السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبدالوهاب مشهور: الشكل الهندسي يزيد الخط جمالاً

عبدالوهاب مشهور: الشكل الهندسي يزيد الخط جمالاً
8 يوليو 2015 19:55
مجدي عثمان (القاهرة) تجمعت لدى الفنان التشكيلي عبد الوهاب مشهور عدة عوامل جعلته يتجه إلى الاستلهام من الفن الإسلامي وخاصة الخط العربي، فوالده مدرس اللغة العربية ذو الخط الحسن، وإمام جامع الحي منذ الأربعينيات من عمره، وعمه الخطاط المحترف الذي تحمل جميع لافتات منطقة الوراق بالجيزة توقيعه، كما أنه تتلمذ في المعهد العالي للتربية الفنية على أيدي عدد من أكثر الفنانين ارتباطاً بالتراث الإسلامي والحروفية، مثل عبد الرحمن النشار وعبد الغني الشال، والأرناؤوطي، والخميسي، ويوسف سيده، وجميعهم يستلهم من الفن الإسلامي والخط العربي بطريقته الخاصة التي وصل إليها بعد طول بحث وتجريب، مستنبطاً جوهر الفكر الإسلامي لدى الفنان المسلم، دون الوقوع في فخ النقل أو التقليد، ومستحدثاً لأشكال معاصرة تحمل روح التراث الإسلامي. حضور قوي ويقول مشهور إن للخط العربي حضوراً قوياً في مجال الفن البصري، نظراً لقوة تعبيره وروحانيته، فهو لغة القرآن الكريم، مما يعطيه بلاغة جمالية تتواكب معه، وتجعل لكل خط هندسته وطابعه الخاص وموسيقاه، فخط الثلث يمتلك الطواعية على التشكيل والرسم، ويزداد جمالاً عند حصره في مساحة محددة كالشرائط الكتابية الموجودة في المساجد، فهو يعطي الإحساس برحابة التعبير من خلال علاقات الحروف ببعضها داخل التكوين المتداخل، حيث يمكن التعامل مع كل حرف بوضعيات مختلفة، أما خط النسخ فيتميز بالوضوح وسهولة القراءة وشكله الجمالي، مما جعله أكثر الخطوط استخداماً في نسخ المصحف الشريف، وهناك الخط الفارسي أو التعليق وتظهر جمالياته في تناغم حروفه التي يرتبط ارتفاعها تناسبيا مع عرضها، كما استطاع الخطاطون أن يبتكروا أنواعا من الخطوط تجمع بين خطين من نوعين مختلفين كخط الإجازة المشتق من خطي الثلث والنسخ، وخط الطغراء الذي استخدمه السلاطين العثمانيون كتوقيع شخصي. زينة المساجد وأضاف أن الخط العربي قد اكتسب أهمية كبيرة منذ أن كُتب به المصحف الشريف، والمصنفات الدينية الأخرى من أحاديث نبوية وعلوم الفقه، والكتب التي اشتملت على التراث الأدبي والعلمي للعرب، كما ارتبط بالعمارة الإسلامية في زينة المساجد والقصور، مما شجع الفنان المسلم في العمل على تطويره، حيث رأى في اتخاذ الخط وسيلة للتعبير الجمالي وطريقاً للتقرب من الله سبحانه وتعالى، ومظهراً من مظاهر عبادته، مما يعمق بذلك إيمانه بالله من خلال الخط الذي كُتب به القرآن الكريم. أساليب مختلفة وأكد مشهور أن الخط العربي اتخذ أساليب وأنماطا مختلفة تعتمد على البراعة والإتقان معاً، إضافة إلى الابتكار الجمالي، وهو ما جعله يشكل رافدا حيويا للفن التشكيلي في البلدان العربية والإسلامية، لما لصياغاته من جمالات نابضة بالحركة والحياة، في ظل تناسق ومرونة حروفه وقدرتها على الاستطالة والانحسار والاستقامة والاستدارة والتعانق والتداخل والاتصال والانفصال. وقال إن علاقته بفن الخط العربي بدأت منذ التخرج، حيث كان سلوكا واتجاهاً قومياً عاماً في تلك الفترة، كما أنه درس قواعده في مدرسة تحسين الخطوط بالجيزة، ويفضل الخط الديواني عن غيره من الخطوط الستة التي تدرس بمدارس الخطوط لما يحس فيه من ليونة تقربه من فن الرسم، وإنه لم يجد نفسه في الاستنباط من الزخارف النباتية أو الهندسية، مؤكداً أن الباعث الأول لتعلقه باستلهام الخط العربي تشكيليا هو الاتجاه الديني التصوفي، الذي جعله يتعامل مع جماليات الخط من خلال القرآن الكريم، فوجد أنه لا يستطيع التعبير بطريقة بسيطة وسليمة الشكل إلا من خلال الحروف ومعالجتها بطريقته الخاصة التي لا ترتبط بقاعدتها الأولى، نافيا أن تتسبب القواعد الكلاسيكية في فقد الكتابات جمالياتها، رغم عدم استخدامه لها، وأن الخط كلما انحصر في شكل هندسي محدد، كالدائرة والمربع والمستطيل، كلما ازداد جمالا، وإن ذلك الأمر ينطبق على الخطوط التقليدية والحديثة معا، ويعطيها نوعاً من الخصوصية تجعل العين تركز عليها دون غيرها من الأشكال. دراسة التراث وأضاف مشهور أن الفنان عليه دراسة التراث وتأمله جيداً، حتى يمكن لعقله أن يتقبله، ويرتبط بوجدانه، فيخرج في أسلوبه الخاص دون أن يكون له مثيل مقابل في الأشكال الفنية الإسلامية القديمة، وإن ذلك وجده في الخط العربي لكثرة مخارجه وتعدد أشكاله، خاصة وأنه كان قد بدأ في محاولاته الأولى بالكتابات التقليدية القاعدية، التي ما لبث أن تحرر منها لينطلق معبراً بخط آخر مغاير تأتي جمالياته من خلال اللون والفراغ والشكل المستحدث. وأوضح أن معرضه «الله أكبر» الذي أقامه في العام 2007 كان نوعاً من التسبيح في خامة الخزف والجليز، مستخدماً الخط العربي عنصراً أساسياً لتكويناته في ترديد لفظ الجلالة، قائلاً : رست قوارب أفكاري على شاطئ الراحة والأمان، فسجلت بالألوان وأزاميل النحت آيات كريمة من كتاب الله المكنون لتكون بصمة إنسان تهفو روحه لكلام العلي القدير. الابتهالات الدينية كان عبد الوهاب مشهور قد سجل وألف العديد من الابتهالات الدينية بصوته لإذاعة البحرين في الفترة من العام 1983 وحتى العام 1986 والتي أعير فيها إلى وزارة الإعلام بدولة البحرين، وتمت إجازته في إذاعة القرآن الكريم، وما زال أذان الصلوات يذاع بصوته هناك، موضحاً أنه عندما وجد أن صوته جيد لم يحب أن يغني، وجنده لخدمة الله فاتجه إلى الابتهالات والأذان، وإنه منذ أكثر من 20 عاماً يؤذن يوميا لصلاة الفجر في المسجد القريب من سكنه. القواعد الكلاسيكية لا تفقد الكتابات جمالياتها
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©