الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ضحايا غزة.. المدنيون والسلام

ضحايا غزة.. المدنيون والسلام
27 يوليو 2014 00:07
تقول الأميرة هيا بنت الحسين: بعد أكثر من أسبوعين من القتال الدائر بين حركة «حماس» وإسرائيل، ليس ثمة شك بشأن الطرف صاحب اليد العليا في المعركة. وقد أدى مقتل أطفال فلسطينيين في الهجوم على إحدى المدارس، التي تديرها الأمم المتحدة، إلى زيادة حصيلة القتلى بين الفلسطينيين إلى أكثر من 760 شخصاً. وفي هذه الأثناء، بلغ إجمالي عدد القتلى الإسرائيليين 35 شخصاً، من بينهم عامل تايلاندي في إسرائيل. وقد كان جميع القتلى الإسرائيليين جنوداً، باستثناء ثلاثة أشخاص. بينما تقدر الأمم المتحدة أن 70 في المئة من القتلى الفلسطينيين مدنيون، من بينهم زهاء 120 طفلاً، أي ما يصل إلى 16 في المئة من إجمالي الضحايا. وقد اضطر أكثر من 140 ألف فلسطيني إلى ترك منازلهم. وقد أثبتت إسرائيل قوتها العسكرية، ولكن ما الهدف؟.. فقد أضرت أفعالها بسمعتها، وأسفرت عن شكاوى من استخدام القوة المفرطة، وانتهاكات حقوق الإنسان، وجعلت أي حديث عن السلام يبدو مضحكاً. ولن تكون نهاية اللعبة سوى استئناف لجولة أخرى من القتال، وسقوط مزيد من القتلى على الجانبين. ولا يمكن لأية دولة أن تحقق الأمن على حساب جيرانها. ولا يمكن لأي شخص في الشرق الأوسط اليوم أن يحقق السلام من خلال التفوق العسكري أو ممارسة الهيمنة على الدول المجاورة. كما أن السعي إلى تحقيق الأمن عن طريق الوسائل العسكرية وحدها يعتبر انهزامية، ولا يؤدي دائماً إلا إلى مزيد من العنف. وما نحتاجه هو سياسة أمنية فعّالة غير عسكرية، مثل إعادة بناء اقتصاد غزة، إذ يمكن للتعاون ومنع الصراع والاستثمار الاقتصادي أن يسفر عن الأمن لكافة الأطراف في المنطقة، مثلما حدث في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. ومن شأن هذه الأمور أن تحقق أمناً حقيقياً، بتكلفة أقل بكثير دون الخسائر المروعة في الأرواح البشرية التي نشاهدها اليوم، خصوصاً بين النساء والأطفال الأبرياء. العالم الافتراضي.. والاتجار بالخصوصية يقول أمبيرتو إيكو: من معرفة كلّ شيء عن أيّ شخص آخر، فإن فائض المعلومات التي نحصل عليها يؤدي إلى بلبلة وضوضاء. تكمن إحدى أكبر المشاكل التي نواجهها اليوم، والتي تُقلق الجميع افتراضياً في العدد المتزايد من المخاطر على خصوصيتنا. ببساطة، نستخدم كلمة «خصوصية» للدلالة على حقّ الجميع في إدارة أعمالهم من دون أن يعلم الآخرون بأيّ شيء عنها لا سيّما الهيئات المرتبطة بمراكز السلطة. فنحن نعطي قيمة كبيرة إلى خصوصيتنا إلى حدّ أننا أنشأنا مؤسسات وأرسينا إجراءات لحمايتها. في هذه الأيام، تدور أحاديثنا حول مدى قلقنا من قيام شخص بسرقة سجلات بطاقتنا الائتمانية ليعرف السلع التي نشتريها والفنادق التي نزلنا فيها أو المطاعم التي تناولنا العشاء فيها. لا يهمّ خوفنا من أن يكون هاتفنا خاضعاً