الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ملتقى السمالية الصيفي يحتفي برموز ومفردات التراث

ملتقى السمالية الصيفي يحتفي برموز ومفردات التراث
7 يوليو 2012
تَواصَل احتفاء جزيرة السمالية بأبناء الإمارات عبر التجمع الطلابي والشبابي في ملتقى السمالية الصيفي، الذي ينظمه نادي تراث الإمارات ضمن جهوده المتواترة في حفظ وتكريس التراث الإماراتي لدى أبناء هذا الوطن، من خلال مناشط وفعاليات متعددة يقيمها عبر منافذه المختلفة من مراكز ومنشآت تابعة له، توحدت جميعاً على هدف واحد، وهو إعلاء كل ما يتعلق بالتراث الإماراتي من رموز ومظاهر ومفردات. شهد الملتقى أمس الأول جولات ميدانية ومحاضرات توعوية ومسابقات مختلفة في جزيرة السمالية، وشارك فيها طلاب مركزي العين والسمحة التابعين للنادي، وسط نشاط وبهجة غير عاديين لمشاركتهم في هذه الفعاليات المميزة، والتي لا تتوافر في أي مكان آخر داخل دولة الإمارات بهذا الجو من الضيافة والاهتمام والترحيب إلا في داخل جزيرة السمالية، تلك الهدية العظيمة التي قدمها الوالد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، للأجيال الجديدة من الأشبال والناشئة، وأكمل المسيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، بدعم سموه المستمر لكل ما يرسخ القيم والعادات التراثية الإماراتية الأصيلة، بالإضاعة إلى الرعاية والدعم المستمر من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات. أهل البحر يقول الوالد إبراهيم مال الله الحمادي، ويعمل مشرفاً في جزيرة السمالية، إنه ينتمى إلى أهل البحر والغوص من قديم الزمن، غير أن نادي التراث، ومن خلال جزيرة السمالية، حرص على الاستعانة به وبكل ذوي الخبرات في المجالات التراثية الأخرى من أجل إنجاح عمليات التواصل مع الأجيال الجديدة والمساهمة في تعريفهم مفردات تراث الآباء والأجداد. ويوضح أن مسؤولي نادي التراث وفروا لكل الموجودين على جزيرة السمالية الإمكانات كافة التي تيسر لهم سبل التعامل مع البحر، وشرح تفاصيل الحياة البحرية للطلاب والوفود التي تزور جزيرة السمالية، والذين يحرصون على التعرف إلى أسس وقواعد السباقات البحرية المختلفة التي ينظمها النادي. ولفت الحمادي إلى أن جوائز السباقات البحرية في الماضي كانت تختلف عن الآن، فلم يكن هناك جوائز مادية ولا سيارات فخمة مثل التي يتم منحها الآن للفائزين، بل كان الأمر يقتصر على منح الفائز ذبائح، ويتم عمل ولائم، توزع على المشاركين في السباق. مشاركة الطلاب ويؤكد الحمادي أهمية مشاركة الطلاب في فعاليات ملتقى السمالية الصيفي، لما يحتويه ذلك من فوائد جمة على صحتهم وقدراتهم البدنية نظراً للمعايشة المباشرة مع الطبيعة والابتعاد عن عوالم المراكز التجارية والوجبات الجاهزة بكل ما تحتويه من أضرار وآثار صحية سيئة، وفي ذلك يتمثلون بما كان يفعله الآباد والأجداد من تواصل مع البيئة المحيطة وقدرتهم على مغالبتها والتعايش معها على مدى قرون عديدة، فضلاً عن المهارات العديدة التي يتلقاها الطلاب من خلال الدورات المختلفة التي ينظمها النادي خلال الملتقى. ويبين أن أكثر الأنشطة التي يقبل عليها الطلاب وتحقق التمازج بين الأجيال الناشئة والطبيعة الحقيقية التي عاش فيها أهل الإمارات طويلاً يأتي نشاط الفروسية والهجن، كونهما أداتين رئيسيتين اعتمد عليهما الإنسان الإماراتي خلال رحلة تعامله مع الصحراء عبر الزمن. جولات متعددة ومن ميدان الخيل في جزيرة السمالية يورد شيبان المهيري مشرف مركز السويحان التابع لنادي التراث، إن هناك مجموعة من الطلاب التابعين للمركز قاموا بجولات متعددة، منها زيارة بيت الصقور، حيث شرح لهم المدرب التراثي معلومات مفصلة عن الصقور وأنواعها وتربيتها وكيفية استخدامها في عمليات الصيد، وكان هناك أسئلة من قبل المدرب موجهة إلى الطلبة المشاركين لتبيان مدى استيعابهم وإدراكهم لهذا النشاط التراثي، فكانت إجاباتهم معبرة عن فهم كبير وتقدير لهذا