الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«زلة عمر» تقدم معالجة جديدة لهموم اجتماعية

«زلة عمر» تقدم معالجة جديدة لهموم اجتماعية
9 أكتوبر 2010 21:06
المخدرات والقتل والاغتصاب، ثلاثية تمثل الثيمات الأساسية في مسرحية “زلة عمر”، التي يقدمها المخرج سالم العيان عن نص حميد فارس، وهو عرض يمثل المشاركة الأولى من مسرح أم القيوين الوطني، ضمن عروض مهرجان دبي لمسرح الشباب المقام حاليا على خشبة ندوة الثقافة والعلوم في دبي. ثلاثة مساجين وسجان يعيشون علاقات بمستويات متعددة، وعلى قدر كبير من الواقعية، سواء على مستوى الطرح المتعلق بالنص وما يحمل من رسائل، أو على صعيد الطرح الفني المتمثل في العناصر الفنية من ديكور وملابس وإضاءة وموسيقى، فهي شديدة الواقعية في حواراتها كما في أدائها كله. سجين المخدرات له مقولته واعترافاته، والسجين الذي اغتصب طفلة في السادسة من عمرها وقتلها، له ما يبوح به، وكذلك الأمر في ما يتعلق بمن قتل زوجة والده بسبب شعوره العارم بظلمها له، هم في زنزانة يستعرضون همومهم ومشاكلهم، فنكاد لا نعرف إن كانوا ضحايا أم مجرمين فعلا؟. “زلة” لكل واحد من الشخصيات الثلاث تضعه في السجن، أمام سجان متساهل يفتح الباب للتعبير والتواصل مع الخارج، لكنهم يعيشون ضغط السجن وتدخلات السجان، فنتعرف من خلال البوح على تفاصيل حياة كل منهم، وهي تفاصيل تقود إلى ما يبرر الجريمة التي ارتكبها كل منهم، حيث أن المؤلف يقرأ الحالة النفسانية لكل من شخصياته، ويبرع في رسم ملامحه، وهو الذي سبق وقدم لنا نص مسرحية “العاصفة” التي كانت من أبرز عروض هذا المهرجان، وتختلف اختلافا كليا عن هذا النص. نحن هنا في “زلة عمر” أمام معالجة جديدة لهموم اجتماعية تؤرق الجميع، ورغم اتكاء العرض على المادة الخبرية واعتمادها أساسا للنص، إلا أن العمل يذهب بعيدا عن الخبر لمعالجة القضايا المطروحة بتعمق أكبر، وبما يعادل الشعور الاجتماعي بالقضية وخطورتها، فالموضوع كما جاء في الحوارات تفصح عن قلق كبير تجاه التفاصيل التي يتناولها العرض. نص واقعي تماما، لكن اقتراحات المخرج تأخذ العرض في اتجاهات تقنية تحاول منحه بعض الجماليات، خصوصا على مستوى الإضاءة، ومحاولة فتح الخشبة المسرحية على الصالة والجمهور من خلال الإضاءة. ثمة إيقاع متوازن بين النص والإخراج، فواقعية النص توازيها واقعية في المقترحات الإخراجية رغم ما يبدو من محاولات الخروج على الواقع في الإخراج، خصوصا على مستوى الفصل والتواصل بين السجين والسجان. أداء الممثلين كان مقنعا بصورة جيدة، وخصوصا الممثل حسين سعيد، وهو ما أشار إليه عبد الله صالح في ندوة مناقشة العرض، حيث تحدث عن بروز هذا الممثل وهو ابن الفنان سعيد سالم، ويبشر بمستقبل واعد. وفي الندوة التطبيقية جرى الحديث عن اعتماد الأخبار الصحافية كمادة للعرض، فقال الفنان المخرج أحمد الأنصاري إن هذه الأخبار تشكل مادة درامية استغلها الكاتب بصورة اخراجية، وقام بتحويلها إلى عمل درامي لكونها تمثل هموما اجتماعية تؤرق المجتمع كله، وقد تناولها المخرج برؤية فنية متميزة. الختام يقام في الثامنة من مساء اليوم بمقر ندوة الثقافة والعلوم بدبي حفل ختام الدورة الرابعة من مهرجان دبي لمسرح الشباب، حيث سيتم الاعلان عن الفرق الفائزة بجوائز المهرجان المختلفة وتكريم الفنانة موزة المزروعي كشخصية العام في هذا المهرجان.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©