السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المحافظة على البيئة عبادة

المحافظة على البيئة عبادة
27 يوليو 2014 04:35
اهتم الإسلام بالبيئة اهتماما بالغاً وحث على المحافظة عليها ونظافتها وحمايتها من الملوثات، وإبعاد الأذى عنها، والترشيد من الاستفادة من مواردها. وتقول د. آمنة نصير - أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر: البيئة من أهم وأعز ما يملكه الإنسان، وإذا ضاعت منه ضاعت منه صحته وسعادته وأمنه وتقدمه ورفاهيته بل حياته، وإذا كان الإسلام دينا ودنيا وعقيدة وشريعة ونظام عمل مقصده صلاح دنيا الناس حتى تصلح آخرتهم، فإنه لا صلاح للدنيا في غيبة بيئة سليمة، ومسألة البيئة في نظر المسلم مسألة أحكام شرعية وليست مجرد مسألة موارد تلوث أو تبدد تجب حمايتها والمحافظة عليها لتحقيق المزيد من الإنتاج والاستهلاك، كما هو نهج الفكر البشري المعاصر، ولكن هي قضية واجبنا في التعامل مع خلق الله الذي يتجسد فيما حولنا من مكونات البيئة بغض النظر عن علاقتها بحياته الاقتصادية، وهي قضية كون وعالم، أو هي قضية الدنيا وعلاقتها بالآخرة، وقضية خالق ومخلوقات، فالمسلم يعتقد أن البيئة موطن عبادته وحرصه عليها من باب حرصه على عبادته وطاعته للخالق وهي أداة مهمة ضرورية لقيام المسلم بما عليه من فرائض دينية، فلكي يؤدي ما عليه من صلاة يحتاج إلى مياه طاهرة ويحتاج إلى أرض نظيفة طاهرة، ولكي يؤديها في جماعة يحتاج إلى جو طيب ورائحة زكية، لذا فإن المسلم مطالب بالسواك وبعدم أكل الثوم والبصل عند حضور الجماعات والمساجد، ليس هذا فحسب، بل إنه مطالب بثياب نظيفة طاهرة للصلاة فيها، إضافة إلى ذلك فإنه حتى في هذه العبادة نجد الإسلام يحرص على عدم الإسراف في المياه، بل قدم في ذلك مقادير نموذجية استرشادية للوضوء والاغتسال. البيئة نعمة من الخالق وتضيف: والمسلمون ينظرون إلى البيئة على أنها نعمة أنعمها الخالق سبحانه وتعالى عليهم وعلاقتهم بها علاقة تناغم وتآخ وتفاعل إيجابي، ومن ثم تكتسب أقصى درجات الكفاءة، والإحسان إليها من أعمال العبادة، فإذا أحسنوا إلى البيئة كانت سبباً لنيلهم الثواب العظيم، فمن يزرع زرعاً يستفيد منه الطير والدواب فله صدقة، ومن يحسن إلى الطريق بإماطة الأذى عنه فله صدقة، والحيوانات والطيور والدواب بل الجماد تدعو للإنسان كما تدعو عليه، وقد غرس الرسول - صلى الله عليه وسلم - جريدتين على قبرين لتخفيف العذاب عن صاحبيهما ودخلت المرأة النار ودخلت الأخرى الجنة بسبب موقفيهما من عنصر بيئي. وأضافت: طالما أن البيئة التي هي خلق الله على هذا النحو من الأهمية للمسلم خاصة وللإنسان عامة، حيث لا يستغني إنسان عن البيئة بغض النظر عن عقيدته، لكن أهميتها للمسلم لها جوانب إضافية متميزة، طالما كان الأمر على هذا النحو فعلى الإنسان أن يحسن التعامل معها، فعليه ألا يفسد فيها وأن يسلك مسلكاً رشيداً في التعامل معها. حسن استخدام البيئة وتؤكد د. آمنة أن المسلم مأمور شرعاً بحسن استخدام البيئة ومنهي عن سوء الاستخدام، شريعته تأمره بحماية البيئة والمحافظة عليها وتنهاه عن تدميرها والعدوان عليها، فهي تفرض عليه أن يتعامل مع عناصر البيئة ومكوناتها برشد وتمازج، فيحافظ عليها وينميها ويحذر من إفسادها حتى لا يتعرض لسخط الله وغضبه قال تعالى: (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)، «سورة الأعراف: الآية 56»، ومقاصد الشريعة الإسلامية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بحماية البيئة والحفاظ عليها من الاستنزاف أو التلف أو الفساد. (القاهرة - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©