دعوة إلى إقامة دار لرعاية المسنين في الفجيرة

طالب عدد من المواطنين من أهالي المسنين في إمارة الفجيرة، بإقامة دار لرعاية المسنين تخدم جميع المسنين وتقدم جميع الخدمات الصحية والعلاجية لهم. وأعربوا عن قلقهم على ذويهم الذين يوجدون داخل مستشفى الفجيرة والمستشفيات الأخرى في المنطقة ولا يجدون الرعاية الكاملة، ليس من إدارة المستشفى ولكن بسبب غياب الأسلوب الأمثل لرعاية هؤلاء المسنين الذين لا يتلقون خدمات سوى الخدمات الصحية فقط داخل المستشفى. وقال المواطن وليد سيف “في الواقع المستشفى لم يقصر في التعامل مع المسنين، وأنا جدي هنا منذ خمس سنوات، ولكن المشكلة ليست في الخدمات التي تقدم من قبل المستشفى، لأنها خدمات تصب في الجانب الصحي وليس الصحة هي كل الخدمات التي يحتاجها المسن وإن كانت هي الأساس بالطبع”. وقال “إن المسنين يحتاجون إلى برامج تقدم لهم، وهذه البرامج يتعذر تقديمها داخل المستشفى، ولا بد من تقديمها داخل دار للمسنين”. وقال سعيد راشد “إننا نطالب بضرورة إقامة دار للمسنين، وقد سمعنا قبل 4 سنوات إن الوزارة اعتمدت مشروع لإقامة دار للمسنين في الفجيرة، ولكن ماذا حدث بعد ذلك، لا نعلم على وجه الدقة فقد مرت سنوات أربع ولم نر المشروع على أرض الواقع”. وأضاف: نناشد المسؤولين المعنيين بضرورة التسريع في إقامة هذه الدار للعناية بآبائنا من كبار السن الذين يحتاجون منا إلى كل الرعاية والاهتمام”. أما المواطن سهيل خلفان أحمد فقال “إنني أتألم عندما أرى مسنين يطالبون بتوفير خدمة ما، ولا يتم تلبيتها لهم، وشخصياً ليس لي أحد هنا داخل المستشفى، وقد رأيت البعض يخصص آسيوياً لخدمته، وهذا بالطبع أمر يتنافى مع الاشتراطات الصحية، فمن المفروض أن يكون هناك مختص بأمور الصحة يتابع المسنين وليس خدم البيوت”. وقال “اعتقد أن دار المسنين إن وجدت فسوف توفر كل هذه الأمور لهؤلاء المسنين”. من جانبه، قال أحد العاملين في مستشفى الفجيرة ( م . ن . ح )، المسنون للأسف يعانون بسبب هجر الأهل لهم، فهناك مسنون يأتي بهم إلى المستشفى ذووهم ويتركون أرقام تليفونات وعناوين غير حقيقية، وبالتالي لا نستطيع الاستدلال على أهل المسن في حال وقوع شيء معين أو وفاة المسن نفسه، وهناك تواصل مفقود تماماً بين المسن وأهله ومعظمهم يموت دون أن يعرف أحد به. من جهته، يقول الدكتور محمد عبد الله بن سعيد مدير منطقة الفجيرة الطبية، “اتفق تماماً مع جميع الآراء التي تنادي بضرورة وجود دار للمسنين، لأن مستشفى الفجيرة أو أي مستشفى في المنطقة ليس المكان الأمثل لوجود المسنين، لا سيما هؤلاء الذين يقيمون بصفة مستمرة”. وأضاف “المسنون نوعان، مسن بحاجة إلى رعاية اجتماعية وعائلية وهؤلاء تصل نسبتهم إلى حوالي 50% من نسبة المسنين، ومسن يحتاج إلى رعاية صحية بحكم السن، خاصة أن بعض المسنين لديهم أمراض مزمنة أو أمراض نتيجة الشيخوخة”. وقال “المشكلة أن بقاء المسن داخل المستشفى أمر خاطئ ويحتاج إلى ثقافة جديدة وتوعية، لأن المسن مكانه الطبيعي يكون في دار المسنين، وعندما تكون هناك أمور ذات صلة بالصحة العامة للمسنين عليهم مراجعة المستشفى ومن ثم العودة مرة أخرى إلى الدار وهكذا”. وأضاف مدير منطقة الفجيرة الطبية أن المستشفى به قسم متخصص يعرف بقسم كبار السن، وهو خاص بالمسنين ومن بين المسنين من يراجع قسم الباطنية والجراحة والعناية المركزة وغيرها. وقال ابن سعيد: أحب أن أشير إلى أن كبار السن بحاجة ماسة إلى الرعاية الصحية المنزلية التي تتوافر أيضاً داخل دور المسنين بشكل أفضل وأرقى بكثير من أي مكان آخر. وأكد مدير المنطقة الطبية في الفجيرة ضرورة الإسراع بإقامة دار للمسنين في الفجيرة من أجل تقديم كامل الخدمات الصحية والاجتماعية والخدمات الأخرى التي يشعر معها المسن بالاهتمام الكافي، مشيراً إلى أن بقاء المسنين في مكان غير دار المسنين أمر غير مفيد لهم.