الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجغرافيات العربية تظلم مبدعيها أحيانا

الجغرافيات العربية تظلم مبدعيها أحيانا
10 يوليو 2013 23:56
الشعر أكثر ندرة من سواه. لا التبر ولا الذهب، ولا أي شيء سواهما من الممكن أنْ يوزَن أو يُكال، ولا حتى أن يُهدى. إنه، لدى شاعر حقيقي ذي موهبة أصيلة، أعزّ عليه من دمّ ومن ماء عيْن. الشعر ليس بقول ولا خيال فحسب، بل إنه جوهر إنساني شديد الشفافية إلى حدّ أنه يستعصي على إدراكه بأيٍ من الحواس البشرية. إنه بقَدْرِ ما يتعالى ويسمو ويحلّق وحيدا بلا رفقة، فإنه جوّال بين مطارح الناس وأمكنتهم. ماكث على الأرض؛ على الأرصفة الصاخبة مثلما في الأماكن التي هُجِرت، وفي المدن مثلما في الخلاء والعراء الموحش والمشهد الجبلي إذ لا يحيط به قوس نظر. إنه كامن في ألم الفرد وعذاباته الخاصة إذ يعاين موقعه من الوجود. من هنا، فالندرة ليست في الشعراء وحدهم بل وفي الشعر أيضا، إذ أن ما يقنعك منه الآن بأنه الشعر حقا فإنك تتردد حيال ذلك بعد لحظات. أمره شديد الغموض ومربك إلى حدّ أنّ الأحرى بالمرء أنْ يدعه كله فيكون متروكا للإحساس المقرون بالخبرة إذْ هي المعرفة بالحدس؛ إذ هي هنا ليست أكيدة وبلا يقينيات أبدا. المعرفة بالشعر والإحاطة به، كأن يجري تعريفه وتحديده بناءً على شروط وأفكار مسبقة، هو الجهل بعينه. في مقابل ذلك، كانت هناك اللحظات الحاسمة في مصر، والتساؤلات تتدفق في كل الاتجاهات عن مستقبل الحياة هناك وشكلها وإلى أين ستؤول وكيف؟ ما يعني أن المرء كان يمارس نوعا من الترف بين الهنا، مع برنامج «أمير الشعراء»، والهناك الذي ستترك نتائج ما يجري فيه الآن أثرا كبيرا على واقع الحياة اليومية للناس في المنطقة العربية. إذن، أين الشعر في مثل هذه اللحظة الفارقة التي تؤسس لما يليها والذي قد يكون تاريخا بأكمله؟ هل من الانصاف أن يكون الشعر مرآة لواقع يحدث يوميا؟ أم يبقى منشغلا بذاته وشاغلا للأكاديميين في معتزلات خاصة بهم إن لم تكن قاعة الدرس فإنها قاعة النص؟ هل يمكن للشعر، أي شعر وبأية لغة كانت، أن ينقسم على نفسه، فينشطر إلى شعرين متخاصمين أحدهما يصارع مع الواقع والآخر يصادره الواقع؟ خاصة عندما تكون أسئلة هذا الواقع مشروعة وملحة فضلا عن أنها تاريخية. لكن، أليس من حقّ الشعر على الشعر، في جوهره العميق، أن يتنفس لبعض الوقت في فسحة من العزلة والتأمل؟. جملة هذه الأفكار، سواء اتّسقت في ما بينها أم تناقضت، فإنها هي ما يتداعى إلى ذهن المرء من أفكار تتلاطم مع سواها دون أن تستقر في فكرة واضحة أو سؤال محدد. إنما يشعر المرء أن الأمر هكذا سواء اتفق مع تفاصيل المشهد العام الذي أمامه أم اختلف مع بعض تلك التفاصيل هنا أو هناك. المكان: غرفة ضيقة في الطابق العاشر في مدينة الشارقة. الزمان: العاشرة مساء الخميس الماضي، حيث بدأ البث الحيّ للحظات حاسمة في وقت واحد: الفصل الذي من المفترض أن يكون أخيرا من الثورة المصرية، والحلقة الأخيرة من «أمير الشعراء». بانتظار ذلك الحسم تهبّ الأسئلة لكنّ الشكوك تجعل المرء يتقلّب بالفعل. أسئلة مشروعة أغلب الظن، أن هذه الأسئلة من المشروع طرحها في الاتجاهين معا وفي وقت واحد، لكن تأمل كلٍّ منهما يحتاج إلى التروي وإعادة النظر بالشعر لجهة علاقته بحراكه التاريخي عبر القرون الماضية، ولجهة جماهيريته أيضا، هل حقا كان الشعر دائما جماهيريا عبر تاريخه الطويل في الثقافة العربية منذ تلك الفترة السابقة على ظهور الإسلام وحتى اليوم؟ واليوم هل هو في حالة غياب عن جمهوره قياسا بما كان عليه في الماضي البعيد؟ وهل كان ذلك الجمهور هو نفسه الجمهور الذي هو عليه اليوم من حيث وعي هذا الجمهور لدور ما يقوم به الشعر في اللحظة الراهنة، على الأقل في سياق الحراك الاجتماعي في المجتمعات العربية الناهضة وغير المستقرة غالبا في منطقة غير مستقرة أبدا؟. من بين هذه الأسئلة لعل السؤال حول جماهيرية الشعر وإحساس الناس بالحاجة إليه في لحظة تاريخية مضطربة هو السؤال الأبرز والذي يشغل الشاعر والناقد والمتلقي (ذا الوعي المركّب بعض الشيء) أكثر من سواهم. ومن هنا فإن إحياء الجدل حول الشعر العربي، عبر منجز مواهبه الشابة، في اللحظة الراهنة هو منجز أجمل ما فيه أنه يضع رجل الشارع العربي العادي في مواجهة الشعر وأسئلته الراهنة وإشكالياته ويجعلنا نختلف ونتفق حول ما قال هذا الشاعر أو ذاك في الوقت الذي يحدث فيه أن الناس قد بدأت تنفض من حوله بسبب ضغط الواقع اليومي على العصب الحساس لحياة الناس في يومهم العادي، وبسبب أحقية الشعر في أن ينشغل قليلا بهذه الأسئلة واقتراح الإجابات عليها دون إكراهات أو ضغوطات سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية راهنة وملحّة أيضا. هذا المنجز هو نجاح يُسجّل لبرناج «أمير الشعراء». اتجاهات النقد في هذه الحلقة (الأخيرة) من «أمير الشعراء» كانت اتجاهات النقد أكثر وضوحا، وبدا خلف الأحكام التي أطلقها المحكمون أن هناك اتجاهين فاعلين في تقييم القول الشعير: اتجاه كلاسيكي محض، يرى ما يقوله الشعراء الخمسة من زاوية علاقته بموروثه الكلاسيكي فقط دون ربط له بحاضره، حيث الحاضر له أكثر من وجه حداثي وغير حداثي، واتجاه يجمع الكلاسيكي إلى حداثة راهنة ويعرف آليات الربط النقدي والتأثرات والتناصات التي من الممكن أن تشهد فيه الشعرية انتقالا من مواقع كلاسيكية إلى أخرى حداثية، فيلتقي أبو العتاهية بأمل دنقل أو الجواهري أو كلاهما معا في أفق نقدي عبر بيت من الشعر لهذا الشاعر أو ذاك مثلما في صورة شعرية بتواز وليس بغلبة أو أفضلية لقديم على حداثي أو العكس، وهذا الاتجاه، الذي قد يكون أفضل عقلانية وتقدما وفقا لبعض المنطق أو كله، مثّله الناقد الشاب الدكتور علي بن تميم. حصة الجمهور أولئك الشعراء، سواء أكانوا مجانين أم حمقى أم غاوين أو دهاة، الذين طردهم الأثيني أفلاطون من جمهوريته، ها هي أبوظبي تمنح واحدا منهم إمارة في كل دورة من دورات مسابقة «أمير الشعراء». ربما هذا هو المعنى الذي أراده القائمون على المسابقة وكذلك لجنة التحكيم والجمهور الذي يتدخل في النتيجة مباشرة ويحوّل في مساراتها باتجاه هذا الشاعر أو ذاك. بل إن للجمهور حصّة الأسد: أربعين بالمئة من النسبة التي تؤهل الشاعر للفوز، في حين لم يتبق للجنة التحكيم سوى ثلاثين بالمئة من النسبة كاملة، أم ما تبقى من ثلاثين بالمئة الأخيرة فلست أكيدا ـ كاتب هذه السطور ـ من أنّ مقدم البرنامج الممثل السوري باسم ياخور قد أعلن عنها فظل أمرها مجهولا. إنما شروط القول الشعري كانت واضحة تماما: ثمانية أبيات