أجمع اقتصاديون مصريون على أن تقديم الإمارات مساعدات مالية عاجلة لمصر، تبلغ ثلاثة مليارات دولار موزعة بواقع مليار دولار منحة ومليارين قرض دون فوائد، تعكس تحولاً إيجابياً في مسار العلاقات الاقتصادية الخارجية بين مصر ودول العالم، لاسيما الدول العربية في منطقة الخليج.
وكشف هؤلاء أن هذا الدعم العاجل يعكس مساندة الأشقاء في الإمارات للتحول الإيجابي الذي جرى للمسار السياسي في البلاد، وإسقاط حكم الإخوان المسلمين، الأمر الذي يشير إلى عودة العلاقات الاقتصادية بين البلدين إلى مسارها الطبيعي في المرحلة القادمة بعد فترة من الفتور تسببت فيها تصرفات سياسية غير مسؤولة وغير مقدرة للدور التاريخي الذي لعبته دولة الإمارات في مساندة مصر طوال العقود الماضية، وهي تصرفات أقدمت عليها جماعة الإخوان المسلمين دون النظر إلى المصالح القومية العليا التي تربط البلدين وحالة الود المتبادلة بين الشعبين المصري والإماراتي.
ويؤكد الدكتور سلطان أبوعلي وزير الاقتصاد الأسبق، أن مبادرة الإمارات جاءت برداً وسلاماً على قلوب المصريين ليس لقيمتها المالية، وإن كان ذلك إيجابياً، ولكن لأن المبادرة تعني عودة العلاقات إلى طبيعتها بين الدولتين، لأن ما جرى في مسار هذه العلاقات خلال العام الماضي، كان يؤلم الشعب المصري الذي كان غير راض عن تصرفات النظام الحاكم في إدارة العلاقات بالأشقاء، وبالتالي يشعر المصريون اليوم أن الإمارات حكومة وشعباً تقول لمصر إن ما جرى كان مجرد سحابة صيف وأن ما بين الدولتين أكبر وأبقى، وهذا ما أسعد الملايين من الشعب المصري.
ويشير محمد بركات، رئيس بنك مصر، إلى أن مبادرة الإمارات كانت أمراً متوقعاً ورغم حاجة الاقتصاد المصري لهذه المليارات الثلاثة في هذا التوقيت الصعب إلا أن المعنى الذي تنطوي عليه هذه المبادرة يظل هو الأكثر أهمية لدى جموع الشعب المصري الذي ظل طوال الوقت يحسن الظن بدولة الإمارات حكومة وشعباً.
وقال: نستطيع أن نلمس ذلك خلال الموقف الخاص بمحاكمة تنظيم الإخوان المسلمين في الإمارات، حيث وجدنا الرأي العام المصري يتفهم تماماً الموقف الإماراتي، بل كان هناك كثيرون من يتحدث ليدافع عن الموقف الإماراتي في هذه القضية، رغم محاولات الإخوان المسلمين استغلال هذا الموقف لإحداث وقيعة بين البلدين إلا أن هذه المحاولات لم تنجح.
ويقول المهندس سامي القريني، رئيس مجلس إدارة مجموعة إمارات هايتس في مصر:”إن الإمارات ظلت تاريخياً خير معين لمصر في أزماتها، ولنا في مواقف الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “رحمه الله” عبرة أثناء حرب أكتوبر وبعدها، وبالتالي فإن الإعلان اليوم عن هذه المبادرة الكريمة، يعكس رغبة إماراتية صادقة في الوقوف إلى جانب الشعب المصري على الرغم من أن الشعب المصري يكفيه الدعم المعنوي من جانب الإمارات، والذي تجلى في تأييد اختيار الشعب المصري يوم 30 يونيو.
وتقول الدكتورة هالة السعيد، عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة: “تلقى الشعب المصري المبادرة الإماراتية بمزيد من الود والمحبة التي يكنها للإمارات، حيث وصلت الرسالة صادقة إلى مختلف فئات الشعب الذي يعلم دائما أن الإمارات كانت ولا تزال خير سند لمصر في أزماتها.
وقالت: مبادرة المليارات الثلاثة سوف تسهم في تعزيز الاحتياطي النقدي لدى البنك المركزي المصري الذي تراجع إلى ما دون 15 ملياراً فهذا المبلغ يسهم في زيادة الاحتياطي، وبالتالي سيعزز الثقة في سوق الصرف ويتيح لمصر مزيداً من حرية الحركة، لاسيما وأن القرض البالغ ملياري دولار غير مشروط، ما يعني انه سوف يكون قرضا ميسرا ويلعب دورا في دعم ميزان المدفوعات في مصر.
