعنوان ''هل سيبقى الغاز والنفط إلى الأبد؟ '' قال فيها: إن غياب الاستقرار في أسواق الطاقة الهيدروكربونية والمخاوف من اقتراب نضوب النفط والغاز يؤديان لتسجيل أسعار مرتفعة للطاقة التي تعتبر المحرك الحقيقي في التقدم الاجتماعي والاقتصادي للدول· واعتبر أن الحصول على مورد طاقة متوازن وعادل سيشكل دعامة في تجنب الصراعات والمنافسة في الإنتاج لتحقيق أمن الطاقة الكونية في الحاضر وفي المستقبل· واستعرض المحاضر الروسي مسألة أصل النفط ومستقبله قائلا: إن معظم الأكاديميين والسياسيين والاقتصاديين يعتقدون بحزم أن موارد الهيدروكربون قابلة للنضوب بالرغم من أن وجهة النظر السائدة هذه لم تكن فريدة أو غير قابلة للجدل، مشيراً إلى أن نظرية الأصل العضوي تفترض أن النفط قد تشكل في الماضي السحيق جراء عملية تحول للمواد العضوية الميتة المتراكمة في طبقات رسوبية والمتمركزة في بنيات جيولوجية مسامية مغطاة بطبقات كثيفة من التربة والتي تسمى ''صخور مصطبية''· وتطرق إلى نظرية المنشأ غير العضوي للنفط لافتاً إلى أن المواد الهيدروكربونية وفق هذه النظرية هي في تشكل مستمر نتيجة اتحاد الكربون مع الهيدروجين في أعماق الأرض تحت درجة حرارة وضغط هائلين في الطبقات العميقة لجوف وغلاف الأرض لينساب نحو الأعلى مجدداً لتعبئة المستودعات الموجودة باستمرار· وحيث إن مصادر الكربون والهيدروجين المطلوبين لتشكيـل النفـط موجودان في الأرض والجو بلا حدود، فإن كافـة الحوارات والنقاشات حول النضـوب السـريـع المحتمـل للنفـط والغاز الطبيعـي تفقد صحتها· ونوه إلى أن الدليل الذي أصبح سائداً بشكل أكبر من ذي قبل يؤيد وجهة النظر التي تفترض تجديد تعبئة مستودعات النفط الأصلية في حقول النفط التي بصدد التطوير كما يحدث الآن بفضل نزوح النفط بشكل عمودي نحو الأعلى من مناطق أعمق لجوف الأرض· وأظهر الخبير الروسي أنه بينما يتفق الجيولوجيون حول إمكانية نشوء النفط الخام من وسائل غير عضوية، إلا أن معظم البترول المستخرج تجارياً كما يقولون هو من أصل عضوي· كما أنه تم الاعتراف حالياً بالعلاقة التي تربط حقول النفط والغاز مع أكثر المناطق نفاذية في قشرة الأرض - أي التصدعات والشقوق العميقة· فهذه المناطق التي تحتوي على صخور رسوبية تتضمن طبقات مسامية ونافذة غالباً ما تتعرض لتأثير السوائل والغازات القادمة من الغلاف العلوي للأرض· وأوضح أن الدراسات الحديثة التي تبحث في التحركات التكتونية لقشرة الأرض أصبحت ذات أهمية متنامية خلال عمليات التنقيب عن النفط والغاز· وتعتمد هذه المعايير على التسلسل الهام جداً لنظرية ''المنشأ الغير عضوي'' - بالقياس إلى العمر الصغير لبعض حقول النفط الحديثة جيولوجياً وخاصة في سيبيريا·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©