الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جلاء طاهر: حملة أكتوبر الوردية تهدف إلى توعية المجتمع بأخطار سرطان الثدي

جلاء طاهر: حملة أكتوبر الوردية تهدف إلى توعية المجتمع بأخطار سرطان الثدي
9 أكتوبر 2010 20:08
“المرض ليس عقاباً إنما اختبار علينا أن نجتازه”، تؤكد الدكتورة جلاء طاهر، اختصاصية أمومة وطفولة ورئيسة قسم الوقاية من السرطان في هيئة الصحة- أبوظبي. ورغم كثرة الدراسات التي تناولت سرطان الثدي وأسبابه، ورجحت وفق إحصائيات أسباباً تعتبر “ترجيحات وليست حتميات”، في هذا الإطار تقول طاهر، التي شغلت سابقاً منصب مديرة أولى لبرنامج سرطان الثدي في الهيئة بقسم الصحة العامة والسياسات “حتى الآن لم تعرف أسباب سرطان الثدي. وما يجعل المسألة تأخذ أبعاداً أعمق أن سرطان الثدي بات يفتك بالفتيات صغار السن”. استهداف المجتمع ارتأت “حملة أكتوبر الوردية”، التي تدعمها شركة أبوظبي للإعلام بقيادة هيئة الصحة - أبوظبي، التوجه إلى المجتمع بكل أفراده، مغايرة في طرحها عن السنوات السابقة التي استهدفت فيها المرأة بشكل خاص لاحتمالية تعرضها لسرطان الثدي، فاختارت كل أفراد المجتمع لأن المشكلة اجتماعية ولا تنحصر مفاعيلها وآثارها على المرأة وحسب. إلى ذلك، توضح طاهر “الرجال قد يصابون بسرطان الثدي ولكن النسبة ضئيلة، وحثّهم على المعرفة في كيفية الوقاية هو توعية لهم ليراقبوا هم أنفسهم، ولأفراد أسرتهم فقد تكون المرأة والدة أو شقيقة أو زوجة أو ابنة”. وتضيف “حملة أكتوبر الوردية لمكافحة سرطان الثدي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، وإن عملنا في هيئة الصحة - أبوظبي كما بالتعاون مع وسائل الإعلام التي بدأت تضطلع بدورها المسؤول حيال المجتمع، هو مجرد تكثيف لنشاطات وفعاليات في شهر تم الاتفاق عالمياً على تخصيصه للتوجه إلى العالم في مسألة سرطان الثدي، ولكن برنامجنا في الهيئة يمتد لسنة كاملة ومع كل فئات المجتمع وفي عدد كبير من المجالات”. ولا تنفى طاهر أن سرطان الثدي يعتبر شأناً خاصاً بالمرأة، وتشرح “هذه النظرة صحيحة نسبياً، إذ كان يسود في السابق هذا الاعتقاد، ومنذ أن ابتدأنا برنامج سرطان الثدي في الهيئة، أجرينا دراسات مجتمعية حول المعوقات المتعلقة في الوقاية ولماذا لا تتوجه السيدة لإجراء الفحص؟ وما هي ظروفها المجتمعية والعائلية والاقتصادية والخدمات الصحية؟ وعندما عرفنا وحدّدنا هذه المخاوف والمشاكل، ركزنا في حملاتنا على مخاطبة الجميع، وليس فقط السيدات من سن الأربعين وإلى سن الـ 69؛ فالولد والفتاة معنيان لأن المريضة قد تكون الوالدة، والرجل معني لأنها قد تكون شقيقته أو زوجته أو ابنته. من هنا استندنا إلى طبيعة المجتمع العربي حيث الرجل هو صاحب القرار في المنزل، وبالتالي له تأثير كبير على زوجته أو ابنته كي تتوجه لتجري الفحص المطلوب للثدي”. قبل الأربعين حول حالات إصابة بسرطان الثدي ظهرت لدى الفتيات في سن مبكرة في العالم العربي وغرب آسيا، تقول طاهر “سمعت عن عدد من الحالات في دول أخرى وليس فقط في الإمارات. وبشكل عام، فإن نسبة مرض سرطان الثدي في سن مبكّر عالية في الإمارات. وثمة حالة تم اكتشافها لفتاة في السادسة عشرة من عمرها، ومن المفارقات أن والدتها كانت تأتي للفحص الدوري للثدي بشكل منتظم ومستمر، ويبدو أن الفتاة لاحظت وجود كتلة فتوجهت إلى مستشفى خليفة فأخذوا عيّنة وأحالوها إلى فحص الثدي mammography، وفي العادة لا يجرى هذا الفحص قبل سن الأربعين إلا في حالات معينة تستدعي إجراءه. لذا