السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مراكز علاج الضعف الجنسي أقنعة طبية تخفي أرباحاً هائلة

18 يوليو 2006 01:23
تحقيق - إيهاب الرفاعي : أصبحت بعض مراكز علاج الضعف الجنسي في الدولة بعيدة كل البعد عن الأخلاقيات السامية لمهنة الطب بعد أن اتخذت من معاناة المرضى مصدراً للربح السريع واستغلت جهل الكثير بهذا الجانب الطبي في ظل غياب الرقابة المتخصصة عليها لتتلاعب بأحلام المرضى في الشفاء وتبدأ في استغلالهم ماديا من خلال العديد من العمليات الجراحية الخطرة وغير الخطرة و سواء كانت الحالة تستدعي تلك العمليات أو لا تستدعي المهم أن تكون هناك فاتورة باهظة ممزوجة بآلام ومعاناة المرضى وموقعة بأيدي تجار مهرة مقنعين بلباس الطب والرحمة· ورغم الجهود المبذولة من الجهات الرقابية في الدولة للتفتيش على تلك المراكز إلا أن لها من الوسائل والحيل ما يعجز عن كشفه سوى المتخصصين في ذلك المجال وهو ما دعا بالعديد من أهل الاختصاص إلى المطالبة بضرورة تشكيل لجان متخصصة للإشراف على تلك المراكز قبل أن تتزايد مخاطرها على المرضى · ولعل قصة المواطن التي تناولها الزميل عبد الله الرشيد في مقاله اليومي ''دبابيس '' قبل أيام وتعرض من خلالها لحالة مريض أجرى إحدى عشرة عملية جراحية في مركز طبي خاص، منها سبع عمليات تصحيحية في جهازه التناسلي ليكتشف بعد أن أفاق من البنج في العملية الثامنة أن الأطباء قد استأصلوا عضوه الذكري بالكامل بعد أن أوهموه في العملية الأولى أنها مضمونة 100 % وبسيطة وسيغادر بعدها المستشفى في اليوم نفسه بدون رجعة لتبدأ بعدها قصة لا تنتهي من المعاناة والآلام التي تدمي القلوب · قصص أخرى ولم تكن قصة ذلك المواطن هي الدليل الوحيد على خطورة تلك المراكز ولكن غيرها كثير وكثير ورغم قلة خطورتها مقارنة بما حدث من المواطن إلا أنها تكشف الأساليب الملتوية لبعض المراكز في استغلال معاناة المرضى فيشير ( م · ح ) إلى انه تعرض لعملية ابتزاز واضحة في احد مراكز الضعف الجنسي عندما ذهب إليها وأرهقوه ماديا في إجراء العديد من الفحوصات قبل أن يخبره الطبيب انه في حاجة لعملية جراحية ويذهب إلى احد المراكز الأخرى ليؤكد له الطبيب انه ليس في حاجة لإجراء أي عمليات وان حالته بسيطة وبعد علاج بسيط ولمدة قصيرة عاد لحالته الطبيعية · بينما يؤكد ( س · س ) انه استمر على اخذ علاج عبارة عن أعشاب طبيعية باهظة الثمن من احد مراكز الضعف الجنسي وكان يشعر فيها بتحسن ولكنه اكتشف بعد فترة أنها ليست أعشابا خالصة ولكنها ممزوجة بعقاقير طبية كانت يمكن أن تؤثر عليه صحيا على المدى الطويل لعدم معرفة خطورتها وآثارها الجانبية واعتمادها من الجهات العلمية المتخصصة · ويكشف (عيسى ص )عن أسلوب غريب اتبعه معه احد مراكز الضعف الجنسي عندما ذهب إليها يشكو من مشكلة معينة وتم عرضه على الطبيب الذي أكد له انه في حاجة إلى عملية جراحية ستتكلف كثيرا ولابد منها لكي تتحسن حالته وعندما رفض إجراء العملية وقال انه سيذهب إلى مركز آخر ليعالجه بدون جراحة تراجع الطبيب عن حديثه وأكد له أن حالته يمكن علاجها بدون جراحة ولكن بتكاليف عالية وهو ما دفعه لترك ذلك المركز بعد أن تأكد أن الحصول على المال من خلال استغلال المرضى هو الهدف الرئيسي للمركز ليكتشف في مركز آخر أن