الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الكاتب والسجن» ملف العدد 50 من مجلة «بانيبال»

«الكاتب والسجن» ملف العدد 50 من مجلة «بانيبال»
27 يوليو 2014 00:40
صدر العدد الجديد، من مجلة «بانيبال»، وهو يحمل الرقم 50. وجاءت المقدمة التي كتبتها الناشرة مارغريت أوبانك لتؤكد فيها أنها «عندما كتبتُ افتتاحيّة العدد الأوّل للمجلّة في العام 1998، لم أكن أتخيّل أبداً أنّي سأحتفل بعد مرور سبعة عشر عاماً بصدور العدد 50 للمجلّة. لقد تمّ إنجاز هذا العملِ الضّخمِ المكوّنِ من خمسينَ عدداً بجهود طاقمٍ متفانٍ صغير، يسندهُ حشدٌ لامع من المترجمين، والمحرّرين المساهمين والمستشارين، والنقّاد الأدبيّين والكتاب. وأضافت في كلمتها المسهبة: يختلفُ وضع عالَم الأدب العربي اليوم اختلافاً شاسعاً عمّا كان عليه عندما بدأنا، وكذلك عالم الترجمة الأدبية إلى الإنجليزيّة قد تحوّل أيضاً. المزيد من الناشرين يقومون بنَشر العديد من الأعمال الأدبية العربية المترجمة، لكن هذا لا يعني أن مهمّة بانيبال قد أُنجزت، بل الأمر على العكس من ذلك. وأكدت أن دور نشر الكتب تمتلك معايير وأفكاراً وبرامج وتوقعات تجاريّة وميزانيات خاصّة بها، فهي تبحث عن كتاب يحقق نجاحاً تجارياً، يكون من أكثر الكتب مبيعاً، مع اهتمام بما هو آني ليجتذب القراء، كما أنهم يفضلون، الكتّاب العرب الّذين يتحدّثون اللغة الإنجليزية ، أو حتى يكتبون بها، بينما تعتبر المجلة شاهداً ومتابعاً للمشهد الأدبي الحيّ في العالم العربي، إذ تقوم المجلة بترجمة الأعمال العربية المنشورة حديثاً في كافة البلدان العربية، لنقدّم للعالَم الناطق بالانجليزيّة ثراءً وتنوعًا غير منقطعين في المشهد الأدبيّ العربيّ الراهن. «العدد 50» افتتح بقصائد للشاعر الكرديّ السوريّ الشاب الموهوب مروان علي من ديوانه «غريب، لا شيء عنكِ في الويكيليكس»، يليه مقطع طويل من رواية رشيد بوجدرة الجديدة «ربيع»، وهي تصفية حساب أدبيّة حازمة لا هوادة فيها مع ما يسمى «الربيع العربي»، هناك مقالتان بارزتان: الأولى، شهادة أدبية للكاتبة الفلسطينية حزامة حبايب، عن قراءاتها الأولى، وكيف أنها صارت كاتبة، والأدباء الذين تأثرت بهم. والمقالة الثانية، مقالة عن وضع الأدب العربي المترجم الى اللغة الصينية، كتبها لنا المترجم والمستعرب الصيني شوي تشينج قوه. وفي باب مراجعات الكتب، تكتب منى زكي عن روايتي «مطر حزيران» للكاتب اللبناني جبور الدويهي، و«بيت الديب» للكاتب المصري عزت القمحاوي، بينما يكتب بول ستاركي عن رواية «القوس والفراشة» للكاتب المغربي محمد الأشعري، وأخيراً يكتب الكاتب الباكستاني المعروف عامر حسين عن رواية اللبنانية ايمان حميدان «حيوات أخرى»، ولابد من الإشارة الى أن لوحة الغلاف، هي تفصيل من عمل للفنان العراقي المقيم في نيويورك أحمد السوداني. الملف الخاص كان حول «الكاتب والسجن» في إطار شهادات لتسعة كتّاب: كاتبان ليبيّان، كلاهما اعتُقل على يد نظام القذافي في الحادثة الشنيعة التي جرى فيها تطويق واعتقال مجموعة من الصحفيين وحبسهم لمدة عشر سنوات، بين الأعوام 1978 1988، هما جمعة بوكليب وأحمد الفيتوري، وشهادتين لكاتبين عراقيبن تكشفان عن إجراءات مختلفة تمامًا للاعتقال منذ السّتينيات وحتّى فترة السبعينيات: سعود قبيلات وهاشم غرايبة، وهما كاتبان من الأردن، اعتُقلا في أواخر السبعينيات بسبب آرائهما السياسية. ويتأمل الكاتبان المصريان شريف حتاتة وصنع الله ابراهيم، فترة اعتقالهما، إضافة الى الكاتب والصحفي الفلسطيني أسامة العيسة على يد السلطات الاسرائيلية. وإختتم هذا العدد بمقالة للكاتبة أوليفيا سنايجي حول كتاب «القوقعة»، وهذا الكتاب شهادة حارقة للكاتب السوريّ مصطفى خليفة عن السنوات التي أمضاها في سجن «تدمر». العدد 50 لمجلة «بانيبال»، المزدحم بهذه النصوص المحرّضة على التفكير لكتّاب من الجزائر ومصر والعراق والأردن وليبيا وفلسطين وسوريا، والذين لم يتوقفوا يوما عن الدفاع عن الحق في حرية التعبير والتسامح والعدالة الاجتماعية، يوفر رايةً أدبيّة ناجعة، تذكّرنا بأنّه مهما طال التخفي وراء الأقنعة، فإن الكفاح سوف يتواصل اليوم. (الاتحاد ـ أبوظبي)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©