تراجع مبيعات الأسمنت إلى 35 ألف طن يومياً الشهر الجاري

تراجعت مبيعات الأسمنت بالسوق المحلية إلى متوسط 35 ألف طن يوميا خلال شهر أكتوبر الجاري، مقابل متوسط 45 ألف طن خلال نفس الفترة من العام الماضي، ونحو 70 ألف طن يوميا قبل نحو العامين، بحسب مسؤولين بمصانع الأسمنت العاملة بالدولة. وأظهرت إحصاءات المصانع المحلية العاملة بالدولة، تراجع مبيعات 16 مصنع أسمنت محلياً بنسبة 15% إلى 850 ألف طن خلال شهر سبتمبر المنصرم، مقابل نحو مليون طن خلال شهر مايو الماضي. وقال مسؤولون بمصانع الأسمنت إن المبيعات واصلت تراجعها بداية من شهر يوليو الماضي، والذي بلغت نحو 950 ألف طن، ثم 900 ألف طن في أغسطس، إلا أنهم توقعوا معاودة التحسن التدريجي في مبيعات شهر أكتوبر لتصل إلى 910 آلاف طن، استنادا إلى متوسط التداول اليومي الحالي والبالغ نحو 35 ألف طن يوميا. وأشار مقاولون إلى استقرار أسعار الأسمنت بالسوق المحلية على نفس معدلاتها المنخفضة، فيما تراجعت أسعار بعض أنواع الأسمنت لتصل إلى 10 دراهم للكيس، ونحو 175 إلى 185 درهماً للطن السائب. واستبعد مراقبون حدوث مزيد من التراجع في الأسعار نتيجة تراجع المبيعات والطلب، مؤكدين أن الأسعار وصلت لمستويات متدنية جدا، يصعب تجاوزها، لاسيما بعدما شهدت الأشهر الأولى من العام الماضي اشتعال المضاربات بين المصانع لخفض الأسعار بهدف جذب العملاء. وتوقع هؤلاء حدوث تحسن طفيف بالطلب خلال الفترة المقبلة، لاسيما بعد انتهاء فترة الصيف التي تشهد تباطؤاً اعتيادياً في نشاط البناء، فضلا عن شهر رمضان حيث تنخفض عدد ساعات العمل بالقطاع. وكانت فترة الطفرة العقارية خلال عام 2008 قد أدت لارتفاع ملحوظ بأسعار الأسمنت ليصل سعر الكيس بالسوق السوداء لأكثر من 30 درهما، ما دفع وزارة الاقتصاد للتدخل أكثر من مرة لضبط السوق وتحديد الأسعار. ووقعت وزارة الاقتصاد اتفاقاً مع منتجي الأسمنت خلال شهر مايو من العام الماضي، يقضي بتخفيض سعر كيس الأسمنت زنة 50 كيلوجراماً من 16 إلى 14 درهما، على أن تباع العبوة نفسها للمستهلك بسعر 16 درهماً بدلا من 18 درهما، “الطن يساوي 20 كيسا”. منحنى الأسعار وقال إلياس عبده رئيس مجلس إدارة شركة ويبكو للمقاولات إن أسعار الأسمنت مستقرة بالسوق المحلية على نفس معدلاتها المنخفضة والتي تتراوح بين 11 و 14 درهما للكيس حسب الإمارة، وسط ميل منحنى الأسعار للتراجع طوال الأشهر الماضية. وذكر عبده أن الفترة الحالية بدأت تشهد تحسناً طفيفاً في نشاط المقاولات مقارنة بأشهر الصيف، إلا أنه استبعد أي تأثير لذلك على أسعار الأسمنت، موضحا أن ظروف السوق لا تسمح بأي زيادة في أسعار مواد البناء. وأوضح عبده أن شركات المقاولات ظلت تترقب حدوث زيادة في أسعار الأسمنت عقب ارتفاع أسعار الديزل خلال أشهر الصيف، إلا أن تراجع الطلب حال دون إمكانية استغلال ارتفاع الوقود