الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زوجتي .. ابنة عمي وأختي !

زوجتي .. ابنة عمي وأختي !
2 يناير 2011 21:16
المشكلة: عزيزي الدكتور : أبلغ من العمر خمسة وثلاثين عاماً، جامعي وأعمل في إدارة شركتي الخاصة، وقضيت حياتي الأسرية في بيوت متجاورة للأعمام ووسط عائلة كبيرة لها وزنها بين الناس، وهذا أتاح لنا كأبناء وبنات الأعمام أن نتربى معاً دون قيود أو تحفظات، فكنا مثل الإخوة والأخوات في أسرة كبيرة واحدة متحابة ومترابطة. وكان هناك شبه اتفاق بين الكبار أن يتبادلوا زواج أبنائهم ببناتهم، وكثيراً ما سمعنا ونحن صغاراً أن فلاناً سيتزوج فلانة، وبالطبع كنت أنا واحداً ممن تحدد له عروسه “ابنة عمي”، وكبرنا دون أن يكون بمقدورنا أن نعترض أو نناقش. لكنني لظروف معينة تزوجت من خارج العائلة، وتعرضت لكثير من المشاكل معهم بسبب هذا الزواج. وبعد أربع سنوات طلقتها بسبب بعض المشاكل بعد أن أنجبنا ولداً، وكان هو همي الوحيد بعد الطلاق، وكيف يتربى بعيداً عني؟ وما أن تم هذا الطلاق الذي أسعد كل أفراد العائلة، سرعان ما اختاروا ابنة عمي التي تربيت معها، ولم تكن قد تزوجت بعد. وتدريجياً خف قلقي وتوتري على ابني الذي تابعت حالته مع أمه جيداً، وبعد عام تقريباً أنجبت بنتاً من زوجتي الثانية. لكن ما ينغص حياتي من اليوم الأول من هذا الزواج أنني أشعر برتابة الحياة معها، ودائما ما أشعر بالفتور تجاهها، ودائماً ما أقارن بينها وبين زوجتي الأولى، وحاولت مراراً أن أتقبلها، لكن أشعر أن الأيام معها مملة وتسير ببطء شديد، ولم أشعر تجاهها بحرارة الزوج والزوجة، ودائماً أشعر أنها لازالت كشقيقتي التي تربت معي. كثيراً ما تحدثنا معاً، وتصارحنا وتفهمت مشاعري، وفي أكثر من مرة قالت” لا تضغط على نفسك.. طلقني ولا تخاف من الناس والمجتمع”. لكنني رغم قناعتي بذلك، إلا أنني أخجل من والدي ووالدتي وعمي وجميع أعمامي وأبنائهم لعلاقتنا القوية الوطيدة، وسمعتهم بين الناس، فان تم هذا الطلاق سيؤثر سلباً على هذا الترابط، وسيؤثر على وضعنا بين الناس. أعود إلى نفسي لأحاول التعايش مع زوجتي، فأصطدم بالعشرة الجافة الخالية من الرومانسية، وإن حاولت هي التقرب مني أنفر دون تعمد وأحاول جاهداً أن أتقبلها خاصة في علاقتنا الحميمية كأزواج. فتوري يؤلمني ويكلفني الكثير من الضغط على أعصابي، وتعبت حالتي وأتعبتها معي، وأخشى غضب الله، فأنا إنسان ملتزم للغاية. وحاولت الاستعانة بأحد الأطباء النفسيين الذين أثق بهم، لكنني وجدت نفسي أحاول أن أنسى أمام النت والشات. واكتشفت زوجتي ذلك، وقالت لاخوانها بعدما ضاق بها الجفاء ذرعاً، فنصحوها أن تصبر، “لأنني مريض”، ولعل حالتي تتحسن، وقالت لهم إنني أراها كأخته ولا أرغبها كزوجة. إنني أعاني أشد المعاناة، وحائر ومتردد وغير قادر على اتخاذ القرار، هل أطلق وأشتت شملي؟ أم أصبر رغم اني لا أرى أي بصيص من النور ولا أشعر أنني متزوج، وأجد نفسي قد استنفذت جميع السبل لأكون طبيعياً مع زوجتي. وهذا الوضع انعكس على حالتها النفسية وعلى صحة والدتها “حماتي” أيضاً. كرهت الزواج، وكرهت نفسي، وأحياناً أشعر أنني أصبحت إنسانا غير طبيعي، وحتى لا تظن أنني أريد أن أعود إلى زوجتي الأولى، فانني لا أفكر في العودة إليها على الإطلاق، ولا يوجد أي رغبه في إرجاعها نهائياً. أعلم أن بامكاني الزواج، لكنني لا