الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الإسلام كرّم المرأة ومنحها حقوقاً غير مسبوقة

الإسلام كرّم المرأة ومنحها حقوقاً غير مسبوقة
22 ديسمبر 2016 22:42
حسام محمد (القاهرة) احتفل العالم خلال الأيام القليلة الماضية باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة وتجد وسائل الإعلام الغربية في مناسبات من هذا النوع فرصة لتوجيه انتقاداتها للإسلام، حيث يزعم الكثيرون أن المرأة العربية المسلمة لا تحصل على حقوقها، وأنها تتعرض للعنف من جانب الرجل لأتفه الأسباب لينبري أصحاب النفوس الضعيفة في الغرب والشرق على حد السواء في الهجوم على الإسلام وفي كل مرة يستخدمون حجة حقوق المرأة في الإسلام كوسيلة لتشويه صورة الدين الحنيف. المرأة في الإسلام بداية تقول الدكتورة هدى عبدالحميد رئيس قسم العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر: من يهاجمون الإسلام بخصوص قضايا المرأة يظلمون أنفسهم لأن الثابت أن الإسلام كرم المرأة تكريماً لم ولن تشهده مهما مر من زمان، فالإسلام هو الشريعة الوحيدة التي أوصت الإنسان بالحنو على المرأة والعطف عليها، ووضعت لها تشريعات تحميها وتحمي مكانتها، فالشريعة حرصت على التوصية للمرأة في وقت استخفت بها كل الحضارات منذ القدم وحتى الحضارة الغربية اليوم، فالغرب على سبيل المثال استخفت بالمرأة وأهانتها على كافة المستويات في حين أوصى الإسلام بضرورة مراعاة المرأة وتحمل المتاعب عنها، فلها على زوجها مهر، ونفقة مأكل، ومسكن، وملبس، وكل مؤن الحياة، بل ونفقة الخادم وأجر الرضاعة عند الانفصال، كذلك لم يمنع الإسلام عمل المرأة كما يزعم الكثيرون، ولكن الإسلام وضع للمرأة الضوابط التي تكفل حمايتها، حيث يقول سبحانه وتعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، «سورة النحل: الآية 97»، والمرأة ونظراً لطبيعتها الجسدية والنفسية لا يمكنها المنافسة مع الرجال في جميع الأعمال، فهناك أعمال شاقة لا تستطيع تحمل العمل فيها وفي المقابل هناك أعمال تستطيع العمل والإجادة فيها بل هناك أعمال لها لا يستطيع الرجال أداءها. وتستطرد د. هدى، قائلة إن الشريعة الإسلامية هي الشريعة الوحيدة التي تتيح للمرأة المسلمة العمل، وفق أدوات عديدة لتحقيق النجاح المطلوب سواء داخل أسرتها أو خارجها ولمن يطالبون بعمل المرأة في كافة المجالات نقول لهم انظروا إلى وضعها في الغرب وكيف تدهورت مكانتها وأحوالها وأصبحت كالسلعة تباع وتشترى في حين رفع الإسلام من شأنها بشكل كبير، وحقق التوازن بين الرجل والمرأة في مناحي الحياة. عمل المرأة الدكتورة عفاف النجار العميد الأسبق لكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر تقول: من أهم الحقوق التي منحها الإسلام للمرأة حق العمل والإنتاج، ونجد أن الإسلام قد حافظ على حقها في العمل بأي نوع من الأعمال سواء كانت تجارة أو غيرها، المهم أن تحافظ على دورها التربوي مثلها في ذلك مثل الأب والأصل الشرعي هو الإباحة، ومن ذلك ما كانت تقوم به السيدة خديجة رضي الله عنها من أعمال التجارة، وكانت تبرم الصفقات مع من يقومون بالسفر نيابة عنها، فلماذا لم يمنعها الرسول عليه السلام من ذلك وقد شجع الرسول صلى الله عليه وسلم المرأة على العمل منذ فجر الإسلام والأمثلة كثيرة عن عمل الصحابيات بما لا يدع مجالاً للشك بأن عمل المرأة ليس عيباً أو حراماً ولا حتى خروجاً عن دورها الذي خلقها الله من أجله، فهذه رفيدة رضي الله عنها قد بنى لها رسول الله خيمة في المسجد لتعمل ممرضة وطبيبة، وهذه قيلة رضي الله عنها علمها الرسول أصول البيع والشراء، وهذه خالة جابر رضي الله عنهما