في زيادة أسعار الأسمنت. وكانت شركة بترول أبوظبي الوطنية للتوزيع “أدنوك للتوزيع” قد قررت قبل نحو الشهرين رفع سعر الديزل 25 فلسا للتر الواحد في جميع محطاتها ليصبح 2,35 درهم للتر، كما قررت شركات توزيع المنتجات البترولية في الدولة رفع أسعار ليتر البنزين بأنواعه المختلفة 20 فلسا في جميع محطات الوقود بالدولة. طفرة عقارية وقال صلاح سليمان مدير المبيعات والتسويق في شركة الأسمنت الوطنية إن مبيعات الأسمنت بالسوق المحلية تراجعت حاليا بنحو 40 إلى 50% مقارنة بأيام الطفرة العقارية والتي أدت لرواج ملحوظ في الطلب على الأسمنت. وأوضح سليمان أن تراجع المبيعات أدت لدخول المصانع في منافسة شديدة لخفض الأسعار بهدف جذب العملاء، وهو ما أدى لتراجع الأسعار لأقل من 200 درهم للطن السائب خلال النصف الثاني من العام الجاري مقابل نحو 220 درهما بداية 2010. وذكر سليمان أن سعر كيس الأسمنت يتراوح حاليا بين 10 و 11 درهما من المصنع، مقابل نحو 13 إلى 14 درهما بداية العام الحالي. واستدرك سليمان بالقول إنه رغم تباطؤ المبيعات خلال الشهر الجاري، فإن هناك تحسنا طفيفا في المبيعات مقارنة بفترة الصيف ثم شهر رمضان، وذلك نتيجة تحسن الأحوال الجوية بما يشجع كثيراً من المقاولين على البدء بأعمال البناء، فضلا عن زيادة ساعات العمل والتي تنخفض خلال الصيف ورمضان. ظروف السوق فيما قلل أشرف سلامة مدير المبيعات بإحدى شركات الأسمنت من فرص حدوث تحسن في الطلب أو المبيعات خلال الفترة الحالية، موضحا أن ظروف السوق لم تتغير كثيرا عن شهر رمضان. وأشار سلامة إلى وجود تراجع طفيف في أسعار بعض أنواع الأسمنت، ليصل سعر الكيس إلى 10 دراهم للكيس، موضحا أن سعر الطن السائب للتاجر يتراوح بين 175 و 185 درهما، مقابل 190 درهما قبل نحو 3 أشهر، وللمستهلك النهائي بين 180 و 195 درهما مقابل 190 إلى 205 دراهم. وبلغت أرباح 11 شركة أسمنت مدرجة بسوقي أبوظبي ودبي الماليين 340,3 مليون درهم خلال النصف الأول من العام الجاري، مقابل 716,2 مليون درهم في النصف الأول من 2009، بتراجع بلغ 52,5%. وأظهرت النتائج المالية المجمعة لشركات الأسمنت والمواد الإنشائية تراجع أرباح 6 شركات، فيما ارتفعت أرباح 3 شركات، بينما حققت شركتان خسائر مالية خلال النصف الأول من العام الجاري. وتراجعت المبيعات المجمعة لـ 11 شركة بنسبة 20,3% خلال النصف الأول من العام الجاري إلى 3,58 مليار درهم، مقابل 4.49 مليار درهم خلال النصف الأول من العام الماضي، حيث تراجعت مبيعات جميع الشركات تقريبا باستثناء شركتي رأس الخيمة لصناعة الأسمنت الأبيض والمواد الإنشائية، وسيراميك رأس الخيمة. وأرجعت شركات الأسمنت تراجع أرباحها إلى تراجع الطلب على منتجات الأسمنت ومواد البناء بسبب ظروف الأزمة المالية العالمية التي دفعت باتجاه تأجيل وإلغاء عدد من المشاريع العقارية في الدولة.