الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

53 جريحاً بسيارة مفخخة تهز ضاحية بيروت الجنوبية

53 جريحاً بسيارة مفخخة تهز ضاحية بيروت الجنوبية
9 يوليو 2013 23:33
بيروت (وكالات) ــ هز انفجار ضخم بسيارة مفخخة أمس الضاحية الجنوبية لبيروت معقل «حزب الله» مما اسفر عن سقوط 53 جريحا، في تحدٍ هو الأخطر يواجهه الحزب منذ بدء مشاركته في النزاع السوري الى جانب قوات نظام الرئيس بشار الاسد. ويضاف التفجير الذي لقي ادانة محلية ودولية، الى سلسلة من الحوادث الامنية المتنقلة بين موالين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد ومعارضين له. وافاد الجيش اللبناني في بيان: انفجرت سيارة مفخخة «مركونة» داخل موقف للسيارات في محلة بئر العبد ــ الضاحية الجنوبية، مما أدى إلى وقوع جرحى وأضرار مادية جسيمة. وبدا أن معظم الضحايا هم من الاطفال والنساء اللواتي خرجن للتسوق. وكان مصدر عسكري أفاد لوكالة فرانس برس في وقت سابق أن التفجير وقع في مرأب مركز تعاوني يعرف باسم «مركز التعاون الإسلامي». وقال وزير الصحة علي حسن خليل لفرانس برس إن «53 شخصا أصيبوا في التفجير»، مشيرا إلى أن «12 من هؤلاء ما زالوا يعالجون في المستشفيات، بينهم اثنان يخضعان لعمليات جراحية». وأشار مصور فرانس برس إلى أن سيارات الإسعاف هرعت إلى مكان التفجير الذي وقع في منطقة سكنية مكتظة، حيث ارتفعت سحابة من الدخان الأسود الكثيف جراء التهام النيران لعشرات السيارات. وأدى التفجير إلى تضرر المباني وتحطم زجاج المنازل والمحال التجارية. وعرضت قناة «المنار» التابعة لحزب الله لقطات اظهرت دمارا كبيرا وتجمعات حاشدة للسكان. وامكن سماع مناشدات للمدنيين بالابتعاد عن مسرح الجريمة، قبل أن يفرض الجيش اللبناني حوله طوقا امنيا. وسجل في المكان تواجد عناصر غير مسلحين يرتدون ملابس مدنية ويحملون أجهزة اتصال، وقد لفوا ذراعهم بشارات صفراء. ويرجح أن يكون هؤلاء منتمين إلى حزب الله الذي يتخذ من الأصفر لونا لعلمه. وأظهرت لقطات بثها تليفزيون «المنار» التابع للحزب وهو الوحيد الذي كان متواجدا في مكان الانفجار بعد منع معظم الصحفيين من الاقتراب حفرة غطيت بغطاء أزرق وحولها سيارات محطمة. ووقف رجال من حزب الله بقبعاتهم الحمراء والصفراء جنبا إلى جنب رجال الجيش اللبناني لمنع الناس من الاقتراب من المكان. وقال شهود أن مسلحين من حزب الله اعتقلوا رجلين بالقرب من مكان الحادث. في غضون ذلك أعلن مصدر أمني في بيروت أن الأجهزة المختصة اعتقلت مشتبها به بالتفجير الذي وقع في الضاحية.. مشيرا إلى أنه من جنسية غير لبنانية. وقال المصدر إن الانفجار الذي وقع ناتج عن عبوتين ناسفتين واحدة صغيرة والأخرى كبيرة.. لافتا إلى أن العبوتين جهزتا لتنفجر الصغيرة قبل الكبيرة لإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا لكنهما انفجرتا سوية. وفي السياق ذاته كلف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر الشرطة العسكرية والأدلة الجنائية الكشف على المكان ومسح الاضرار ومعرفة ما إذا كان هناك كاميرات تصوير وتحديد زنة العبوة واجراء التحقيقات الاولية تمهيدا لاجراء المقتضى القانونى. وتفقد وزير الداخلية مروان شربل مكان التفجير، حيث قوبل باحتجاج من شبان غاضبين رفعوا صورا للامين العام لحزب الله حسن نصرالله، وقاموا بإلقاء حجارة باتجاهه، ما دفع حراسه والقوى الأمنية إلى إطلاق النار في الهواء. ووصف شربل ما حصل بأنه «عمل اجرامي يهدف الى خلق فتنة طائفية سنية شيعية ولا أحد يقبل بها لا السنة ولا الشيعة مهما حصل». والتفجير هو الأول بسيارة مفخخة يستهدف الضاحية الجنوبية منذ العام 2004 حين اغتيل القيادي في الحزب غالب عوالي. كما انه التفجير الأول من نوعه فيها منذ بدء النزاع السوري منتصف مارس 2011. ودان الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان الانفجار، داعيا إلى التفاهم والحوار بين اللبنانيين والتزام إعلان بعبدا. وقال بيان صادر عن رئاسة الجمهورية اللبنانية، إن سليمان أدان الانفجار واعتبر أن «العودة إلى هذه الأعمال تعيد التذكير بصفحات سود عاشها اللبنانيون في فترات سابقة وهم يريدون محوها من