الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

السيارات الفاخرة أقل فعالية في استهلاك الوقود

18 يوليو 2006 00:47
إعداد - عدنان عضيمة: الفعالية في حرق الوقود تعني ببساطة قطع مسافات أطول بكميات أقل من الوقود· وأصبح هذا المقياس مهماً جداً الآن بسبب غلاء الوقود وتصاعد الحملات التي يقودها البيئيون لتخفيض انطلاق الغازات الملوثة للبيئة نتيجة حرق الوقود البترولي وعزم حكومات الدول المتطورة على إصدار القوانين والتشريعات الصارمة لمنع ترخيص السيارات التي لا تستجيب لشروط الصداقة مع البيئة· وعمدت مجلة (فوربس) مؤخراً إلى إجراء دراسة إحصائية لأقل السيارات فعالية في حرق الوقود اتضح منها أنها بشكل عام هي الأكثر فخامة والأغلى سعراً على الإطلاق· وقد تكون أسباب هذه الظاهرة واضحة كل الوضوح؛ وذلك لأن صنّاع هذا النوع من السيارات يضعون في اعتبارهم أن الشريحة الاجتماعية التي تشتري هذا النوع من السيارات لا يهمها مقدار ما تستهلكه من الوقود بالإضافة لكونها مصنوعة حتى تحقق أعلى قوة دفع ممكنة بغض النظر عن كفاءتها في حرق الوقود المستهلك· ومصطلح عدم الكفاءة في حرق الوقود يعني أن السيارة تستهلك من الطاقة أكثر من حاجتها الحقيقية لقطع مسافة معينة، وهو يعني أيضاً أن هناك ضياعاً أو تبديداً لا لزوم له في الطاقة· ولا يقتصر الأمر هنا على مجرّد تبديد الطاقة، بل إن المشكلة الأكبر تكمن في أن هذا التبديد يترافق مع إطلاق المزيد من الغازات الضارة في الجو· وتضمنت قائمة أقل السيارات فعالية في حرق الوقود كلاً من: فيراري ولامبورجيني، ومايباخ التي تنتجها مجموعة ديملر كرايسلر)، وبوجاتي، وسبايكير؛ وكلها تباع في الدول الأكثر تشدداً في مسألة الحفاظ على البيئة· وأثبتت الدراسة أن (بوجاتي فيرون 16,4) التي يبلغ ثمنها 1,2 مليون دولار، والكوبيه ذات البابين (لامبورجيني مورشييلاجو) هما السيارتان الأقل فعالية على الإطلاق في حرق الوقود من بين كل السيارات الفاخرة التي تصنع في العالم· ولا شك أن أولئك الذين يحبّون تذوّق طعم الركوب في إحدى سيارات الرولز-رويس الصالون الفاخرة، أو الذين لا يترددون في إخراج دفتر الشيكات من جيبهم عند رؤيتها ليسجلوا فيه الكثير من الأرقام لشرائها أو أولئك الذين يحلمون باقتناء إحدى طرز الفيراري الآسرة الجديدة لن يهمهم على الإطلاق ما تستهلكه أو تبدّده من الوقود حتى في هذه الأوقات التي يشهد فيها العالم ارتفاعاً استثنائياً في أسعار النفط ومشتقاته؛ كما أنهم من دون شك لا يأبهون لكل ما يقال عن هذه السيارات من أن خزانات وقودها الملأى سرعان ما تفرغ بعد قطع مسافات قصيرة· وتشير الدراسة أيضاً إلى أن ظاهرة تبديد الطاقة تمتد أيضاً حتى إلى سيارات متوسطة الفخامة وشائعة الاستخدام مثل سيارة الاستخدامات الرياضية التي تصنعها فورد تحت علامة (لاند روفر إل آر3) التي يبلغ ثمن نسخة الأساس منها 39 ألف دولار؛ والشيء ذاته يقال عن البيك آب الفورد (لينكولن مارك إل تي) الذي يبدأ سعره من 40 ألف دولار· ومما يعزز من قيمة هذه الدراسة ويسبغ على نتائجها ميزة الدقة والوضوح، أن الخبراء الذين أنجزوها لم يلجأوا فيها إلى تجارب تحديد استهلاك الوقود داخل المدن أو في الطرق السريعة بل عمدوا إلى تصنيف السيارات الأقل فعالية في حرق الوقود من خلال البيانات المتوفرة لدى الوكالة الأميركية لحماية البيئة والتي تتعلق بالتكاليف السنوية للوقود التي تصرف على كل واحدة من السيارات؛ وهذا المقياس أفضل بكثير وينطوي على دقة أكبر· وتراوحت التكاليف السنوية لملء خزانات الوقود في السيارات المدروسة بين 2627 دولاراً و4725 دولاراً فيما تراوحت أسعار السيارات ذاتها بين أكثر من مليون دولار لـ (لبوجاتي فيرون) و40 ألف دولار لـ (لاند روفر إل آر3)· الجدير بالذكر أن الدراسة اسقطت من هذا التصنيف كل السيارات الفاخرة والمتوسطة التي لم يتم إدراجها في قائمة وكالة حماية البيئة· وكثيراً ما يفضّل صنّاع السيارات نشر الأرقام المتعلقة باقتصاديات استهلاك الوقود في سياراتهم إلا أن هذه الأرقام كثيراً ما يتم توجيهها للاستهلاك الصحفي وليس لإظهار الحقيقة، ولهذا فإن من غير الحكمة الأخذ بها في مثل هذه الدراسة الاقتصادية الجادة· وينصح التقرير مشتري السيارات بجمع معلومات متكاملة حول تكاليف استهلاك الوقود في السيارات التي يفكرون بشرائها لأن الأنواع المختلفة من طراز معين قد تتباين بشكل كبير عن بعضها البعض من حيث تكاليف استهلاك الوقود· ومن ذلك مثلاً أن هناك اختلافاً كبيراً في تكاليف استهلاك الوقود بين الأنواع المختلفة للطراز (إي-كلاس) من سيارة مرسيدس وذلك بحسب الطراز ذاته وما إذا كانت السيارة هي من فئة السيدان أو الويجون أو ذات دفع خلفي أم رباعي للعجلات أو ما إذا كان محركها كبيراً أو صغيراً· ويعترف الخبراء الذين أسهموا في إنجاز هذه الدراسة أنهم أصيبوا أيضاً بالحيرة والارتباك عندما حاولوا تصنيف بعض السيارات من حيث الفئة، وما إذا كانت تنتمي إلى السيارات الفاخرة أم لا· وبالطبع، لا يمكن لأحد أن يضع أية حدود فاصلة بين السيارات الفاخرة وغير الفاخرة، والأمر هنا أشبه بافتراض مبلغ محدد من المال يفصل بين الأغنياء والفقراء·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©