الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التسنين فترة عصيبة على الرضيع لكنها تأسيسية لصحة فموية جيدة

التسنين فترة عصيبة على الرضيع لكنها تأسيسية لصحة فموية جيدة
20 يناير 2012
هل يُبقيك طفلك ساهرةً طوال الليل بسبب تسنينه؟ هل يغضب دون سبب فيعض كل ما يطاله فمه الأدرد؟ لا داعي لأن تقلقي، فهي سحابة عابرة سُرعان ما تنتهي. وكل ما عليك هو فهم كيفية التعامل معه خلالها لتخفيف آلام لثته ومساعدته على إخراج أسنان لبنية جميلة. وعليك أيضاً أن تُدركي أن صحة اللثة من صحة الأسنان والعكس صحيح. ولذا اجعلي فترة تسنين طفلك مرحلة تأسيس لأسنان قوية ولثة سليمة مدى الحياة. لُعاب سائل وخارج عن الفم دون انقطاع، وملامح يطبعها القلق ويرتسم عليها عدم الارتياح، ونوبات غضب وبُكاء فُجائية ما بين الحين والآخر هي غيض من فيض ما يُصيب طفلك من أعراض خلال مرحلة تسنينه، وهي أعراض لا تُعكر مزاجه فقط، بل مزاج أبويه أيضاً إذا لم يُحسنا إدارتها، وأمه بشكل خاص باعتبارها أكثر شخص يُلازمه، أو هكذا يُفترض. ولا يتسنى ذلك إلا من خلال التسلح بمعرفة واعية حول كيفية التعامل معه والقيام بما يخفف عليه ألمه ويحفظ صفو مزاج أمه. تخفيف الألم على الرغم من أن وقت التسنين يختلف من وقت لآخر، فإن غالبية الرُضع يبدأون في التسنين عادةً عند بلوغهم ستة أشهر فما فوق. فالسنان الأماميان السفليان هما أول ما يبرز، يتبعهما السنان الأماميان العلويان. وتشمل علامات وأعراض التسنين تسييل اللعاب وخروجه من الفم طوال اليوم، وميل الطفل إلى التقاط الأشياء الصلبة ومضغها، وسرعة اهتياجه وغضبه، وصُراخه أحياناً بسبب شعوره بآلام في اللثة ورخاوتها. ويعتقد الكثير من الآباء أن التسنين يُسبب الحمى والإسهال، غير أن الباحثين يقولون إن هذا الاعتقاد عار عن الصحة. فالتسنين يمكن أن يتصاحب مع علامات وأعراض وتغيرات على مستوى الفم واللثة، لكن ليس بأعراض في أي جزء آخر من الجسم. وإذا لاحظت أن رضيعك يبدو عليه القلق وعدم الارتياح، فيمكنك الاسترشاد بالنصائح الآتية: ? افركي لثة رضيعك. استخدمي أصبُعاً نظيفاً وقطعة قماش تضميد مبللة أو قطعة قطن أو منشفة وجه رطبة واضغطي على لثة رضيعك لتدليكها. فالضغط عليها يُخفف عن طفلك ألم لثته ويُشعره براحة أكثر. ? قدمي له حلقات التسنين المطاطية. واختاري حلقة مطاطية طبيةً صلبةً من النوع غير القابل للتمزق حتى لا يندلق السائل الموجود داخلها بسبب ضغط الرضيع وعضاته. وإذا وجدت في البيت قنينةً صغيرةً ما تفي بالغرض، فاملئيها بالماء وأعطيها له لاستخدامها. واعلمي أن إكثار الطفل من عض فوهة قنينة رضاعة الحليب الصناعي أو العصير أو أحد المشروبات السكرية يُمكن أن يُسوس أسنانه. ? احفظيها باردةً. فحفظ قطعة القماش أو حلقة التسنين المطاطية باردةً يُخفف أكثر آلام لثة الرضيع. لكن تجنبي أن تمنحيه حلقة تسنين مطاطية مجمدة. فملامسة لثته لأداة شديدة البرودة يؤذيها. ? جربي الأطعمة الصلبة. فإذا كان طفلك يُقبل على تناوُل الأطعمة الصلبة، يمكنك أن تُقدمي له قطع خضراوات مقشرة لعضها وقضمها قبل أكلها مثل الخيار والجزر، لكن راقبيه ولا تغفلي عنه حتى ينتهي من تناولها بأمان حرصاً على عدم تعريضه لمخاطر الإصابة باختناق بسببها. ? جففي اللعاب السائل الخارج