الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

البوح لا تكتمل شروطه إلا في اللحظات النورانية

البوح لا تكتمل شروطه إلا في اللحظات النورانية
27 يوليو 2014 00:53
محمد عبدالسميع (الشارقة) يتميز شهر رمضان في الدول الإسلامية بمسحة روحانية ومظاهر اجتماعية متميزة، ترتبط بطقوس وعادات وتقاليد يعيشها ويمارسها المجتمع بكل طوائفه. حول تأثير هذا الشهر على الإبداع والمبدعين، وهل يمكن للروحانيات أن تكون محفزا للإبداع بشكل عام ودائماً وليس في رمضان وحده؟ طرحنا السؤال على عدد من المثقفين العرب فخرجنا بالاستطلاع التالي: لحظة نوعية يقول الشاعر الإماراتي أحمد النيادي: «أجمل ما ينحفر في نفوسنا ويرسخ في ذاكرتنا هو عاداتنا وتقاليدنا وموروثاتنا الثقافية والاجتماعية التي يورثنا إياها الآباء ويتداولها الأبناء من بعدنا.  ولدولة الإمارات العربية المتحدة تراث عريق له العديد من الأشكال والصور، يظهر هذا التراث في العادات والتقاليد التي يتوارثها الأبناء جيلاً بعد جيل، ويتناقلها الخلف عن السلف بحرص واعتزاز، هذه العادات التي ارتكزت على الأخلاق الإسلامية العظيمة، والأعراف العربية الأصيلة». ويضيف الشاعر: «بالنسبة لي، فإن المناسبات الدينية تشكل مظهرا اجتماعيا إيجابيا يدل على التماسك والتكافل الاجتماعي، ولرمضان فينا حكاية جميلة وعادات لا يمكننا الاستغناء عنها، وإن كان الشعراء يتبارون في البوح بحكاياتهم حولها في مجالس رمضانية يحتشد فيها الأهل والأصدقاء ويحضر الشعراء بكامل ألقهم». ويقول الناقد عبدالفتاح صبري: الكاتب المبدع حين يكتب في أجواء رمضان تتهادى تجلياته الخاصة أو طقوسه الخاصة التي ستتماهى مع لحظة نورانية، وستكونان معا لحظة مختلفة بالتأكيد، وفي كل الحالات فان الكتابة أو الإبداع بكل صوره تتأتى ووفقا للحظة نوعية أو لمعة أو ومضة خاصة. تفاعل بشكل دائم يقول الشاعر زايد آل زايد، من قطر: إن الروحانيات وارتباطها بالكون والعقائد وحياة الإنسان، متلازمة داعبت الإبداع والفكر منذ قديم الزمان. . وباعتبارها سمة مجتمعاتنا الإسلامية تكون ملازمة لنا في كل وقت وحين وفي كل مكان. وعليه فإن الروحانيات هي من الأسس المحفزة واللازمة للإبداع في أي مكان وأي زمان فهي تتفاعل بشكل دائم في رمضان وغير رمضان مع ما خلقه البديع المبدع رب الكون ومن فيه كله  جل جلاله. وتقول الكاتبة والشاعرة الإعلامية مريم النقبي: إن الأجواء الدينية الروحانية تضفي على النفس الراحة والسكينة والطمأنينة. وهذا هو الحال بالنسبة لكل صاحب تجربة إبداعية، فالمبدع يؤثر ويتأثر بكل ما يحيط به.  ورمضان شهر العبادة والطاعة، ولكن هذا لا يمنع أن يعبر عن فرحته باستقبال الشهر الفضيل وبحلول أيامه المباركة بأبيات شعرية كما نفعل نحن الشعراء، أو لوحة فنية تعبر عن المناسبة وغيره من المجالات الإبداعية. وتقول الكاتبة عفاف الشرقي من البحرين: الجانب الروحي غير مرتبط بديانة معينة فهو يلازم كل من يؤمن بالغيب، كما أنه لا يرتبط عند المسلمين بأيام معينة بالرغم من أن مظاهر التعبد في شهر رمضان من صيام وذكر وخشوع توّلد عاطفة إيمانية متدفقة وإلهاماً خاصاً باعتباره ربيع النفوس والقلوب. مرادف للإبداع ويعتبر الشاعر خالد المويهان من الكويت أن الروحانيات تختلف من شخص إلى آخر وحسب تعود كل شخص وطقوسه ولكن بنهاية المطاف أعتقد أنها حافز لدى المبدع، حيث إن الإيمان بإبداع الشخص ينتج من إيمانه بقدرته على إتقان الكتابة، سواء كان فى رمضان أو غيره من الأشهر. وتقول الشاعرة آية الحراحشة من الأردن: الروحانيات أو (التقرب إلى الله) هو سبب رئيسي لتطهير النفس والروح، فكلما زادَ الإيمان والتعلق برب الوجود اطمأنت الروح وباتت في سلام مع نفسها، مما أدى إلى تحفيز الابداع ورغبة عارمة في اظهار طاقات الخير الخلاقة. ويعتبر الشاعر والناقد السعودي عبدالرحمن الجبرين: إن المواقف العاطفية والأخوية وأحداث الدنيا تنعش قريحة الشاعر ويتفاعل معها بالتعبير شعراً، فكذلك الروحانيات تأتي محفزة للإبداع، بل إن الصدق قد يكون أكثر تجلياً فيها. أما عبدالله بن ناصر العويد، من أدباء ا?