بغداد - حمزة مصطفى:
استمرت الاشتباكات في مدينة الاعظمية ذات الغالبية السنية شمالي بغداد لليوم الثالث على التوالي أمس بين الأهالي ومسلحين يرتدون زي الشرطة ورجال الحرس الوطني· وأبلغ شهود عيان من سكان المنطقة والمناطق المتاخمة لها ''الاتحاد'' في بغداد ان هناك عمليات قصف متبادل بين المسلحين الذين تسندهم أحيانا القوات الامريكية وبين الأهالي الذين يتحصنون داخل المنازل للرد على أي هجوم محتمل أو يجوبون الشوارع والازقة فيما ينتشر العشرات منهم بالقرب من جامع الامام ابي حنيفة النعمان خشية تعرضه للقصف· وطالب ديوان الوقف السني القوات الحكومية والاميركية بحماية الجامع كونه أهم مرقد سني في بغداد ينطوي على رمزية عالية·
وعلى الصعيد السياسي، فاجأت حركة مؤتمر رفض الانتخابات المزورة ''مرام'' التي شكلتها الأحزاب السياسية المعارضة بقيادة رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي عقب الانتخابات الاخيرة، الوسط السياسي العراقي بطرحها مشروعا للمصالحة الوطنية يستند على مبادئ تناقض الى حد كبير مبادرة رئيس الحكومة نوري المالكي· وفيما يقترح المالكي التفاوض مع الجماعات المسلحة شريطة موافقتها على نزع سلاحها، تدعو المبادرة البديلة إلى اجراء حوار غير مشروط مع الجميع· ويتوقع المراقبون السياسيون في بغداد أنها ستثير ردود فعل سياسية قوية وأن تبادر قوى رئيسية في البرلمان العراقي الى رفضها في مقدمتها كتلة ''الائتلاف العراقي الموحد'' الشيعي برئاسة عبد العزيز الحكيم، حيث ترى فيها مقدمة لانقلاب عسكري يعيد الأمور الى ما قبل اسقاط نظام صدام حسين· ويتهم ''الائتلاف'' علاوي بالتنسيق مع ''بعثييين'' سابقين من اجل اسقاط حكومة المالكي وتشكيل حكومة ''إنقاذ وطني''·
عدد اليوم