وتقول الخبيرة المصرفية بسنت فهمي، إن هذه المبادرة ذات شقين الأول سياسي، ويعني الدعم الإماراتي المباشر، واحترام إرادة الشعب المصري، والثاني اقتصادي ويعني أن دول العالم لا تزال تثق في قدرة الاقتصاد المصري على التعافي السريع في المرحلة المقبلة، وبالتالي تقدم قرضاً وهي تعلم أن مصر قادرة على السداد، وأن الاقتصاد المصري بما يملكه من قدرات وإمكانات قادر على تجاوز الأزمة.
ساسة: العلاقات بين الإمارات ومصر تاريخية وأبدية
اسم زايد يتردد في ربوع مصر
محمد أنور السادات رئيس حزب “الإصلاح والتنمية” قال، إن موقف شعب الإمارات الشقيق وموقف صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، كان متوقعاً من جانب الشعب المصري الذي يعرف جيداً أن دولة الإمارات الشقيقة موقفها دائما هكذا منذ عهد المغفور له الشيخ زايد “رحمه الله” الذي كان عاشقاً لمصر وشعبها وما يزال اسمه يتردد في كل مكان في مصر لأياديه البيضاء على كل بقعة في أرض مصر مؤكداً أن العلاقات بين البلدين تاريخية وأبدية.
دعم متوقع من الأشقاء
قال عفت السادات رئيس حزب “السادات الديموقراطي” إن أول زيارة لمصر في هذه المرحلة الانتقالية الخطيرة وفي وجود رئيس دولة مؤقت كانت لابد كما هو متوقع أن تكون من جانب الأشقاء في الإمارات لأن موقف شعب الإمارات وقيادته من مصر لا يحتاج تفسير لأنه الموقف الدائم حتى عندما كانت مصر محتلة من الإخوان كان شعب الإمارات يشعر بمعاناة شقيقه شعب مصر تحت هذا الاحتلال الذي بدد الاحتياطي النقدي الأجنبي.
موقف نبيل من قادة الإمارات
قال ناجي الشهابي رئيس حزب “الجيل”: كنا دائما في مجلس الشورى نؤكد على عمق العلاقات بين مصر والإمارات الشقيقة ووقفنا بكل قوة ضد محاولات البعض تشويهها لأغراض في انفسهم الضعيفة، ونعلم جيدا أن عصام العريان ممثل الإخوان في مجلس الشورى كان يهاجم الإمارات ووقفنا بكل حسم نقول له مكانك فإن الإمارات كانت دوما إلى جانب شعب مصر، وهذا الموقف النبيل من قادة الإمارات ووجود هذا الوفد رفيع المستوى في أول زيارة لمصر لتهنئة الرئيس المؤقت وتقديم هذا العون والكريم ليس مستبعدا وكل شعب مصر يحمل حبا كبيرا لشعب، وقيادتها الرشيدة.
مصر عادت إلى الأشقاء
محمد أبوالعينين رئيس الهيئة البرلمانية لحزب “الوفد”قال إن زيارة وفد إماراتي رفيع المستوى لمصر أمس امتداد طبيعي لدور الإمارات الرائد في دعم الشعب المصري، والذي لا يمكن أن تؤثر عليه كلمات طائشة لأشخاص كانوا يحتلون مصر ويغتصبون السلطة لأسباب نعرفها جميعا ليست لصالح الوطن، وإنما كانت لصالح الجماعة المغتصبة للحكم في مصر والآن زالت الغمة وعادت مصر إلى حضن الأشقاء في الإمارات.
دور رائد للإمارات عربياً
الدكتور سعد الدين إبراهيم، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأميركية ومدير مركز ابن خلدون للدراسات، قال إن الإمارات دولة عربية شقيقة، ولديها دور رائد في السياسة العربية، مشيراً إلى أن الرئيس المعزول لم يدرك جيداً أهمية العلاقات البينية بين البلدين الشقيقين، وتورط في ملاسنات وحسابات سياسية ضيقة.
الإمارات تساند مصر ضد الطائفية
مصطفى الجندي، أحد مؤسسي حزب “الدستور” ثمن المبادرة الإماراتية، واعتبرها دليلا على عمق العلاقات بين الشعبين الإماراتي والمصري، وقال، إن دولة الإمارات الشقيقة تساند الشعب المصري وثورته ونضاله ضد الأنظمة الطائفية التي لا تعترف بالحريات ولا بالديمقراطية وتتبنى الخطاب المتطرف والإرهابي، . أما المهندس محمد سامي، رئيس حزب “الكرامة” قال إن العلاقات بين الشعبين المصري والإماراتي تاريخية وأبدية والدعم الذي تقدمه الإمارات تأكيد لعمق هذه العلاقات، مضيفا أن الشعب المصري كان يتألم من حالة الفتور التي تسبب فيها النظام الإخواني وأدت إلى تباعد في المواقف والعلاقات بين البلدين.
عدد اليوم