للمراقبة من دون سبب وجيه. فقد قرعت شركة الاتصالات البريطانية «فودافون» ناقوس الخطر أخيراً، بسبب نفاذ بعض العملاء السريين في عدد من الدول إلى معلومات حول الأشخاص الذين نتصّل بهم، والمواضيع التي نتحدّث بها على الهاتف. وإذا نظرنا إلى الطريقة التي نتحدّث بها عن الخصوصية، يتبين أننا نعتبرها شيئاً مقدّساً يجب الدفاع عنه مهما كلّف الثمن، حتى لا ينتهي بنا الأمر إلى العيش في مجتمع يحكمه «الأخ الأكبر» وفق رواية «جورج أورويل»، وهو جهاز يراقب كلّ تحرك وحتى كل فكرة. ماذا وراء التقارب الصيني التايواني؟ يقول د. عبدالله المدني: الصين وتايوان بينهما ما صنع الحداد، لدرجة كان معها استخدام كلمة بكين في تايوان جريمة، وكذا استخدام كلمة تايبيه في الصين. وهذا حدث شهدته بنفسي في إحدى زياراتي خلال الثمانينيات للصين الوطنية، حينما طلبتُ من موظفة الخطوط الجوية الصينية أن تحجز لي مقعداً إلى بكين عبر هونغ كونغ، فما كان منها إلا تحذيري بعدم ارتكاب ذلك الفعل مرة أخرى لأنها طبقاً لتعبيرها جريمة لاتغتفر. غير أن علاقات الأمم والشعوب لا تستقر على حال، والأوضاع قابلة للتغيير تبعاً لضغوط العوامل الداخلية التي كثيراً ما تفرض على صناع القرار أنماطاً معينة من السياسات الخارجية. وهذا تحديداً ما حدث لعلاقات بكين مع تايبيه أو علاقات الإخوة الأعداء. فخلال السنوات الأخيرة، لوحظ وجود توجه خجول من قبل الجانبين، كل لأسبابه الخاصة للخروج من المأزق الذي نشأ عام 1949 عن انتصار القوات الشيوعية بقيادة «ماوتسي تونج» على القوات الوطنية بقيادة الماريشال «تشيانغ كاي شيك»، ولجوء الأخير إلى جزيرة فرموزا لتأسيس «جمهورية الصين الوطنية» أو تايوان. فساسة بكين كانوا يسعون إلى استعادة تايوان لتحقيق حلمهم الأكبر في إقامة الصين الكبرى بعدما ضموا التبت واستعادوا هونج كونج ومكاو. وساسة تايبيه كانوا يسعون من وراء التقارب للخروج من العزلة السياسية التي فرضت على بلادهم منذ طرد تايبيه من مجلس الأمن ومنح مقعدها الدائم لبكين، وما تلا ذلك من اعتراف معظم دول العالم بالصين الشيوعية وسحب اعترافها من الصين الوطنية. وقد تجسد ذلك التوجه الخجول في تبادل الزيارات ما بين الشخصيات الرسمية وغير الرسمية عبر مضيق تايوان، علماً بأن المبادرات الأولى جاءت من رجال الأعمال التايوانيين الذين شعروا بأن في الانفتاح على البر الصيني، وما يجري فيه من حراك اقتصادي فائدة لهم وفرصا يجب اقتناصها، طالما أن صناعاتهم وتجارتهم لم تعد قادرة، كما كانت في الماضي، على منافسة الصناعات والتجارة الصينية. مصر وغزة.. والدور الجديد حسب د. رضوان السيد، ما أشبه الليلة بالبارحة. بل إن التاريخ لا يعيد نفسه. في عام 2008-2009، كانت الحرب ناشبةً على غزة. وكان المصريون والسعوديون يعرفون أنها حرب عليهم، بقدر ما هي على الشعب الفلسطيني. وبحجة التضامُن مع غزة نهضت دولة قطر بالدعوة إلى قمة عربية طارئة «لإدانة العرب