أمرها الرسول أن تعمل في حقلها، وهذه نسيبة بنت كعب يأمرها أن تتمترس في المعركة، وهذه أم رعلة القشيرية رضي الله عنها يأمرها الرسول أن تزين النساء. وتضيف د. عفاف النجار: وعندما نتحدث عن عمل المرأة في الإسلام نعني التشريع الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وطبقه عملياً في حياته وطبقه الصحابة رضوان الله عليهم والذي يمكن تطبيقه في كل زمان ومكان، فالإسلام لا يجيز تبرج المرأة أو ظهورها في الإعلانات وهي شبه عارية ولا خلاف في أن إجماع الأمة انعقد على وجوب تستر المرأة المسلمة، والإسلام لم يشدد على ستر المرأة تضييقاً عليها، وإنما خوفاً عليها من فتنتها وافتتان غيرها بها، وكذا صوناً لعرضها وحفظاً لقداسة شخصها، وقد عملت المرأة في العهد النبوي في شتى المجالات من تجارة وطب وتعليم وحتى أنها أخذت قسطها من المشاركة في العمل العسكري. مزاعم العنف من جانبه يقول الدكتور عبدالمقصود باشا رئيس قسم التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر: إن الدين الذي منح المرأة حق العمل في مجال العلم الشرعي لا يمكن أن يحث أتباعه على العنف ضد المرأة، فالإسلام هو الدين الوحيد الذي كرم المرأة، ومنحها حق العمل كداعية حتى أننا لو عدنا بالتاريخ إلى الوراء سنرى مناظرات بين بعض السيدات وبعض الصحابة، مثل التحاور الذي دار بين السيدة أم سلمة وعمر بن الخطاب والتي كانت تحاوره وتنكر عليه وينكر عليها وكان لها صوت مسموع وعال وفي وجود الرسول صلى الله عليه وسلم وكثير من الصحابة، بل إنها كانت تشارك في الحياة السياسية وشاركت في مبايعة الرسول، وقد سجل القرآن الكريم ذلك (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ...)، «سورة الممتحنة: الآية 12»، وكان ذلك هو النص نفسه الذي بايع الرجال الرسول عليه. يضيف د. باشا: كذلك كانت المرأة تشترك في الجيوش بل وكانت تعمل مستشارة للرسول، كما حدث في صلح الحديبية وعندما جمع القرآن الكريم استودع عند امرأة، وهي السيدة حفصة بنت عمر، وظل عندها لمدة طويلة أي أن امرأة هي التي كانت مؤتمنة على أهم وثيقة في الإسلام، وهي القرآن الكريم. «واستوصوا بالنساء خيراً» تشير د. هدى عبدالحميد رئيس قسم العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، قائلة: من يقولون إن المرأة المسلمة تتعرض للعنف باسم الدين نرد عليهم هل ثبت في كل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أن اعتدى على إحدى زوجاته أو استخدم العنف ولو حتى لفظياً، فإذا كان النبي قدوتنا لم يفعل ذلك إذن، فإن الإسلام بريء من تلك التهمة، فقد حرص على المرأة وتعزيزه لمكانتها يتأكد من خلال وصية الرسول صلى الله عليه وسلم بهن في آخر لحظات حياته، حين قال: «الصلاة، الصلاة، النساء، النساء»، وكانت تلك آخر وصية من جانبه للمسلمين، وكان صلى الله عليه وسلم قد أوصى بالنساء أيضاً في خطبة الوداع «واستوصوا بالنساء خيراً»، وحين قال أيضاً «ولا يكرمهن إلا كريم ولا يهينهن إلا لئيم»، وإن المرأة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كانت تتمتع بالمساواة الكاملة في الحقوق والواجبات، كما يقول النص القرآني والذي لا يحتوي على أي تفرقة بين الرجل والمرأة والذي يقول فيه المولى عز وجل (... أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى? ...)، «سورة آل عمران: الآية 195»، ويقول أيضاً (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ...)، «سورة النساء: الآية 1»، أي أن القرآن الكريم ينص على أن الرجل والمرأة من نفس واحدة ومن عنصر واحد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©