الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تيمور الشرقية تبحث عن طريق «سحري» للخروج من «دوامة» الفقر المدقع

تيمور الشرقية تبحث عن طريق «سحري» للخروج من «دوامة» الفقر المدقع
7 يوليو 2012
ديلي (أ ف ب) - بعد 13 عاماً على انتهاء الاحتلال الإندونيسي، الذي قضى على ربع السكان وترك البلد في حالة من الدمار والخراب، لا تزال تيمور الشرقية التي تصوت اليوم (السبت) لتعيين نوابها، تكافح لإخراج سكانها من دوامة الفقر. وقد أدى الكفاح ضد الاستعمار البرتغالي الذي انتهى في العام 1975، ثم النزاع الناجم عن الاحتلال الإندونيسي (1975-1999) إلى نسف اقتصاد هذا البلد الصغير الواقع في جنوب شرق آسيا. وعلى الرغم من تقديم الجهات المانحة الدولية اكثر من 1,5 مليار دولار بين العامين 1999 و2011، لا يزال نحو نصف السكان البالغ عددهم 1,1 مليون نسمة يعيش تحت خط الفقر. وقد تعهد المقاتل السابق في جماعة تور ماتات راك، الذي انتخب منذ فترة وجيزة رئيساً للبلاد، بتخفيض الفقر والبطالة التي تطال 20% من السكان. وقال:”ينبغي الاستثمار في التبادلات التجارية والبنى التحتية والتعليم.. ويجب أيضاً إنشاء مراكز تنموية خارج المدن الكبيرة”. وفي العاصمة ديلي، تعكس بعض المباني الرسمية الجديدة من بينها القصر الرئاسي الذي رمم بموارد مالية من الصين، ملامح تنمية خجولة. لكن على بعد ساعة من العاصمة، يتجلى هول التحديات التي ستواجه الحكومة المقبلة المنبثقة من الانتخابات التشريعية المقررة في السابع من يوليو. ففي بلدة لاو لورا يمشي الأطفال حفاة الأقدام ويأكلون على الأرض في منازل بالية يقيمون فيها. أولاندينا جوتيريس (40 عاماً) هي أم لعائلة كبيرة تجدل أوراق شجر الموز لتبيعها مقابل مبلغ زهيد. وتقول هذه المدرسة السابقة “أعتبر أني سعيدة. فقد تم تأمين الكهرباء في منطقتنا منذ فترة وجيزة، حتى وإن كان التيار ما زال ينقطع كثيراً.. لكن تقدماً بطيئاً قد أحرز”. أما جارها ماريانو بيرييرا، فهو مزارع، شأنه في ذلك شأن 80% من فئة السكان العاملة في تيمور، ويقول “ليس من السهل تأمين القوت. فأنا لست إلا مجرد مزارع. وبالكاد يكفي عملي لتأمين الطعام لعائلتي.. والمحاصيل ليست كافية”. على الرغم من المساعدة الدولية، لا تزال الإنتاجية الزراعية في هذا البلد الأشد انخفاضاً في آسيا. وتتوقع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة ارتفاع واردات الحبوب في تيمور بنسبة 9% خلال 2012. ويقول تشارلز شاينر، من المنظمة غير الحكومية التيمورية “لاو هاموتوك”، إنه “لا بد من تعزيز القطاع الزراعي”، مضيفاً “ينبغي أن يرتكز الاقتصاد على إنتاج مواد بسيطة للاستهلاك المحلي، من قبيل المياه والشمع والسجائر. لكن للأسف، تحلم الحكومة بمنشآت تكرير تقضي على ما تبقى من الأموال المتأتية من النفط وتبقي الشعب معدوماً”. وقد أحيى اكتشاف حقل من الهيدروكربون آمال تنمية اقتصادية لم تتجل بعد على أرض الواقع وتفتح المجال أمام اعتماد مفرط على هذا القطاع، إذ أن أكثر من 90% من نفقات الدولة تدفع اليوم بفضل أموال النفط والغاز. وبالتالي، باتت تيمور الشرقية “اكثر الاقتصادات تعويلاً على الهيدروكربونات”، بحسب صندوق النقد الدولي. وقد أطلقت الحكومة خلال 2011 “خطة استراتيجية للتنمية” تهدف إلى تحسين البنى التحتية والتعليم والتدريب والنظام الصحي، فضلاً عن تخفيض سوء التغذية بحلول 2030.غير أن صندوق النقد الدولي دعا إلى الحد من الاستثمارات على المدى القصير، خشية أن تفاقم التضخم الذي يضر خصوصاً بأفقر الفقراء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©