علاجه لا يتعدى بعض الجلسات والأدوية البسيطة · ويرى عدد من الأطباء المتخصصين أن وجود بعض مراكز علاج الضعف الجنسي التي تعتبر العلاج لديها نوعاً من أنواع التجارة الممزوجة بالطب يضر بالمرضى ويسيء لمهنة الطب فيقول الدكتور خالد محمود عثمان عضو الجمعية الأمريكية للتعليم والعلاج الجنسي ورئيس وحدة الذكورة والعقم والصحة الجنسية بمستشفى السلامة في ابوظبي أن هناك الكثير من المراكز الصحية التي تعتمد على الجانب التجاري في تقديم خدماتها بهذا الشأن أكثر من الجانب الطبي و تستغل معاناة الناس وآلامهم ومرضهم و تدعي قدرتها على علاج جميع أنواع المشاكل الجنسية والعقم رغم عدم وجود المتخصصين الأكفاء بهذه المراكز أو استخدام أساليب وطرق علاجية لا علاقة لها بالحالة الفعلية للمريض وتطالب المتردد عليها بإجراء بعض الفحوصات والتحاليل وأيضا إجراء عمليات جراحية وللأسف الشديد في غير حاجة إليها وهو ما يؤدي إلى مشاكل بدلا من حلول ،لاهتمام هذه المراكز بالربح دون الجانب العلاجي والإنساني وهو ما يزيد من الآم المرضى بدلا من أن يخفف عنهم · محاربة المراكز المخالفة وحول الدور الحكومي للرقابة على تلك المراكز ومحاولة منع استغلالها لمعاناة المرضى أوضح الدكتور إبراهيم علي القاضي مدير إدارة مزاولة المهن الطبية الخاصة بوزارة الصحة أن الوزارة تقوم من جانبها بدور فعال في الإشراف والرقابة على مراكز علاج الضعف الجنسي حيث اشترطت وجود متخصصين مؤهلين ومرخصين من الوزارة لمباشرة علاج المرضى · وأكد أن الوزارة تسعى جاهدة لمحاربة أي مراكز تستغل المرضى بصورة تتنافى مع أخلاقيات المهنة حيث يوجد قسم خاص لمتابعة شكاوى المرضى والتحقيق فيها فور وصول أي بلاغ عن وجود تقصير أو أخطاء من تلك المراكز كما أن هذا القسم لدية الصلاحية في الاستعانة بأهل الخبرة والاستشاريين لتحديد مدى الضرر الذي وقع على المريض ومعاقبة الطبيب إذا ثبت تقصيره أو إخلاله بالواجبات المهنية ولكن بشرط أن يتقدم المريض بشكوى رسمية للوزارة · وردا على حالة المواطن الذي اجرى أكثر من اثنتي عشرة عملية أدت إلى بتر عضوه الذكري دون علمه بسبب خطأ الطبيب أشار الدكتور إبراهيم القاضي إلى أن المريض لم يتقدم بشكوى إلى الوزارة للتحقيق في القضية ولكن بصفة عامة لا توجد عملية مؤكد نجاحها بنسبة 100 % بل إن الأخطاء الطبية واردة ولكن هذه الأخطاء تتفاوت من حالة لحالة وبنسب متفاوتة ومدى الخطأ الذي وقع فيه الطبيب تحدده اللجنة الطبية المشكلة لبحث القضية قبل اتخاذ الإجراءات العقابية إذا ثبت إهمال الطبيب وتقصيره · تحايل على القانون يؤكد الدكتور محمد نوري مدير مستشفى النور بالمنطقة الغربية أن استغلال معاناة المرضى والمتاجرة بها يتنافى مع جميع الشرائع والأعراف الدينية والإنسانية والمدنية والقانونية ويجب أن يكون للدولة دور فعال في التصدي لهذه المراكز التي يجب أن يكون لها رادع يمنعها من تلك التجاوزات التي تضر أكثر مما تنفع المرضى · وأكد الدكتور محمد نوري عوف إلى أن بعض المراكز تتحايل على القوانين بصورة أو بأخرى من اجل تحقيق رغباتها في تحقيق الربح السريع ولو على حساب صحة المرضى لذلك يجب أن تكون القوانين رادعة لكل من يثبت تجاوزه لأخلاقيات مهنة الطب ·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©