لندن (الاتحاد) - أنتجت “بي بي سي العربية” فيلماً وثائقياً بعنوان “لبنان على فوّهة البركان”، يرصد التوتر الأمني، وملامح الصراع المذهبي، نتيجة تداعيات الصراع السوري القائم بين قوات النظام والمعارضة، وإقرار “حزب الله” علانية بإرسال مقاتلين لمساندة نظام بشار الأسد.
وينقل الفيلم الذي يبث اليوم الأربعاء الساعة 19:30 بتوقيت جرينتش مشاهدات عن تعقيدات المشهد الداخلي، وفق جولة ميدانية موسعة قام بها المراسل ناهد أبو زيد في عدد من المناطق اللبنانية، مستفسرا عن أسباب وصول لبنان إلى حافة بركان النزاع الطائفي مرة أخرى بعدما اعوام من انتهاء الحرب الأهلية واتجاه اللبنانيين إلى إعادة البناء والإعمار، ويروي كيف يتهدد لبنانَ اليوم خطر جديد هو الحرب الداخلية المتأججة في الجوار السوري، والتي قد تخترق شظاياها الحدود لتغرق لبنان في أتون الفوضى مرة أخرى.
وتتضمن جولة المراسل بلدة القصير في سوريا، ليروي قصة هذه البلدة الحدودية التي تحولت من حصن للمعارضة السورية المسلحة إلى مدينة أشباح مهجورة ومدمّرة. وقد جاءت مشاركة “حزب الله” بالاقتتال بشكل علني لتزيد التبعات المذهبية في المنطقة وتكثف الارتدادات الطائفية داخل لبنان.
وروت ام كريم التي كانت بين عائلات نزحت من القصير بسبب المعارك ويعيش افرادها الآن كلاجئين ضمن حدود لبنان الشمالية قصة نزوحها بالقول: “كنا نتناول الطعام عندما بدأ الهجوم، فأنا امرأة عجوز وأعاني من آلام الظهر، حاولنا الهرب ولكن اضطر ابنائي لحملي خارج المنزل وانا أصرخ اقول: اتركوني في أرضي، اتركوني لاموت”.
واضافت “ان ابنها الأكبر عبدالكريم قاتل في القصير مع اخوين له قضى أحدهما في المعارك، وانه استبدل احترامه الذي كان يكنه لحزب الله بسبب قتاله إسرائيل بالشعور بالغدر والخيانة بعد قتال القصير، واضاف: “انه نتيجة لمستوى إنتهاكات القتل والذبح التي يرتكبها حزب الله ضدنا فلن نقف معهم مرة أخرى تحت أي ظرف كان ومادمنا على قيد الحياة”.
ويشمل الفيلم ايضا لقاءات نادرة مع مقاتلي “حزب الله”، وجولة للمراسل ايضا الى شمال لبنان وتحديدا منطقة جبل محسن ذات الأغلبية العلوية الداعمة لنظام الأسد، و”جيرانهم الاعداء” في باب التبانة ذات الأكثرية السنية والاشتباك شبه الدائم، حيث يقول الشيخ بلال المصري “إن الذي يحكم لبنان هم مناصرو النظام السوري، وهم ينتمون لبشار الأسد والإيرانيين.. هذا هو الواقع!.. المعركة أصبحت طائفية».. اسئلة وإجابات يتنازعها ارتدادات زلزال توتر مذهبي آتية من سوريا لتدفع لبنان تدريجيا نحو البركان.
عدد اليوم
