أقرت الولايات المتحدة أمس بأن الوضع في المناطق القبلية الباكستانية «صعب ومعقد» في حين تتوالى الهجمات على شاحنات الأطلسي وإطلاق صواريخ الطائرات الأميركية من دون طيار يوميا على وقع توتر بين واشنطن وإسلام آباد. فيما قال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) إن كبار مسؤولي الدفاع الأميركيين يشعرون بالقلق بخصوص احتمال أن بعض عناصر المخابرات الباكستانية تتعامل على نحو غير سليم مع طالبان وجماعات مسلحة اخرى.
وأعلن المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبس الذي رفض التعليق مباشرة على التصريحات الأخيرة لإسلام آباد حيال الولايات المتحدة «إننا نفهم أن الوضع صعب ومعقد». واستخدم جيبس على العكس لغة دبلوماسية ومجاملة حيال باكستان، الشريك الرئيسي للولايات المتحدة في المنطقة.
وقال «إننا نرحب بالإجراءات التي اتخذتها الحكومة الباكستانية في المناطق القبلية لفرض ضغوط على القاعدة لم تشهدها من قبل على الإطلاق».
وباكستان التي شكك تقرير أميركي في غياب تصميمها على مكافحة القاعدة وطالبان الأفغان، أعلنت أمس الأول أنها لا ترى «أي تبرير» لهجمات الطائرات من دون طيار ودعت واشنطن الى «مراجعة سياستها».
وتم احراق ما لا يقل عن 120 شاحنة محملة بالتجهيزات والوقود في طريقها الى القوات الدولية في أفغانستان ومعظمها أميركية خلال أسبوع في خمس هجمات جريئة. وتبنت حركة طالبان الباكستانية الموالية لتنظيم القاعدة هذه الهجمات «انتقاما» من القصف الذي تنفذه طائرات أميركية بدون طيار يوميا مستهدفة قيادات ومقاتلي تنظيم أسامة بن لادن.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أمس إن كبار مسؤولي الدفاع الأميركيين يشعرون بالقلق بخصوص احتمال أن بعض عناصر المخابرات الباكستانية تتعامل على نحو غير سليم مع طالبان وجماعات مسلحة أخرى. وقال المتحدث الكولونيل ديفيد لابان إن قائد الجيش الباكستاني الجنرال أشفق كياني وهو رئيس سابق لجهاز المخابرات يعلم ببواعث القلق الأميركية بشأن عمل الجهاز ويتفق مع بعضها.
وتأتي تصريحات لابان في أعقاب تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال» نقل مؤخرا عن بعض المسؤولين الأميركيين والمتشددين الأفغان قولهم إن أعضاء من جهاز المخابرات الباكستاني يضغطون على قادة طالبان الميدانيين لقتال الولايات المتحدة وحلفائها في أفغانستان. وقال لابان للصحفيين في مقر وزارة الدفاع «ساهمت المخابرات الباكستانية بقدر كبير في مكافحة الإرهاب لكن لدينا بعض بواعث القلق بخصوص التركيز الاستراتيجي للمخابرات الباكستانية». وقال إن المسؤولين الأميركيين يشعرون بالقلق لأن بعض عناصر جهاز المخابرات الباكستاني لهم تعاملات مع المتمردين «قد ينظر إليها على أنها دعم لجماعات إرهابية». وسئل لابان عما إذا كانت المخابرات الباكستانية تدعم إرهابيين فقال «لا أريد الذهاب إلى هذا الحد ولهذا السبب قلت تعاملات .. يحتمل أن عناصر من المخابرات الباكستانية تتعامل مع منظمات إرهابية بطرق لا تتفق مع ما تقوم به الحكومة والجيش».
لكن التصريحات الأميركية أصبحت أكثر صراحة بشكل متزايد في الأيام الأخيرة في مناقشة أوجه قصور باكستان في التصدي للقاعدة وحركة طالبان الأفغانية وهو تطور يقول المحللون انه يوضح أن الإدارة قررت أن بقاء الوضع على حالته الراهنة غير مجد وأنها تحتاج الى تجربة شيء آخر.
عدد اليوم