أريد أن أخسر أهلي والمجتمع إن طلقتها، وحرام أن أظلمها بالعيش معي دون مشاعر أو عواطف مهما فعلت. تعبت كثيراً من التفكير، ولا أجد حلاً .. أرجو النصيحة. هاشم “أبومعتز” النصيحة كلماتك ياصديقي مبطنة بآلام وحيرة وتردد، لكن مشكلتك أنك تريد أن تصل إلى الحل المناسب دون حدوث أضرار أو تداعيات على أي طرف. وهذا أمر يبدو صعباً. فالحلول لا تكون ولا تتحقق في أحيانٍ كثيرة دون تضحيات. فأنت ضحيت براحة ابنك وقلقك عليه في تجربتك الأولى لتنهي مشاكلك الزوجة مع زوجتك وان كنت لم تتحدث عن طبيعة هذه المشاكل. كنت أتمنى أن تكون زيارتك للطبيب النفسي قد أثمرت، لكن الطبيب النفسي لن يستطيع أن يقدم لك شيئاً إذا كنت أنت غير مستعد للمساهمة في تغيير وضعك. نعود إلى رسالتك.. أنت تحدثت بشكل مقتضب عن زواجك الأول. وكيف تم اختيارك لها؟ والطلاق الذي أثمر طفلاً، ولم تذكر سبب حدوثه، وهل السبب كان منك أم من زوجتك ؟ أعتقد أن هذه التساؤلات مهمة في سبيل معرفة سبب نفورك من زوجتك الحالية، فإن كانت زوجتك الحالية ابنة عمك وتربيت معها وليس في داخلك مشاعر لها، وتفكر بالطلاق لهذا السبب. فلماذا كان الطلاق من الأولى!؟ أخشى أن يكون هناك أسباب ممتدة لم تحاول أن تحلها مع نفسك! .. يحمد لزوجتك صبرها وتقديرها للأمر، وماتبذله هي من جهد لارضائك والتقرب منك. فالطلاق في حد ذاته ليس مشكلة، ويحدث في كل الأسر والعائلات، لكن المشكلة هي في أسبابه؟ وهل يتفهم المعنيون من الأهل بهذه الأسباب أم لا؟ أرى أن زوجتك مؤهلة لتقبله، وبامكانها أن تخفف كثيراً من تبعاته، كذلك أشقاء زوجتك لهم دور مهم في ذلك إن تفهموا الأسباب جيداً. أعتقد ياصديقي أن الأمر يحتاج وقفة جادة مع النفس. ومراجعة كل الظروف والملابسات بالتعاون مع طبيبك، وبمكاشفة نفسك، وزوجتك، وأسرتها، لأن الاستمرار على هذا الحال من شأنه أن يولد الكثير من المشاكل والتداعيات ، وأنت ترى ماذا طرأ على شخصيتك وسلوكياتك أخيراً من أمور أنت غير راضٍ عنها. وأعتقد أن استمرار حياتك للآن مع زوجتك وانجابك منها يؤكد أنك تحمل في داخلك شيئا من الود والحب لها، لأن المشاعر التي صورتها في حديثك من الصعب أن تستمر لسنوات وتثمر بالانجاب، حتى لو أوهمت نفسك أنك صبرت وانتظرت اكراماً لرضا العائلة التي تربيت فيها. ويبدو أنك أكثرت من التركيز على كون زوجتك ابنة عمك وتربت معك كأخت لك، وتعودت عليها، وكرست هذه المفاهيم في ذاتك حتى وصلت لأحكام عقلية وقبلها جفاف عاطفي. ومن الأهمية أن تحب زوجتك، وتقاوم في داخلك الرسائل السلبية وتوقفها عن تفكيرك حتى لاتكبر وتؤثر في نظرتك لها. فكر فيها بعشق، واشعر نفسك بحبها ومودتك لها، وركز كثيرا على الشيء الايجابي فيها، من لبسها أو اهتمامها بنفسها، أو أي شيء آخر يجعل من هذا التفكير ينمو ليصبح حبا لها. وأن تحاول تعزيز صورتها الجميلة في داخلك، في كل أوقاتك، وأن تفكر فيها كمحبوبة. عش معها في خيالك لحظات العشق والحب، ارسمها في خيالك كمحبوبتك التي بحثت عنها طويلاً واعطي نفسك فرصة لبناء مشاعر ايجابية جديدة. ولاتستعجل النتائج. فما قمت به من برمجة مشاعرية سلبية سابقة استمرت لسنوات. فابدأ بنفسك من الآن بعكس تلك البرمجة، واعلم أن العقل يخزن مانفكر فيه. ويبرمجه كحقائق تؤثر في مسيرة حياتنا. مع تمنياتنا بالتوفيق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©