عن الإمارات، ثم ثلاثة أخرى منفصلة عن ما الذي سيفعله الشاعر في حال لم يفز بلقب الإمارة. إنما، وفي الوقت نفسه الذي كانت قناة «شاعر المليون» تبثّ فيه تقريرا مصورا عن الشعراء الخمسة المتنافسين على اللقب، كانت هتافات تخرج من ميدان التحرير ويبلغ صداها العالم أجمع. وفي اللحظة القاسية التي خرجت فيها الشاعرة ليندا ابراهيم اللافتة بموهبتها وثقافتها الشعرية الكلاسيكية، كان ميدان التحرير يزداد سخونة والملايين في الشارع بانتظار لحظة خروج الجنرال عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع المصري، الذي خرج فعلا على الملأ ليعلن عن إقالة الرئيس المصري محمد مرسي وحكومته. الأعصاب تزداد توترا والانشداد إلى ميدان التحرير يجعل المرء يحدِّث نفسه عن أيِّ ترف هذا الذي يبقيه مشدودا إلى «شاعر المليون». بداية ذكية كانت البداية مع الشاعر الموريتاني ولد بلَّعمش، وهي حقا بداية متميزة وذكية، ففي أبيات ثمانية حملت العنوان: «رؤى الصيّاد الأخيرة» تمكّن هذا الشاعر بذكائه الخاص من أن يقول حكاية مدينة أبوظبي وقد حمّلها بأبعاد رمزية في قالب سردي متماسك، ولعل أجمل ما فيها هو مطلعها: أراهُما بجوار البئر ساعِدهُ مُلْقىً على ظبيه المصطاد صائدُه لا ماءَ يا ربُّ من يسقيه؟ لا أحدٌ يأتي وما زالت الدنيا تراوده لربما في أخير النَّزْع واعدَهُ هذا الزمان ولكنْ من يُساعِدُه؟ يشعر المرء أنّ بلَّعمش قد مهّد بهذه الأبيات ليقول ما يشاء بعد ذلك، فيضيف أو يحذف ويطيل أو يقصِّر بحسب المقام، لكن ما فعله في القصيدة أنه نحى بها باتجاه التكثيف، وربما من هنا جاءت مغرقة في رمزيتها، والرمزية ليست عيبا بل خصيصة أيضا، والأهم أيضا أن الغنائية الطافحة لدى الشاعر لم تسيطر على القصيدة بل أخذ منها الشاعر إلى القصيدة ما تحتاج إليه حكاية شعرية. وفي قصيدته الموزونة «أيقونة الحب» يذهب علاء جانب إلى تلبية اشتراطات لجنة التحكيم بلا مناورة أو بين الواصف والموصوف بل منذ الشطر الرابع أو بدءا من المقطع الثاني من قصيدته يدخل إلى المديح بوصفه غرضا شعريا. واللافت لدى علاء جانب أنه قرأ قصيدته التفعيلة المشطّرة بمزاج القصيدة العمودية، ربما عوّل كثيرا على القافية، وهو ما لاحظه الدكتور الناقد صلاح فضل من أن الشاعر قد «أخضع القطعة العمودية لنسق حداثي»: يَسْبِقُنِي قَلْبِي وَرِيحُ الْهَوى بِالشَّوقِ تَحْدُونِي إلى بلادٍ من الفرْدَوْسِ تُرْبَتُها وطبْعُ أولادِها فَوْحُ الرَّيَاحِينِ للحُبِّ فِيهَا أَمَارَاتٌ وأجْمَلُهَا مَيْلُ الشُّيُوخِ لحَاجَاتِ المَسَاكِينِ الأصداء القادمة من ميادين مصر تقول بأن أرض الكنانة قد استردّت ثورتها، وقُضِيَ الأمر. وإلى الشاعر محمد أبو شرارة وقصيدته «سبع سنابل خضر» التي رفعها إلى روح الشيخ زايد رحمه الله، فجاءت دعاء له وعرفانا بجميل صنيعه مثلما جاءت ميسورة على التلقي وهيّنة أيضا فلا اضطهاد لمعنى أو مخيلة: «وطنٌ: لسبعِ سنابلٍ خضرٍ لأجنحةِ اليمامِ لحكايةِ امرأةٍ تهدهدُ نجمةَ الولدِ العِصَامي للأرضِ: بحّاراً وراءَ دمي وناطحةً أمامي تتوحدُ الأَضدادُ في وطنِ المحبَّةِ والوِئَامِ». أما الشاعر هشام الصقري، فكانت قصيدته «مسبحة النور» مفعمة بالإحالات الدينية، وفيها الكثير من التشبيهات غير المتوقعة وتحتاج