الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ما الذي يجعل التسامح صعباً؟

17 يوليو 2006 01:25
التسامح صفة جميلة مليئة بالحب والمعاني الإنسانية السامية، تساعدنا على العيش بتفاؤل وابتسامة رغم ظروف الحياة الصعبة والمشاكل التي تواجهنا من حين الى آخر· عندما يغمر التسامح القلوب يسود النفس الهدوء والاستقرار فتتحول الحياة من حولنا الى نعيم يتسع للجميع حتى لأولئك الأشخاص الذين ربما سببوا لنا الألم في لحظة من اللحظات، هنالك حقيقة يجب ألا نغفل عنها وهي أن الحياة بحلوها ومرها سوف تمر وتمضي، لن يلتفت العالم لحزننا أو فرحنا، ولذلك يجب أن نعلم أنفسنا كيف نحيا بسعادة وكيف نستمتع بكل لحظة من حياتنا، أحياناً تمر علينا أوقات عصيبة لا نعرف متى ستنتهي أو كيف ستنتهي، فيخيل لنا أن كل شيء جميل قد انتهى وان الحياة قد توقفت واننا فقدنا كل شيء جميل ويزيد من حدة هذا الشعور المؤلم عمق علاقتنا بالشخص الذي سبب لنا هذا الألم، ونحن لا نتوقع الإساءة ممن نحبهم لذلك فإنه عندما يحدث هذا الشيء تصبح ردود أفعالنا قوية وعنيفة ولا نعلم الى أين سيأخذنا هذا الإحساس· من الطبيعي أن نشعر بالغضب والسخط والإهانة وأحياناً نشعر بالإحباط الشديد والرغبة في الابتعاد عن الجميع حتى أولئك الذين لم يفعلوا لنا شيئاً·· من المعروف أن الإساءة تؤذي الإحساس، وبالتالي فإن تهميش المشاعر شيء لا يحتمل، بل غير مقبول، ومن ناحية أخرى فإن الحياة تمضي ولا نستطيع أن نتوقف عند نقطة معينة ونعيش بين أسوارها، وحتى يتسنى لنا فهم ما حدث على حقيقته يجب أن نفكر ونحلل الموقف تحليلاً عقلانياً يعتمد على الحقائق لا الأحاسيس· نعلم أن كثيراً من الأحاسيس تستند على معطيات دقيقة، ونستطيع نحن بالتالي أن نفسر الكثير من الأمور والأشياء التي تحيط بنا ولكننا الا نستطيع أن نبني علاقة أو نهدمها لمجرد أحاسيس؟ نحن نحتاج للحقائق التي تساعدنا على فهم الأمور بوضوح· عندما نغضب من شخص معين ونتهمه بأنه أساء معاملتنا يجب أن نطرح كثيراً من الأسئلة على أنفسنا حتى نتوصل لفهم الحقيقة·· نحن أحياناً نشارك في الخطأ ولكننا لا نحب أن نتهم أنفسنا بأننا مسؤولون عن الذي حدث، عندما نتغاضى عن كثير من الأمور التي تحدث أمامنا، عندما نتجاهل السلوكيات السلبية التي تصدر من الأشخاص المقربين منا فنحن ''عملياً'' نشارك في الخطأ، وعندما يمنعنا الشعور بالحب تجاه الأشخاص من مصارحتهم بأخطائهم فنحن نشارك في الخطأ، وأيضاً عندما نعلم بأن الشخص لا يناسبنا ولا يناسب أفكارنا وشخصيتنا ونصر على الاستمرار معه فإننا نشارك في الخطأ· تطبيق مبدأ ''لا أرى لا أسمع لا أتكلم'' نحن هنا لا نشارك في الخطأ بل ندعمه؟ وفي كثير من الأحيان عندما نسمح للغير بأن يتجرأ أو يقلل من احترامنا أمام الآخرين ونلزم الصمت فنحن في الواقع نوافق على الخطأ· وحتى لا نقع في أمور سوف تسبب لنا الحزن فيما بعد، وحتى لا ندخل في مواجهات تفتقر الى التمدن والتحضر يجب أن نمسك العصا من وسطها حتى نحافظ على التوازن في حياتنا ومع جميع الناس ولن نضطر أيضاً للعيش مع ذكريات مؤلمة سوف تترك أثرا كبيرا في حياتنا ونفسنا· إن أكثر ما يجعل فكرة التسامح تبدو صعبة هي الذكريات التي تستقر في الوجدان·· لذلك وحتى لا نعيش في دوامة الذكريات الحزينة يجب معالجة الأخطاء التي تواجهنا من البداية، ويجب أن نعرف حقيقة الأشخاص الذين يحيطون بنا ومدى حرصهم على مراعاة مشاعرنا·· دعونا نتحلى بالصبر لأننا سوف ننتصر عاجلاً أم آجلاً ولنتذكر قوله عز وجل: ''إن الله مع الصابرين''· نور عبدالله
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©