الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مهنة التمريض تعاني عزوفاً من أبنائها المواطنين

9 أكتوبر 2010 00:54
تشهد مهنة التمريض في الدولة عزوفاً من المواطنين، على الرغم من حاجتها إلى وجود الكادر المواطن في كل المهن والمجالات دون استثناء، وبات وجود المواطنين نادراً في هذه المهنة، خصوصاً من الذكور الذين يفضلون هجرها إلى مهن أكثر راحة. وبلغ عدد الممرضات في إمارة الفجيرة 37 ممرضة في مستشفى الفجيرة، و40 في مستشفى دبا، وممرضة واحدة في مركز طب الأسنان، وممرضتين في الرعاية الصحية، في حين غاب الممرضون والممرضات المواطنون عن كل من الطب الوقائي والصحة المدرسية بالإمارة. وقالت الطالبة مريم عبد الله المدني إن المواطنين يميلون إلى الوظائف المكتبية والإدارية لينعموا بها، علاوة على ذلك، تعتبر مهنتا التمريض والإسعاف من المهن المتعبة، لأن ساعات العمل فيهما تمتد وقت دعت الحاجة، أما الأعمال المكتبية فتكون صباحية فقط، إضافة إلى ذلك لا يتحمل كثيرون من المواطنين رؤية منظر الدم أو الإصابات البالغة. ورأت زميلتها فاطمة الشيباني أن عزوف المواطنين من الجنسين عن مهنة التمريض والإسعاف يرجع لأسباب عدة، منها الفكرة الخاطئة السائدة لدى البعض بأن التمريض كمهنة الخدم عندما تقوم الممرضة بمساعدة المرضى، كما أن مثل هذه المهن تحتاج لحركة وسرعة تختلف عن الأعمال المكتبية التي تكون مسؤولياتها كبيرة، إضافة إلى الدراسة والتدريب التي لا يستطيع الكل تحملهما، خصوصاً أن الدراسة تكون باللغة الإنجليزية. وأشارت الشيباني إلى أن توطين هذه المهنة أمر ضروري لأن أغلبية العاملين في هذا المجال هم من الجنسيات الأخرى. من جانبها، أوضحت مديرة الشؤون الفنية لمعاهد التمريض ميرنا دياب أن الابتعاد عن هذه المهنة هو بسبب طبيعة عمل الممرضة وأوقات العمل الطويلة وعدم مرونتها، وضعف الرواتب والحوافز مقارنة مع المهن الأخرى، وهذا بدوره يؤدي إلى نقص الكادر التمريضي وتدني مستوى الإقبال على هذه المهنة ما يعيق توطينها، إضافة إلى النظرة العامة لمهنة التمريض ومحاولة تأنيثها. وبلغ عدد الطالبات المتقدمات إلى معاهد التمريض للعام الأكاديمي الحالي 383 طالبة، وبلغ المجموع الكلي للمواطنات في الصف الثاني والثالث للدبلوم 51 طالبة، ووصل عدد الخريجات المواطنات في معاهد التمريض 110 خريجات من 2006 إلى 2010. وأشارت دياب إلى أن معاهد التمريض توفر العديد من الحوافز التي توفرها للطلبة الدارسين كإطلاق برنامج البكالوريوس في التمريض بالتعاون مع كليات التقنية العليا، بدءاً من العام الأكاديمي الحالي، وتوفير تعليم مجاني للطالبات المواطنات واللاتي يحملن الجنسية العربية، وصرف مبلغ 700 درهم كمكافأة شهرية للطالبة المواطنة وهناك اتجاه من قبل مجلس إدارة المعاهد لزيادة المبلغ، وتوفير الكتب والمراجع التدريسية والمواصلات مجاناً، إضافة إلى تأمين وظائف للخريجات وتعيينهن فور تخرجهن في المراكز الصحية والمستشفيات التابعة لوزارة الصحة في الدولة، حيث يتم تعيين الطالبة المواطنة على درجة فني مسؤول أول. وعن إمكانية جذبهم لهذه المهنة، قالت إنه لا بد أن يتم تكثيف الزيارات إلى المدارس الثانوية والجامعات التي لديها برامج تمريضية من قبل مسؤولين في وزارة الصحة، بهدف تعريف الطالبات بالمهنة وتشجيعهن على الالتحاق بها، ودعوة كل المدارس الثانوية بالإمارات لزيارة كليات التمريض لاطلاعهن على البرامج الأكاديمية المطبقة في معاهد التمريض التابعة لوزارة الصحة وبقية الكليات، وكذلك توفير حوافز مالية مغرية للطالبات المواطنات خلال سنوات الدراسة، وقيام مؤسسات رائدة بالدولة بتمويل دراسة التمريض لبعض المواطنات في كليات التمريض المختلفة، إضافة إلى مراجعة الرواتب والمزايا الأخرى المقدمة للممرضات والعمل على توفير رواتب مغرية تتماشى مع طبيعة عمل الممرضة الذي يعتبر شاقاً مقارنة بالمهن الأخرى. كما اعتبرت أن تأسيس جامعات عدة توفر برنامج البكالوريوس في التمريض يسهم في توفير برامج التخصصات التمريضية على مستوى الدبلوم التخصصي والماجستير في جذب المواطنين لهذه المهنة، كما أن تكريم ممرضة مثالية كل عام في كل إمارة إما عن طريق مكافأة مالية أو تسهيل التحاقهن بالجامعة لدراسة البرنامج التكميلي التمريضي وتغطية الحدث إعلامياً من شأنه أن يشجع الفتيات على الإقبال على المعهد، ولا ننسى الاستعانة بوسائل الإعلام المختلفة لنشر صورة مشرقة عن مهنة التمريض وتغيير الاعتقاد السائد لدى كل شرائح المجتمع في الدولة.
المصدر: الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©