إلى تأمل: وَمِلْء عَيْنَيَّ خَيْطُ النّورِ مُنْسَرِبٌ يَخيطُ بُردةَ بَدْرٍ تَنفضُ الحَلَكا وهو بيت لعله من أجمل الأبيات التي قيلت في «أمير الشعراء» لو أمكن قراءة كل بيت على حدة. غير أن إدراك القصيدة بمجملها يحتاج إلى فعل القراءة أكثر من حاجته إلى فعل السماع: للهِ دَرُّ المَعالِي أَفْرَدَتْهُ لَهَا وَقَبَّلَتْهُ المَعَاني لِلرّؤى مَلكا وَجَاءَ زايدُ في عَينيْهِ مسبَحَةٌ سَبْعٌ مِنَ النُّورِ ضَاءَتْ للهَوى نُسُكا سَبْعٌ مِنَ النُّورِ، أَوتَارٌ بِها عَزَفَتْ عيناكَ مُستقبَلاً قَد أَدْهَشَ الفَلَكا وأخيرا إلى الشاعر يحيى وهّاس وقصيدته «الأرض ذات البروج» والتي جاءت كسابقتها تفيض بالإحالات الدينية والقرآنية مثلما أن صلتها بالموروث الشعري العربي واضحة وكذلك وفاءها للغرض الشعري لكنها أيضا ذات نبرة خطابية عالية: قَبّلْ سناها ولا تشبعْ من القُبَلِ واغسل لياليك في أحداقها النُجُلِ واكشف غطاءك عن عينيك مكتحلاً بالضوء وانفض غبار اليأس بالأملِ هي الإمارات لا يرتادها أحدٌ إلا وصافح أفواجاً من الرسلِ أنَّى اتجهتَ ففي الأنحاء منتجعٌ وعن شواطئها الفيحاء لا تسلِ هكذا انتهت المسابقة، لكن الشعر ظلّ يدور في المكان وظلت بضعة أبيات أخرى تتردد في جنبات خشبة مسرح شاطئ الراحة حيث جرى تصوير الحلقة الأخيرة من «أمير الشعراء» في نسختها الخامسة. خاصة تلك التي قيلت في الأبيات الثلاثة عن ما الذي سيفعله الشاعر عندما لا يفوز. لنتأمل ما قال ولد بلّعمش: لا تعذليه فإن الكون يسمعه وإن مشى فطيور الحقل تتبعه إن تمنع الشمس لقياهُ فما غربت إلا لتطلعَ إنْ أشجاكِ مطلعُه وربما رقَّةً تأبى مروءته ثوباً إذا كانَ منْ صحبٍ سينزعُه وربما كانت هذه الأبيات وحدها لو احتُكِم إليها، في غرض المديح، لأوصلت الشاعر إلى الإمارة. أيضا هذا البيت لمحمد أبو شرارة: هززتُ نخلَ القوافي باسمِ مريمها وكنتُ عيسى عليه اسّاقَطتْ رُطَبَا أما القصيدة المشتركة حيث قرأ كل شاعر بيتا فقد كان لافتا حقا ذلك البيت الذي قرأه أحد الشعراء وقد تضمّن رؤية للشعر والشاعر وكان لافتا للانتباه من بين أقرانه رغم أن ما قاله قد قيل سابقا، وقد كان مطلع ذاك البيت: «لم أستَعِرْ لغةَ غيري لأكتبني ...». في أية حال، وفي الوقت الذي يستعجل فيه المرء انتهاء الحلقة للذهاب إلى ميدان التحرير، فإنه يتذكّر مباشرة كم أنّ الجغرافيات العربية القليلة، لجهة عدد سكّانها، مظلومة وتظلم مبدعيها معها، ليس في مقام كمقام «أمير الشعراء» وحده بل في حقول إبداعية أخرى خاصة إذا كان التصويت الرقمي، الإحصائي، يلعب دورا واضحا في ترجيح كفّة طرف على أخرى. لقد كانت القصائد في مستويات شعرية متقاربة، ولم يصنع التفاوت في ما بينها سوى بضعة أبيات لكن الفروقات التي رجّحت من كفّة بعينها لم تكن فروقات شعرية بل لوجستية إذا جاز التوصيف. متابعة عصبية انتهت الجولة الخامسة من «أمير الشعراء» إلى ما انتهت إليه، وعاش مع تفاصيل الحلقة الأخيرة من البرنامج، على قناة أبوظبي ـ الامارات وقناة شاعر المليون، ضغط الأعصاب ونزفها بين هذا الحدث والحدث الآخر الأكثر جللا، وهو ما انتهت إليه حملة «تمرد» الشبابية المصرية التي أفضت إلى انتزاع الشرعية الشعبية لثورة الخامس والعشرين من يناير من أيدي جماعة