حساء بالسعودية، ورئيس ا?قسام الثقافية في ا?دارة العامة للتربية والتعليم با?حساء، فيقول: حين نبحر في شواطئ أي نص. . شعرا كان أم نثرا؛ ?ي أديب أو كاتب مسلم. . ? بد أن تتجلى أمامنا في كتاباته الروحانيات المتعلقة بالجانب الإسلامي والإنساني من مواعظ تحث على القيم والشيم والعبادات. . وتعلق المخلوق بالخالق. . ومدى قدرته على توظيف الشهر الكريم علي جميع مستوياته الدلالية، فهو يمكنه أن يمثل المعاناة والانتظار ويمثل مفهوم القدر ويمثل تدخل الميتافيزيقا في حياتنا في حالة روحية تتخطي الطقوس الدينية المحددة لكي نصبح تجسيدا للنقاء الإنساني والتقارب الوجداني والروحاني. لوحة الواقع ويقول الشاعر السعودي راشد القناص: يشكل الواقع تخوماً متضادة في البنى المعرفية للمبدع ومن أتون تضادها تنشأ لوحة الابتكار الذهنية المدمجة بين عين الواقع والذاكرة المتخمة برفض المحرمات الدينية والثقافية والايدلوجيا فضلا عن المخزون الثقافي. ومن تلك البؤر المتوهجة تتشكل الإشراقات الإبداعية الأدبية في ثنائية التعبير والتفسير معا، لتشكل حضورا ابداعياً في رسم رمزية اللغة وحراكها الممتدة في ثلاثية الطلاقة والمرونة والأصالة التعبيرية المكللة بالإحساس المرهف وإدراك أبعاد لوحة الواقع المستلهمة في إبداعية تعبيرية تتسم بالاتساق والاختزال معاً؛ في منجز إبداعي يتسم بالجدة والابتكار، ومن هنا تشكل صورة الواقع الاستلهامية مادة ثرية لانسكاب الجمال الإبداعي عليها، في لوحة فنية تشرق من قلب المبدع الذي يسيج العالم بعقد عين شمس إبداعه الخاص؛ في تطلعاته الحالمة. وتقول الشاعرة الإماراتية عائشه عبدالله حسن: الصوم تجربة روحية عميقة أكثر منها جسدية، فهو يساعد على الرؤية بوضوح أكبر، وكذلك على استنباط الأفكار الجديدة وتركيز المشاعر. لقد أكسبتني الأعوام الرمضانية خبرة العمل في إنتاج نوعية خاصة من القصائد المرتبطة بعادات وتقاليد مجتمعنا في الإمارات. وروحانيات الشهر الكريم ساهمت في تنمية موهبتي في كتابة الألغاز الشعرية التي اعتبرها جزءاً من تراثنا الشعبي الذي ارتبط بطقوس رمضان لدى أفراد مجتمعنا. ويقول الشاعر حمود جلوي، رئيس تحرير مجلة قطوف- الكويت: إن الإبداع لا يعرف روحانيات ولا غيرها، ولكن هو نتاج المعاناة أو المواقف التي يتعرض لها الشخص المبدع والتي تنعكس على ما يقدمه من إبداع، يتجاوز فيها الوعاء الزمني الذي يعيش فيه حياته وكتابته إلى جو الكتابة نفسها. لذلك يخطئ من يعتقد أن للأجواء الروحانية تأثيراً مباشراً على ما يقوم به الإنسان من أعمال إبداعية. أما في رمضان فمن وجهة نظري أن الشياطين تصفد ويتجه الإنسان لأداء طقوسه الروحانية وتعلقه بالله يكون أكثر، لذلك نجد أن نسبة الإبداع تقل في رمضان. ويقول الكاتب والشاعر السعودي عبدالرحمن المالكي: إن الجو الروحاني الذي نعيشه في شهر رمضان فرصه لتحريك دوافع الابداع، خصوصاً عند الكتابة في موضوعات تتناسب وقدسية المناسبة وروحانيتها. ويقول د. صالح الشادي الشاعر السعودي: إن الإبداع عبارة عن نشاط فكري إنساني حر، يمكن أن يكون مع القيم أو ضدها، ولكن الإنسان يتحكم فيه. . وهو نشاط عقلي نحكم عليه بالمقاييس الدينية والفكرية. ويعتبر الشاعر والإعلامي خضران المطيري: الروحانيات جزء من عقيدتنا وإيماننا تساهم بشكل كبير في تهذيب المواهب الإبداعية وتوظيفها توظيفاً يليق بمكانة وكرامة الإنسان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©