الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«واحة السجاد والفنون» تضاعف مساحة العرض وتتميز بنوادر الأعمال

«واحة السجاد والفنون» تضاعف مساحة العرض وتتميز بنوادر الأعمال
20 يناير 2012
مع انطلاقة كل موسم من مواسم «مهرجان دبي للتسوق»، الذي يقام هذا العام في دورته الـ17، تتصدر «واحة السجاد والفنون» قائمة الفعاليات الرئيسة للحدث. ولا تقتصر زيارتها على المهتمين باقتناء القطع الثمينة والنادرة، وإنما كذلك على جمهور الذواقة ممن تستهويهم جماليات هذه الصناعة اليدوية. وأكثرها إبهاراً على الإطلاق السجادة الإيرانية الأغلى في العالم، والتي أعلن عنها مؤخراً. (دبي) - فعالية «واحة السجاد والفنون»، التي تنظمها «جمارك دبي»، تحمل هذه السنة شعار «عالم من السجاد اليدوي». أما معروضاتها التي يفوق عددها 170 ألف سجادة، فيغلب عليها طابع الإبهار الذي تفرضه الألوان الدافئة والنقوش الحية. وهي تمتد على مساحة 12 ألف متر مربع من القاعة الغربية لمركز معارض «مطار دبي الدولي». ويشارك في هذه الفعالية متعددة الوجهات 70 عارضاً متخصصاً في الحياكة اليدوية، يتحدثون عن عراقة هذه الصناعة التي تعود إلى قرون بعيدة ولا تزال تحافظ على رونقها حتى اليوم. محطة جاذبة في أجنحة الواحة المكسوة بالكامل بالسجاد سواء، كان معلقاً على الجدران كتحف للديكور أو مفروشاً على الأرض برسومات لا يمكن إلا الوقوف عندها وتأملها بإمعان، فالقطع المعروضة خصيصاً لـ»مهرجان دبي للتسوق» تتنوع بين ما يمكن استخدامه للزينة، وما يمكن استخدامه على الأرض كسجاد عالي القيمة. حتى أن معظم المعروضات لا تتوافر إلا بنسخة واحدة، نظراً لكونها مشغولة باليد. وهذا ما يميزها عن سواها ويرفع من قيمتها لا سيما أن السجادة الواحدة قد يستغرق تنفيذها عدة سنوات. عن أهمية هذه الفعالية التي تلقى عاماً بعد عام إقبالاً لافتاً من قبل جمهور المهرجان، يقول وجيه عبد العاطي، المسؤول الإعلامي في «واحة السجاد والفنون»، إن «الواحة التي تقدم معروضاتها الفريدة حتى 5 فبراير المقبل، تستمد تألقها من المصنوعات الراقية التي تعرضها». ويضيف «لدينا تشكيلة مميزة من السجاد اليدوي الفاخر تم تصنيعها في أشهر مناطق السجاد اليدوي في العالم مثل إيران وأفغانستان والهند وكشمير وباكستان وكازاخستان وتركيا والصين». ويوضح أن السجاد القادم من إيران يشكل النسبة الأكبر من المعروضات. ويشير عبد العاطي إلى أن «المساحة المخصصة لعارضي السجاد هي 8 آلاف متر مربع، وهي مساحة تزيد بنسبة الضعف على المساحة التي تم تخصيصها للعارضين خلال موسم العام الفائت، والتي كانت بحدود 4 آلاف متر مربع». ويؤكد أنه مع تراكم الخبرات بالنسبة للمنظمين والعارضين، «تحولت (واحة السجاد) إلى محطة جاذبة لجمهور النخبة والعامة ممن ينتظرونها سنوياً ويتابعون منتجاتها بقصد الوقوف عند كل جديد والتعرف إلى كل عريق ولافت». ويؤكد عبد العاطي أن «واحة السجاد والفنون» تطورت على مدار السنوات بفضل الجهود التي تقوم بها «جمارك دبي» لدعم القطاعات التجارية والاقتصادية كافة في المدينة. وهي أولت هذا الحدث أهمية كبرى لكونه يعتبر من أهم البرامج التي تسهم في إنجاح «مهرجان دبي للتسوق»، وتساعد على استقطاب الزوار من منطقة الشرق الأوسط عموماً ودول مجلس التعاون الخليجي خصوصاً. ألوان وخيوط في ردهة تعرض مجموعة من المنتجات والتحف الأصفهانية المتخصصة بالسجاد العجمي، تتألق تشكيلة السجاد الذي يجمع في خيوطه بين الحرير والصوف المصنوع في مناطق مختلفة. إلى ذلك، يقول عادل الأزرق المدير التنفيذي لإحدى الشركات العارضة «نحرص سنوياً على أن يتضمن الركن المخصص لنا، تنوعاً في الأشكال والأنواع، وكذلك في الأسعار. ونشدد على التعامل مع عدة مصادر للتصنيع؛ لأننا نعلم أن الطلب يختلف بين زبون وآخر بناء على الذوق أولاً وعلى القدرة المالية ثانياً». ويلفت الأزرق