الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تكثيف الأنشطة الأكاديمية على حساب البدنية يضر بأطفال الحضانات

تكثيف الأنشطة الأكاديمية على حساب البدنية يضر بأطفال الحضانات
20 يناير 2012
كشفت دراسة جديدة، نُشرت في العدد الأخير من مجلة “طب الأطفال”، أن عدداً من مراكز رعاية الأطفال لا توفر فرصاً كافيةً للأطفال من أجل بذل نشاط بدني أكبر بسبب وجود بعض العوائق. وأظهرت هذه الدراسة أن ثلاثة أرباع الأطفال الأميركيين المتراوحة أعمارهم بين 3 و5 سنوات مسجلون في مراكز لرعاية الأطفال، 56% منهم في الحضانات المدرسية والروضات ومراكز الرعاية اليومية. وكانت دراسات سابقة أشارت إلى أن هؤلاء الأطفال المفعمين بالطاقة والحيوية والنشاط يقضون معظم وقتهم داخل هذه المراكز ساكنين، وأنهم لا يقومون بما يكفي من الأنشطة البدنية التي تسمح لهم بتفريغ تلك الطاقة العالية من أجسامهم. وقام الباحثون، الذين أجروا هذه الدراسة، بتحليل معلومات جمعوها من تسع مجموعات شملت 49 من المدرسين والمربين العاملين في رعاية الأطفال في مدينة سينسيناتي التابعة لولاية أوهايو. وتابع الباحثون هؤلاء المدرسين والمربين وأجروا معهم 13 مقابلةً. وركزت القضايا التي نوقشت في هذه المقابلات على الأشياء التي يعتقد المربون والمدرسون أنها تحول دون نيل الطفل قسطاً كافياً من التمارين البدنية. ويمكن إيجاز العوائق التي ساقها المدرسون والمربون من خلال إجاباتهم في الخوف على الأطفال من الإصابة، وإكراهات الميزانية، والتركيز على الفعاليات الأكاديمية على حساب الأنشطة البدنية. وعلى الرغم من أن المدرسين والمربين يُقرون أن التمارين البدنية مهمة، فإنهم عبروا عن كونهم يقلقون وكذا آباء وأولياء الأمور على صحة الأطفال في أثناء لعب الأطفال وممارستهم للأنشطة البدنية. وأشاروا أيضاً إلى أن لوائح الترخيص المعمول بها في ولاية أوهايو واللوائح التوجيهية الصادرة عن السلطات صارمة إلى الحد الذي تعوق معه تبني الحضانات للأنشطة الرياضية أكثر مما تشجعه؛ فمعدات اللعب المرخصة من قبل السلطات والتي تُوصَف بأنها تُلبي معايير السلامة مملة للأطفال، وهو ما يجعلهم لا يُقبلون عليها، وإنْ فعلوا فإنهم يستخدمونها عمْداً بطرق غير آمنة بحثاً عن التغيير ومحاولةً للإبداع خلال اللعب دفعاً للملل. ولم يخف المدرسون والمربون أن مسألة عدم كفاية ميزانية هذه المراكز من بين العوائق الأساسية التي تؤثر سلباً على تكثيف الأنشطة البدنية في مراكز رعاية الأطفال والحضانات. فمعظم هذه المراكز لديها ميزانيات شحيحة، وبالتالي فإن اقتناءها معدات لعب من النوع الذي يصل سعره إلى 10 آلاف دولار يبدو لهم مهمة مستحيلة. وبما أن الآباء يعبرون عن تفضيلهم أن يقضي أبناؤهم الوقت في الأنشطة الأكاديمية مثل تعلم الأشكال والألوان، فإن الاهتمام بالنشاط البدني عادةً ما يكون في ذيل أولوياتهم واهتماماتهم. ولكن الفاعلين التربويين الذين شاركوا في الدراسة من مدرسين ومربين لهم رأي مختلف، فهم يُدركون أهمية اللعب والنشاط البدني ويعتبرونه ضرورياً باعتباره قناة تفريغ لطاقة الطفل، ولذلك قالوا صراحةً إنهم يتمنون أن يُخصص للأطفال “أنشطة بدنية داخل مراكز رعاية الأطفال تُحاكي الأنشطة الخارجية التي تُقام في الهواء الطلق”، معتبرين أن من شأن مثل هذه الأنشطة مساعدتهم ووضعهم في إطار أفضل وبيئة تعليمية وتربوية أكثر تلبيةً لحاجاتهم، وتماشياً مع مستوى تفكيرهم. ونبه الباحثون إلى أن غلبة الأنشطة الساكنة على الأنشطة الحركية والبدنية في جُل الحضانات ومراكز رعاية الأطفال يُسهم بدوره في اتساع رقعة سمنة الأطفال التي أصبحت ظاهرةً صحيةً تبعث على القلق في المجتمع الأميركي. وأوصى الباحثون في ختام الدراسة إلى ضرورة مراجعة السياسات التربوية التي تُقلل من الأنشطة البدنية وتُكثف من الأنشطة الأكاديمية، داعين إلى أن الحرص على الأطفال وحمايتهم من الإصابات لا يقتضي بالضرورة حرمانهم من أبسط حقوقهم في اللعب وممارسة أنشطة بدنية أكثر في هذه المرحلة العمرية المهمة، والتي تلعب دوراً كبيراً في تشكيل ملامح شخصياتهم. عن “لوس أنجلوس تايمز”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©