تنفيذ مشروعات صغيرة في عدد من دول العالم لحماية الحيوانات المهددة بالانقراض

انتهت في أبوظبي مؤخراً أعمال الاجتماع الأول لمذكرة التفاهم الخاصة بحماية أبقار البحر والتي استمرت لمدة ثلاثة أيام بجزيرة ياس، وقد استضافت هذا الاجتماع هيئة البيئة بأبوظبي وشاركت فيه 29 دولة كما ارتفع عدد الموقعين على المذكرة إلى 18 دولة، واتفق المشاركون في الاجتماع على عقد اجتماع مماثل بعد سنتين، ويتوقع أن يعقد أيضاً بأبوظبي، باعتبارها مقر المركز الرئيسي وتقديراً لجهودها المثمرة في حماية أبقار البحر. وانتهت الاجتماعات إلى ووضع خطط مالية لتنفيذ عدد من المشروعات الصغيرة لمساعدة الدول غير القادرة على تمويل الجهود الضرورية لحماية أبقار البحر، وتهيئة البيئة الطبيعية لهذه الحيوانات التي تواجه خطر الانقراض وحماية بيئتها من تأثيرات الاستخدامات العصرية. وقال ثابت زهران آل عبدالسلام مدير قطاع إدارة التنوع البيولوجي بهيئة البيئة في أبوظبي لـ”الاتحاد” إن الاجتماع حقق المستهدف منه، ويعد اجتماعاً ناجحاً بكل المقاييس، وإنه استقر على عدد من المبادئ التي تكفل حماية ملائمة لأبقار البحر، كما انتهى إلى وضع خطط مستقبلية من خلال متخصصين وخبراء دوليين في هذا المجال. وأضاف أنه تم الاتفاق على إنشاء عدة مراكز في البلدان التي تعيش فيها أبقار البحر والتنسيق فيما بينها لنفيذ الخطط التي تم الاتفاق عليها، والتواصل مع المركز الرئيسي بأبوظي وإطلاعه على كافة التطورات الخاصة بهذه الحيوانات ويتوقع أن تشمل المراكز المعتزم إنشاؤها دول الخليج. وأشار إلى وجود توجه من جميع المشاركين على التوسع وتوحيد الجهود فيما يتعلق بحماية الحيوانات الشبيهة لأبقار البحر، كالسلاحف والدلافين من خلال التثقيف وزيادة الوعي لدى الجمهور والمهتمين بالنواحي البيئية. وتابع أن المشاركين أشادوا بجهود دولة الإمارات وحكومة أبوظبي في الاهتمام بالبيئة والحفاظ عليها من الملوثات، خاصة ما يتعلق منها بالبيئة البحرية ولاسيما ما يتعلق بأبقار البحر والسلاحف وشددوا على عظم الدور الذي توليه حكومة أبوظبي لجزيرتي بوطينة وصير بني ياس، كما ثمنوا الوسائل التقنية التي يتم استخدامها في التعامل مع أبقار البحر من الرصد المستمر لمواطنها التي تعيش فيها في أبوظبي ومتابعة حركة سير الحيوانات، ومنع المشاريع التي تقلق أبقار البحر وبيئتها التي اختارتها في جزيرة بوطينة. وقام المشاركون في الاجتماع بعد انتهاء أعماله بزيارة المناطق البيئية المختلفة والمحميات الطبيعية، وشملت الزيارة جزيرة صير بني ياس وجزيرة بوطينة وغيرها، وأبدوا إعجابهم الشديد بما يتم تجاه حماية البيئات الطبيعية للحيوانات. يذكر أنه يوجد حوالي 100 ألف بقرة بحر على كوكب الأرض، حيث تحوي أستراليا لوحدها 85 ألف بقرة، و7300 بقرة في الخليج العربي ودول البحر الأحمر بينما تتوزع البقية على دول مجاورة في النطاق. وتعد جزيرة بوطينة موطناً لأكثر من 1000 بقرة بحر. وتتميز أبقار البحر بكونها من الثدييات المسالمة والهادئة وتواجه أبقار البحر تحديات جمة في مناطق انتشارها، حيث تعد أبقار البحر مقارنة بالثدييات البحرية الأخرى هي الوحيدة التي تتغذى على الأعشاب والنباتات فقط، ولهذا فإن النشاط الإنساني الحاصل في هذه المناطق يؤثر على الأعشاب البحرية التي تعد غذاء لها، الأمر الذي يؤثر سلباً على هذه الكائنات. وقد تمّ مؤخراً إدراج أبقار البحر ضمن القائمة الحمراء للكائنات المهددة، التابعة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، والتي صدرت في عام 2009 تحت فئة “الكائنات المعرّضة للانقراض”، الأمر الذي يعرض هذه الكائنات لخطر الانقراض في المستقبل القريب جداً. وفي إطار التزامها باتفاقية حماية أبقار البحر، اتخذت حكومة الإمارات العربية المتحدة وهيئة البيئة- أبوظبي جملة من المبادرات تصدرت الجهود العالمية التي يبذلها برنامج الأمم المتحدة للبيئة واتفاقية الأنواع المهاجرة لتحقيق هذه الحماية.