من فمه. واعلمي أن الإكثار من إفراز اللعاب هو جزء من عملية التسنين. ولتفادي تعرضه لاهتياج البشرة أو حساسية جلدية، احرصي على مسح محيط فمه وتحت ذقنه بمنشفة نظيفة. ? جربي علاجاً ما عند الاضطرار حتى لو كان غير موصوف. فإذا طالت مدة شعور طفلك بقلق وعدم ارتياح، يمكنك اقتناء أحد أنواع الأسيتامينوفين (تيلوفين مثلاً) أو الآيبوبرفين (أدفيل أو موترين أو غيره). لكن توخَي الحذر وتجنبي اقتناء أي دواء أو مسكن ألم يحتوي على مادة “بنزوكاين” المخدرة. فمنتجات البنزوكاين يمكن أن تُسبب أحد أمراض الدم المعروف بالمتيموجلوبين، وهو مرض نادر الحدوث، لكن المؤكد أن الإصابة به تؤدي إلى تقليل كمية الأوكسجين في الدم. العناية بـ «اللبنية» يُفترض من كل أم أن تقوم كل يوم بالاعتناء بلثة الابن منذ ولادته من خلال تنظيف لثته بقطن أو قماش رطب مبلل لحماية لثته الرقيقة مما قد تتعرض له بسبب ما يتناوله من مشروبات أو حليب صناعي، أو حتى طبيعي في حال تعود على تلك العادة غير المحمودة والضارة بلثته والمتمثلة في عدم استسلامه للنوم إلا وحلمة الثدي في فمه، أو كان يرضع رضعات متعددة في كل ليلة، وهي عادة تُنصح الأمهات باجتنابها والاستعاضة عنها باستخدام اللهاية وتعويد الطفل على العودة إلى النوم بهذه الأخيرة فقط. وإن لم تفعل الأم ذلك، فلتعلم أنها تضر طفلها من حيث لا تدري لأنها تسمح للبكتيريا بالتراكم في فمه وعلى لثته، وتُعبد الطريق لبروز أسنان هشة من لثة أضعفت البكتيريا مسبقاً تماسُكها. وإذا فاتك القيام بذلك عن عدم معرفة أو نسيان، فاغتنمي فترة التسنين واجعلي تنظيف لثة طفلك وأسنانه اللبنية روتيناً يومياً لا يقل أهميةً عن روتين إطعامه وتبديل حفاضاته. وعندما تظهر أولى أسنان طفلك، تخلي عن قطعة القطن أو القماش واستخدمي فرشاةً ناعمةً رقيقةً. ولا داعي لاستخدام أي معجون أسنان في هذه الفترة، فالماء يكفي. وهذا ما تُشجع عليه جمعية طب الأسنان الأميركية، إذ ترى أنه لا ينبغي استخدام الطفل لمعجون الأسنان إلا بعد أن يتعلم كيف يبصق، أي عندما يُكمل سنتين من عمره. وتوصي جمعية طب الأسنان الأميركية والأكاديمية الأميركية لطب الأطفال وطب الأسنان ببرمجة مواعيد الزيارة الأولى إلى طبيب الأسنان للاطمئنان على صحة أسنان الطفل بدءاً من إخراجه لأول سن وقبل أن يحتفل بعيد ميلاده الأول كأقصى تقدير. وتُنصح الأمهات بجدولة زيارات منتظمة لمتابعة حالات أسنان الطفل ولثته وإجراء الفحوص اللازمة لذلك. وتذكري أيتها الأم أن رعاية صحة فم وأسنان طفلك في سن مبكرة يُساعدك على تمتيع ابنك أو ابنتك بأسنان صحية ولثة سليمة طوال العمر، ويجعلك تعشقين رؤية ابتسامته السخية وضحكاته الناصعة التي بقدر ما تُبهجك وتُسعدك، بقدر ما تذكرك بما قدمت يداك حين كنت تتلمسين ما يبزغ من ثغره من أسنان واحدةً واحدةً إلى أن اكتملت الأسنان واكتملت معها فرحتك. ولا يحتاج التسنين من الأم أن تجزع وتهرع إلى المستشفى أو العيادة، بل يُمكنها التعاطي معه داخل البيت. كما لا تُنصح بمراجعة الطبيب إلا في حال أُصيب رضيعها بحمى أو بدا عليه قلق وعدم ارتياح دائم، أو ظهرت عليه علامات وأعراض مرض ما كالحمى أو الإسهال. هشام أحناش عن موقع “mayoclinic”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©