اللون التراثي الفريد. الجولة الثانية كانت لصالة الفروسية والتدريب على قواعد الفروسية وركوب الخيل، ثم الهجن، بالإضافة إلى الواجهة البحرية بما تضمه من أنشطة بحرية متعددة، مثل التجديف والتعرف إلى عالم الغوص وركوب السفينة التراثية. ويلفت المهيري إلى نجاح فعاليات ملتقى السمالية، وهو ما يظهره الإقبال الكبير من الطلبة وأولياء الأمور على الالتحاق بالمراكز المختلفة التابعة للنادي، ومنها مركز السمحة، حيث يتم تنظيم رحلات وأنشطة ميدانية إلى جزيرة السمالية للأشبال بينما صغار السن يتم إشراكهم في دورات تحفيظ القرآن وتنمية المهارات والألعاب الشعبية التي تتم داخل المراكز. ومن طلاب مركز السمحة يورد راشد سعيد الجابري 16 سنة، إنه التحق به منذ خمس سنوات، ويشارك في الفعاليات كافة التي ينظمها المركز التابع لنادي التراث، كما شارك في مسابقات عديدة للفروسية، وهو من فرسان فريق بوذيب للفروسية، فضلاً عن مساهماته في الألعاب الشعبية كافة وفنون اليولة، وأكد أن كل هذه الفعاليات التي يشارك فيها وكونه عضواً أساسياً في فريق بوذيب للفروسية، يرجع لانتظامه مع أنشطة المركز الذي يمنح لأعضائه فرصة تنمية مواهبهم ومهاراتهم المختلفة، والقدرة علي استغلال أوقات الفراغ بما يفيد الطالب في الحاضر والمستقبل. القوارب الرملية ومن ميدان القوارب الرملية الشراعية، وهي من الألعاب المستحدثة التي يتم فيها الاستمتاع برمال الإمارات ولكن بشكل مختلف وأسلوب جديد، يقول راشد عبد الله النيادي المشرف بمركز العين التابع لنادي تراث الإمارات، إن يوم أمس الأول شهد وجود 140 طالباً من منتسبي المركز، شاركوا في الفعاليات كافة التي أقيمت على ظهر جزيرة السمالية، مثل القوارب الرملية، الهجن، الفروسية، والواجهة البحرية بما تضمه من أنشطة بحرية تراثية وحديثة، وتشتمل على قوارب التجديف، والغوص، أما الأنشطة الحديثة من خلالها يتعرف الطلاب إلى السباقات البحرية التي تقام باستخدام القوارب الحديثة بمختلف أنواعها، وغيرها من المعدات البحرية الحديثة المستخدمة في الألعاب والسباقات البحرية. والأهم من كل ذلك هو برنامج العادات والتقاليد، التي تعتبر الأصل في نشاط النادي، حيث تعلم الطلاب من خلالها العديد من السلوكيات والعادات التي تميز بها أهل الإمارات قديماً ولا يزالون يستخدمونها حتى يومنا هذا. فعاليات متجددة ويشير علي محمد النعيمي، مدير مركز العين، إلى الجانب التوعوي الذي تشتمل عليه فعاليات ملتقى السمالية الصيفي، ومنه المحاضرة التي أقيمت أمس الأول عن التدخين وأضراره، وقدمها الدكتور ايار كاظم عباس من هيئة صحة أبوظبي، ومحاضرة أخرى للدفاع المدني عن كيفية إطفاء الحرائق والتصرف عند حدوث حريق. ويورد أن هناك مقياساً لنجاح الأنشطة المختلفة يتم عبر الاستبانة التي تم توزيعها على المشاركين، ومن خلال نتيجة الاستبانة تم التعرف على مقدار نجاح البرامج المختلفة، وكذلك ردة الفعل الإيجابية من أولياء الأمور الذين يرصدون ما تعلمه الأولاد عبر هذه الأنشطة مثل آداب المجالس وطوي الغترة، وغيرها من الأمور التي تفرح الأهل وتشجعهم على إلحاق أبنائهم بالمراكز التابعة لنادي التراث والمشاركة في المناشط والفعاليات التي ينظمها طوال العام، وليس فقط ملتقى السمالية الصيفي. أنشطة متجددة أكد علي محمد النعيمي مدير مركز العين أن الهدف من كل هذه الأنشطة هو تعليم طلاب الجيل الحالي تراث آبائنا وأجدادنا مطعماً بفعاليات متجددة، لجذب أكبر عدد من الطلاب، وهو ما نجح فيه النادي من خلال نوافذه ومراكزه العديدة، في جذب الآلاف من أبناء الإمارات للمشاركة في الأنشطة التي ينظمها النادي والمراكز التابعة له، حيث نجح النادي في شغل أوقات فراغ الطلاب بما هو مفيد ومناسب لهم، وكذلك التركيز على الهوية الوطنية وتنمية الحس الوطني من خلال أنشطة تراثية متنوعة وجذابة، خاصة أن شعار الملتقى لهذا العام “إماراتنا هويتنا”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©