وجهنا خطابنا أيضاً للفتيات، لأن على الطالبات الجامعيات أن يعرفن ما هي العوارض وكيفية الفحص الذاتي في المنزل”. وتقول طاهر إن “الحالات في أستراليا وكندا والقارة الأميركية، تشير إلى أن سرطان الثدي يصيب المرأة في سن متأخر، إنما في المنطقة العربية بشكل عام وحتى منطقة دول آسيا، بدأت تظهر هذه الحالة لدى من هنّ في سن مبكرة مثل الثلاثين”. وتضيف “أما عن الأسباب، فهي حتى الآن غير معروفة وثمة أسباب تعرض وتذكر في دراسات أجريت في الدول المتقدمة (مثل أميركا وبريطانيا) ولا تزال الدراسات في منطقتنا نادرة جدا. لكن هذا التغيّر لم يصب فقط الدول العربية إنما أيضاً دول غرب آسيا، وفي اعتقادي كما في وجهات نظر عدد من الخبراء، أن تغيّر نمط الحياة من قلة الرياضة والتغيير في نوعية الأكل الذي بات يشبه الدول الأجنبية، إنما نحن اتبعنا هذا النمط بسرعة، ربما أدى إلى الإصابة بهذا المرض في سن مبكرة أكثر من دول أخرى. لكني أدعو إلى إجراء دراسات مكثفة في المنطقة العربية”. الكشف المبكر تقول طاهر “ثمة إشارات إلى أمور معينة وأسباب مذكورة في الدراسات التي أجريت في الدول المتقدمة، ولكنها تبقى أسباباً ترجيحية كأن يمكن أن يكون للوراثة علاقة أو الهورمونات. والأمر الوحيد الذي يمكن القيام به، طالما أننا لا نعرف السبب ومع معرفتنا أن ثمة إصابات في سن مبكرة، هو أن ننصح بالالتزام بالفحص الدوري، بعد الأربعين كل سنة، وقبل سن الأربعين كل سنتين، مع الفحص الذاتي الدوري بعد كل دورة شهرية، وألا تتأخر المرأة أو الفتاة ولا تتكاسل إذا لاحظت أي شيء غريب والتوجه مباشرة إلى الطبيب”. وتضيف “إذا كانت المشكلة سمنة وتغير في نمط الحياة فلتبدأ السيدة بتناول الطعام الصحي وتتبع مقادير معينة وتقلل من الدهنيات وتمارس الرياضة. ليس بوسعنا إيقاف الإصابة بسرطان الثدي ولكن بوسعنا على الأقل الابتعاد عن الأشياء التي يمكن أن تسبّبه وأن نتابع الفحوص الدورية من دون أي إهمال”. وعن نسبة الإصابة في الإمارات بسرطان الثدي، تقول إن “النسبة في الإمارات هي نفسها تقريباً في السعودية والأردن وهي تقريباً 21 إلى 22 حالة لكل مائة ألف، وهي نسبة أقل إذا قارناها بالنسبة في بريطانيا وأميركا وتبلغ في الأخيرتين نحو 100 إلى 120 لكل مائة ألف. ولدى إجراء المقارنة تبدو النسبة هنا أقل، إنما نسبة الزيادة السنوية للحالات سنوياً هي المقلقة، ففي إمارة أبوظبي شخصت 160 حالة مرضية بسرطان الثدي وعلى مستوى الدولة 230 حالة كل سنة”. برنامج متكامل تشدد طاهر على أن الكشف المبكر هو العلاج التام. وتقول “في المراحل المبكرة في درجات السرطان الأولى يمكن الشفاء بنسبة 98%، إذ تصح المرأة تماماً وكأنها لم تصب. لكن عندما تتأخر الحالة أو درجة الإصابة كأن تكون في الدرجة الثالثة والورم كبير أو أنه قد انتشر إلى بقية الجسم، فحتى لو بدأت المرأة العلاج فإن نسبة الشفاء تكون أضعف. وعوض استئصال كتلة الورم نفسه، يتم استئصال الثدي بالكامل، ويمكن في المراحل الأولى أن لا تحتاج إلى العلاج الكيميائي. والعلاج الكيميائي له آثاره على المرضى ومزعج بالنسبة لهم. فكلما أبكرنا في الكشف كلما كان الوضع أفضل. لذا نحن نركز دائماً بما أنه ليس هناك أسباب حتمية للإصابة، فعلى الأقل بمقدورنا اكتشافه في مراحله الأولى وعلاجه والانتهاء منه”. وعن عمل هيئة الصحة- أبوظبي في مجال سرطان الثدي، تقول طاهر “في هيئة الصحة لدينا برنامج قائم متكامل، ولدينا الكثير من العمل في هذا المجال طوال العام من البحوث إلى التوعية