الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«سنة أولى» ترصد رمزياً الحرية التي خيبت الآمال العربية

«سنة أولى» ترصد رمزياً الحرية التي خيبت الآمال العربية
10 يوليو 2013 00:15
سلمان كاصد (الاتحاد)- في مسرحيته “سنة أولى” اعتمد المخرج والمؤلف المسرحي صالح كرامة العامري ثيمة مخفية في تلابيب النص، أراد منها أن يؤشر أو يومئ إلى ما يحصل في العالم العربي، مما يسمى بـ “الربيع العربي”، ولكن بطريقته الخاصة، التي يطمس فيها الرمز إلى أعماق بنية النص المؤلف، بالاعتماد على البديل النصي والحكائي، مما يستدعي المتلقي لكي يبذل جهداً في اكتشاف مغزى العمل، وذلك ما حصل فعلًا في مسرحيته، حيث تناولت الموضوع بأسلوب فني مبتكر وبرموز كبرى. المسرحية استضافها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي، مساء أمس الاول في مقره بالمسرح الوطني، وهي لفرقة مسرح أبوظبي، ومن تأليف واخراج صالح كرامة العامري، ومن بطولة زينب عبدالل،ه ومحمد العيدروس، ومحمد عبدالرزاق، وخليفة الكلماني، وعدد من الوجوه الشابة الجديدة. أراد صالح كرامة من خلال المسرحية أن يوصل أفكاره التي تتناول الحرية بمعناها المتداول الآن والتي خيبت الامال العربية، ولهذا جاء عنوانه “سنة أولى” ليكون معبرا او جزءا من بناء شخصية “تعيب” الذي ما زال في سنته الاولى في التعرف إلى مفهوم وثقافة الحرية. يقوم محمد عبدالرزاق بدور الأب “أبوتعيب” ويقوم الفنان خليفة الحكماني بدور ابنه “تعيب” ويؤديان دورهما في تمثل الصراع حول الثروة التي يمتلكها الأب. قسمت المسرحية إلى مشاهد يطرح كل منها فكرة معينة، في اطار من الروح الفلسفية العميقة التي ينهض بها نص صالح كرامة، وكما يبدو ان ذلك جزء من تركيبة افكار كرامة في مشروعه المسرحي في اغلب كتاباته التي لا يترك العمل الفني وحيدا مع الحكاية المشوقة بل يخلطها بالفكرة الفلسفية. يبدأ الصراع عندما يقرر الأب الثري الزواج من “سماح” وتقوم بدورها الفنانة زينب عبدالله، فيحاصره ولده “متعب” مع ابن عمه ويقوم بدوره الفنان محمد العيدروس، مع مجموعة من الشبان اصحاب السلوك السلبي والذين يحتجزون “سماح” ويقايضون الأب بوتعيب في حالة أراد الزواج بها، لهذا عليه أن يتنازل عن ثروته، فيسأل “بوتعيب” “سماح” إن كانت تقبل الزواج به، إن تنازل عن الثروة فتجيبه بالقبول. يوقع الرجل تنازلا عن ثروته، فيحتفل الشبان القادمون على دراجات نارية بنجاح انجازهم، ومن بين صراخهم، يعلو صوت إحداهن والتي تقوم بدورها أيضا زينب عبدالله، وتقول إنها وعلى الرغم من الحرية التي عاشتها إلا أنها تتوق للزواج والعيش كأي فتاة تحلم بالأمومة، في دلالة من المؤلف على وهم ما قد يعيشه البعض. وسط هذا الضجيج والاعترافات يعلن “تعيب” عن رغبته بأن يسقط القمر، ويركض الجميع معه مؤيدين للفكرة. ليتجمع الكل في مشهد أخير حيث الأب وزوجته، والشبان باستثناء متعب الذي قال صديقه بأنه مات وهو ينفذ مشروعه الخيالي. يبدو ان صالح كرامة يختم نصه المسرحي بتغليب فكرة الحكمة التي يضطلع بها الخبيرون، وهذا ما جعله يقوم خلال المسرحية بدور “مصبح” صديق “أبو تعيب” والذي يتناول في حديثه معه ذكريات رحلة الصيد وصوت البحر ومعاناتهم. في وسط البحر. تعتبر “سنة أولى” تجربة مميزة بالنسبة لفريق العمل الشاب لانها قدمت لهم خبرة مضافة في تناول موضوع مهم وتأليف أهم، وكما يبدو ان العمل انجز بشكل مكثف على البروفات خلال زمن قصير، وبنقص الممثلين، ولهذا قام بعض الممثلين بدورين خلال المسرحية. وسبق ان عرضت مسرحية “سنة أولى” قبل أيام بالمركز الثقافي التابع لوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، ويسجل لمسيرة مسرح أبوظبي الطويلة انه دائب التركيز على الزج بوجوه جديدة للعمل في المسرح، وذلك ايمانا منه باستقطاب المواهب الشابة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©