ذاكرتهم». وشدد على وجوب احترام أمن اللبنانيين مهما بلغت حدة الخلاف السياسي. وأضاف البيان أن سليمان طلب إلى أجهزة الأمن والقضاء تكثيف تحرياتها من أجل كشف الفاعلين الذين يزرعون الخوف والرعب في نفوس اللبنانيين وإحالتهم إلى القضاء المختص. واعتبر رئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي أن التفجير «يعيد إلى الأذهان حقبات سوداء من تاريخ لبنان اعتقد اللبنانيون أنها طويت إلى غير رجعة». وأضاف «هذا الانفجار إن دل على شيء فعلى أن يد الحقد والإجرام تمضي في مخطط تفجير الأوضاع في لبنان ولا تميز بين منطقة وأخرى مما يحتم على اللبنانيين الإسراع في اللقاء من اجل الخروج من المأزق السياسي والأمني الذي تعيشه البلاد». من جهته استنكر الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة تمام سلام الانفجار، معتبرا أنه جريمة بشعة ترمي إلى زعزعة استقرار لبنان وأمن أبنائه. وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري ان «التفجير كان يهدف ايقاع الكثير من الموت والدمار لولا العناية الإلهية التي جنبتنا وقوع مجزرة في منطقة كثيفة ومكان تجاري». وأضاف «ان هدف التفجير هو الايقاع بين اللبنانيين وهو الامر الذي يستوجب الوعي والانتباه. الضاحية كانت هدفا للجريمة المنظمة والارهاب الاسرائيلي والاسلحة التي دمرت وقتلت خلال حرب يوليو حذار ثم حذار».ودان التفجير رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، ابرز قادة «قوى 14 مارس» المعارضة لدمشق وحزب الله. ودعا إلى «تحييد لبنان عن الصراعات الخارجية، وتفادي الانزلاق في حروب لن يكون مردودها على لبنان سوى المزيد من الانقسام». وأدان العديد من القوى السياسية والحزبية في لبنان هذا الانفجار، واعتبر أن الهدف منه زرع بذور الفتنة بين اللبنانيين. وقال علي مقداد النائب البرلماني عن «حزب الله» من مكان الانفجار إن عملاء يحاولون إحداث فتنة في لبنان هم المسؤولون عن الهجوم. وقالت كارول منصور التي تملك مصنعا للأحذية في المنطقة لفرانس برس «سمعت صوت انفجار ضخم، كل الناس أصيبوا بالهلع وأمكنني سماع صيحاتهم». وتابعت «هرع الموظفون إلى مكان التفجير لأن عائلاتهم تقيم في المنطقة. لا يمكنني أن اصدق كيف يمكن أحد أن يفجر سيارة في أول أيام رمضان»، في إشارة إلى بدء شهر الصوم لدى جزء من شيعة لبنان امس. وأضافت أن صاحب ملحمة في المنطقة أبلغها انه لن يقفل متجره لأن «هذا الانفجار لا يقارن بحرب 2006». وتابع أن «هذا انفجار صغير، نحن نريد ان نعيش». وقالت زينب (45 عاما) التي تقطن في شقة مقابلة لموقع الانفجار تهشم زجاجها وهي تجهش بالبكاء «نزلت لجلب وجبة افطار لابني ثم سمعت الانفجار. أريد أن أعرف هل هو على ما يرام. أريد ان اتحدث معه». وقالت امرأة في المنطقة «لم أسمع مثل هذا الانفجار منذ الثمانينيات». وقالت الحاجة علياء وهي امرأة في الخامسة والثلاثين من العمر كانت ترتدي عباءة سوداء «كنا نتوقع مثل هذه الاعتداءات من التكفيريين (المتشددون السنة) في شهر رمضان الكريم في محاولة لثنينا عن القيام بواجبنا الجهادي جنبا الى جنب مع الاخوة السوريين ولكن لا شيء يمنعنا ولا حتى آلاف التفجيرات». وقالت امرأة اخرى تدعى ام علي جابر (60 عاما) تقطن في المبنى المقابل لموقع الانفجار «كنا نتوقع من التكفيريين تنفيذ هجوم ضدنا في بداية شهر رمضان». وفي مشهد يعكس الانقسام الحاد، افاد مراسل فرانس برس عن «اطلاق نار ابتهاجا» في مدينة طرابلس، لا سيما في منطقة باب التبانة ذات الغالبية السنية والمتعاطفة مع المعارضة السورية. كما دانت فرنسا التفجير، داعية عبر المتحدث باسم وزارة خارجيتها فيليب لاليو «اللبنانيين كافة إلى العمل على تجنب أي تصعيد للعنف والحفاظ على الوحدة الوطنية»، مكررة «التزامها باستقرار لبنان ورفضها للإرهاب». كما أعربت السفيرة الأميركية في بيروت مورا كونيلي في بيان عن «عميق تعاطف الولايات المتحدة وقلقها إزاء الذين جرحوا أو قتلوا». وأكدت إدانة بلادها «بأشد العبارات لأي عنف في لبنان»، داعية جميع الأطراف إلى ممارسة الهدوء وضبط النفس واحترام امن واستقرار لبنان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©