على مستوى المؤسسات وعلى مستوى الأفراد إلى تدريب الأطباء والممرضات وثمة برنامج الوقاية الذي نظمناه في مايو 2009، بالإضافة إلى برامج أخرى متعددة في هذا المجال، ولكن من المعروف عالمياً أن حملات التوعية تتركز في أكتوبر إذ تم اختيار هذا الشهر لتكثيف حملات التوعية المنعقدة أساساً طيلة العام، ولكن التكثيف له أثره على الناس وخصوصا أنه يستعمل الوسائل الإعلامية للتوجه للناس”. شراكة مع الإعلام عن دور الإعلام ومسؤوليته في هذا المجال، تشير طاهر إلى أن “للإعلام دور ومسؤولية مهمة. وبوسعه إيصالنا إلى كل الفئات بمختلف الأعمار وله قنواته المتعددة مثل الإذاعة والتلفزيون والصحف والمجلات، وكل وسيلة إعلامية تستهدف فئة معينة، وإن استخدام كل الوسائل الإعلامية يعني أننا تمكّنا من الوصول إلى الجميع، أو على الأقل إلى أكبر فئة ممكنة من الناس”. وتتابع “نحن محظوظون لأن الوسائل الإعلامية هي التي تبادر للحديث عن الموضوع في حين أننا كنا سابقاً نحن من يلاحقها. وهذا يعني أن الوسائل الإعلامية اضطلعت بهذا الدور وفهمت مدى تأثيرها في هذا المجال وتحمّلت المسؤولية الاجتماعية معنا في أشياء عديدة. حالياً لدينا مع شركة أبوظبي للإعلام شراكة وتعاون في أشياء مختلفة. ولدينا أيضاً موقع خاص على الإنترنت وهو www.simplycheck.ae، يشكل نقلة نوعية حيث عن طريقه نستقبل أسئلة واستفسارات السيدات ومن خلاله يمكن للسيدة أن تحجز لفحص “الماموجرام” في العيادة التي تختارها، كما بوسعها الحصول على أية معلومة صحية تسأل عنها”. وتشير طاهر إلى أنه في أبوظبي، 16 عيادة تقدم خدمة فحص “الماموجرام”. وبالنسبة للمواطنين هو مغطى من الناحية المادية عن طريق بطاقة الثقة، وللمقيمين من غير المواطنين الإماراتيين لديهم بطاقة الضمان المعزّزة التي تخولهم للفحص المجاني في بعض العيادات. وهناك البرنامج الوطني لصحة المرأة الذي يقدم هذه الخدمة مجاناً للجميع. كما أن الهيئة وبالتعاون مع القطاع الخاص، تحاول الوصول عبر الحملة إلى خصم 50 في المائة على هذا الفحص للسيدات خلال شهري أكتوبر ونوفمبر. دعم العائلة ترى الدكتورة جلاء طاهر أن للعائلة دورا كبيرا في الإحاطة بالمريض وتقديم الدعم إليه، وتقول “من البديهي الأخذ بعين الاعتبار معنويات المرأة المصابة ووضعها النفسي، فأن تعرف بالمرض هو موضوع قد يسبب لها مشكلة وصولاً للعلاج نفسه ومراحله وفي هذا كله هي تحتاج إلى دعم العائلة والأصدقاء وحتى الزملاء في العمل. ومعروف أن للراحة النفسية تأثيرا كبيرا في الاستجابة للعلاج بشكل أكثر فعالية.. ولكن حين يفقد المرء الأمل ولا يجد من يقف إلى جانبه، تتراجع آثار العلاج”. وتضيف “أجرينا دراسة استتبعت بفيلم وثائقي عن دور العائلة والمحيط المهني. بينما وجدنا حالات مؤسفة كأن يطلق الزوج زوجته بمجرد اكتشافها الإصابة بسرطان الثدي. إن للرعاية والدعم النفسي دورا مهما جدا في العلاج”. وترى أن على الرجل ألا يخجل باللون الوردي لأنه معني أيضاً، و”دوره داعم لأمه وشقيقته وزوجته وابنته”. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الرجال معرضون أيضاً للإصابة لكن بنسبة أقل. ومعرفة الرجال بأعراض سرطان الثدي تحميه. اسأل الأخصائي ترد الدكتورة جلاء طاهر وفريق العمل في هيئة أبوظبي والأطباء المتخصصين في مستشفي توام وخليفة، على الموقع www.simplycheck.ae. وأيضاً من خلال وصلة في موقع جريدة الاتحاد ومجلة زهرة الخليج ضمن “اسأل الأخصائي”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©