المتخاذلين والمتواطئين»، وليس لإدانة إسرائيل وحروبها المتبادلة مع الإيرانيين و«حماس». واستعان أهل القمة الطارئة حتى بنجاد وتركيا! أمّا هذه المرة- ودونما تفصيل بمن بدأ وكيف بدأت الحرب؛ فإن مصر أقبلت على طرح مبادرة لوقف إطلاق النار قبل أن تتفاقم أحداث القتل والخراب، وقبل أن تسقط تلك الأعداد الهائلة من النساء والأطفال والشيوخ. وقْف إطلاق النار، ثم التفاوض وفقاً لما جرى بعد حرب عام 2012. ووافق الجميع باستثناء «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، ومن ورائهما قطر وتركيا. والحجة أنه ما دامت الحرب قد نشبت فلن تخمد مهما سقط من شهداء، إلا برفع الحصار عن غزة، وهو المطلب المستمر منذ عام 2007، عام انفصال «حماس» بغزة عن الضفة وعن مصر. وهذا المطلبُ المحق هو مطلب حق ظاهر، لكنه يتجاهل ما جرى من تحويل لمسار القضية الفلسطينية كلها، باستقلال «حماس» بغزة، ليس عن إسرائيل المحتلة، بل عن فلسطين، وعن مصر، والمسار العربي العام. لقد استبشرنا خيراً بالإقبال الظاهر لـ«حماس» على المصالحة قبل شهور، بحيث تعود فلسطين واحدة، وتعود قضيتها قضية واحدة، هي القضية العربية الأُولى. بيد أن انطباعنا هذا ما صدقه خطاب هنية الأخير، ولا خطاب مشعل (من قطر) مساء 23/7/2014. لقد حسبنا كلام هنية خطاباً تحشيدياً لـ«الصمود والتصدي» وأنه كان ضرورياً لتقوية الروح المعنوية، مع تصاعُد الخسائر في الأرواح والعُمران. تغطية منحازة للعدوان على غزة يقول جيمس زغبي : تكاد التغطية الصحافية لهذه الحرب الوقحة على قطاع غزة لا تجدي سوى في تذكيرنا بالمشكلة الجوهرية التي مُني بها الصراع الفلسطيني الإسرائيلي منذ بدايته: وهي أن الإسرائيليين يُنظر إليهم، في الغرب، على أنهم أفراد شعب حقيقي، بينما ينظر للفلسطينيين على أنهم نكرة، ويتم التعامل معهم باحتقار وازدراء.. وفي أحسن الأحوال بشفقة ورثاء، وليسوا كشعب حقيقي يمكننا التفاعل وبناء علاقة معه. ولأن إسرائيل تعرف مدى أهمية الحفاظ على هذه المعادلة غير المتوازنة، فهي تعتمد في أية معركة على قدرتها في الهيمنة وتشكيل الرسائل والصور الإعلامية بقدر ما تعتمد على جيشها في الفوز بالمعارك. ونظراً لأن الإسرائيليين قد رعوا شركاء سمّاعين لهم في وسائل الإعلام والدوائر السياسية، فإن روايتهم للأحداث غالباً ما تحجب الواقع. ولعل تغطية محرري صحيفة «واشنطن بوست» للحرب على غزة الأسبوع الماضي، تبرز أفضل مثال على ذلك. ففي كل يوم، إضافة إلى نقل الأحداث وفق هواهم، يقدمون لنا قصصاً مؤثرة عن الإسرائيليين الذين فقدوا حياتهم أو الذين يعيشون تحت وطأة الخوف. وعلى سبيل المثال، مع بدء الإسرائيليين هجومهم البري، نشرت «واشنطن بوست» عنواناً رئيساً في الصفحة الأولى بالخط العريض يقول: «مقتل إسرائيليين اثنين في صراع غزة»، وعنوان فرعي بخط أصغر: «حصيلة القتلى تتجاوز 330 شخصاً..
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©