الإخوان المسلمين لتعود إلى الشارع المصري مرة أخرى. في هذا الجوّ المشحون بالتوتر، كان من الصعب التركيز على معرفة مجريات الأمور في دقائقها الحاسمة في جانب دون التنازل لإلحاح الرغبة في معرفتها بما آلت إليه الأمور على الجانب الآخر. وقد استمر ذلك إلى أن تمّ إعلان النتائج النهائية، سواء هناك في القاهرة مع إذاعة البيان بإقالة مؤسسة الرئاسة المصرية أم هنا في أبوظبي بالإعلان عن فوز الشاعر المصري علاء جانب بلقب «أمير الشعراء» وتقليده البردة والخاتم الخاصين بالإمارة في الوقت الذي كانت فيه الألعاب النارية تبتهج ألوانُها في سماء القاهرة ومدن مصر الأخرى. هكذا، كما لو أن هذا اللقب: «أمير الشعراء» يمنحه الشعر العربي، في لحظته الراهنة التي تفيض بالأسئلة حول ذاته وعلاقته بمحيطه، إلى الشعب المصري عبر تكريمه لشعرية شاعر مصري هو علاء جانب. ليلة الفرح في شاطئ الراحة بعد توقعه الوصول إلى النهائيات برفقة زميله الشيخ ولد بلّعمش، وتنافسه وإياه على المركزين الأول والثاني، تحقق حلم علاء جانب من جهة حمله اللقب والفوز ببردة الشعر وخاتمه، لكنه لم يتحقق من جهة الشاعر الموريتاني الذي حلّ ثالثاً، إذ ذهب المركز الثاني للشاعر اليمني يحيى وهاس. وقد وصل إلى الحلقة الأخيرة من «أمير الشعراء» كل من: علاء جانب/ مصر الذي حصل في الحلقة السابقة على أعلى الدرجات ممثلة بـ29 من درجات لجنة التحكيم من أصل 30، الشيخ ولد بلّعمش/ موريتانيا الذي حصل على 24 درجة، محمد أبو شرارة/ السعوية 25 درجة، هشام الصقري/ سلطنة عمان 25 درجة، يحيى وهاس/ اليمن 24 درجة، وأخيراً ليندا إبراهيم/ سوريا 23 درجة، وهي التي خرجت ليلة أمس من المسابقة بسبب حصولها على أقل الدرجات بعد إضافة درجات تصويت الجمهور وهي 40 درجة. وقد شهدت الحلقة حضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، ومحمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث بديوان ولي عهد أبوظبي؛ عضو مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة؛ رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، وسلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر، بالإضافة إلى أعضاء لجنة التحكيم حيث د. عبدالملك مرتاض، ود. علي بن تميم، د. صلاح فضل. ومع إعلان النتائج كرم معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وسعادة محمد خلف المزروعي، الفائزين الذين حصلوا على الدرجات النهائية التالية: يحيى وهاس 59 درجة، الشيخ ولد بلّعمش 56 درجة، هشام الصقري 55 درجة، محمد أبو شرارة 54 درجة، أما الأول علاء جانب الذي حصل على 69 درجة فقد سلمه البردة والخاتم الشاعر اليمني الفائز في الدورة الماضية من المسابقة عبدالعزيز الزراعي. يذكر أنه بالإضافة إلى البردة التي تمثل الإرث التاريخي للعرب، والخاتم الذي يرمز للقب الإمارة، تبلغ القيمة المادية للفائز بالمركز الأول وبلقب «أمير الشعراء» مليون درهم إماراتي. فيما يحصل صاحب المركز الثاني على 500 ألف درهم إماراتي، ?ولصاحب المركز الثالث 300 ألف درهم إماراتي، أما جائزة صاحب المركز الرابع فهي 200 ألف درهم إماراتي، وتبلغ جائزة صاحب المركز الخامس 100 ألف درهم إماراتي ?.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©