إلى أن المعرض يشكل فرصة جيدة لتعريف العملاء بعالم السجاد الذي لا ينضب بكل ما يحوطه من تفاصيل. ويؤكد أن «الإفادة لا تقتصر على جمهور المتفرجين والمشترين، وإنما يطالنا جزء كبير منها كعارضين، إذ إننا نطلع من جهتنا على معروضات الآخرين ونتبادل الأفكار والتجارب خلال فترة المعرض». من معروضات السجاد العجمي، سجادة صنعت في أصفهان من الحرير والصوف، تروي واحدة من قصص عمر الخيام. وقطعة أخرى هي أشبه بتحفة رائعة فيها رسومات لأكثر من 50 نوعاً من الطيور والحيوانات الأليفة، منها الطيور والبط والحمام والغزلان والأرانب. وسجادة عمرها 80 سنة من الحرير الخالص تمزج بين الماضي والحاضر وتتداخل فيها ألوان الخيوط لتشكل مزيجاً من الأشجار والغزلان والحياة البرية. وسجادة خفيفة الوزن صنعت من الحرير الخالص تحمل تسمية «ذات الوجهين»، بحيث يحمل كل وجه منها تصميماً معيناً لمنطقة معينة من المناطق الشهيرة بصناعة السجاد. الوجه الأول يتميز بالطابع القوقازي، فيما ينفرد الوجه الثاني بتصاميم السجاد البخاري. وهي تعرض للمرة الأولى وتتداخل فيها 7 ألوان يغلب عليها الأحمر. وعلى الرغم من صغر حجمها، إلا أنها باهظة الثمن نظراً لندرتها وجمالها. 5 آلاف عقدة في جناح آخر يعرض 200 قطعة سجاد لا تشبه إحداها الأخرى. ويذكر العارض كاوه بهزاد، الذي يعتبر من الأسماء البارزة التي تشارك سنوياً في المعرض، أن نسبة الإقبال لهذا الموسم فاقت التوقعات. ويقول «هذه الواحة الاستثنائية على مستوى العالم، تعتبر بالنسبة للعاملين في مجال المنحوتات اليدوية من السجاد، الأبرز بين المعارض الأخرى التي نشارك فيها. ونحن نحرص سنوياً على جلب أنواع معينة من السجاد لجمهور «مهرجان دبي للتسوق». ويلفت إلى أنه واثق من أن المعروضات التي يختارها بنفسه، تلقى إقبالاً متزايداً، نظراً لخبرته في هذا المجال ولمعرفته بمتطلبات السوق على اختلاف الأذواق. وتتنوع القطع التي تعرض في الواحة عموماً بحسب الغرض منها. وتتراوح أسعارها من 20 ألف درهم حتى 500 ألف درهم، وكثير منها تروي لمن يتأملها قصصاً من التاريخ، كتلك التي تجمع بين 3 من أوائل الشخصيات التي حكمت الولايات المتحدة الأميركية، اشتقت من لوحة مماثلة أصلية محفورة على الصخر. وسجادة أخرى للملكة كليوبترا تحيط بها أسود ونمور، وتحفة فائقة الجمال للكعبة المشرفة، حيث الحرم والساحة الممتلئة بالحجاج وبأزيائهم البيضاء. ويقول بهزاد، إن حياكة السجاد تعتبر السبب الأكبر في ارتفاع ثمنه، إذ إن تصميم السجاد يشبه تصميم المباني الفخمة التي تحتاج إلى جهد كبير لتخرج تحفة فنية. وتحاك السجادة بواسطة 500 عقدة في السنتيمتر الواحد، وقد تصل إلى 5000 عقدة. وهو ما يعتبر فناً خاصاً، لا سيما مع اختيار الألوان الطبيعية في التصميم من خلال جلب الزهور الجبلية واستخراج الألوان منها. ومن المعروف أن حياكة سجادة واحدة قد يكون معاصراً لجيلين أو ثلاثة، بحسب تصميم السجادة والمواد المستعملة فيها. ويعتبر السجاد الإيراني أفخم أنواع السجاد على الإطلاق. ويمتلك أهله خبرة طويلة تعود إلى 5 آلاف سنة. وينطبق هذا الأمر على السجاد الكشاني تحديداً، والذي تزيد درجة لمعانه مع مرور السنين وتعاقب الدوس عليه. لا يتحلل السجاد الإيراني لا يتحلل بفعل الوقت، حيث كان الإيرانيون يلفون الملوك بالسجاد عند دفنهم. وقد اكتشف العلماء أن هذا النوع من السجاد يبقى على حاله من دون أن يلحقه ضرر، لا سيما المحاك من الحرير الطبيعي. سجادة وثلاثة أوصاف من المعروضات القيمة سجادة مصنوعة في أصفهان من الحرير. ويمكن لكل من ينظر إليها أن يتخيلها بوصف معين، حيث يمكن الاعتقاد أنها قرص الشمس الذي يكبر شيئاً فشيئاً. أو أنها تجويف داخلي لقبة مسجد، نظراً للنقوش الإسلامية التي تتضمنها والتي تظهر القباب من الداخل. فيما يمكن تشبيهها
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©