بيروت - ''الاتحاد'' بدت المساعي الدولية لفرض وقف فوري لاطلاق النار بين إسرائيل ولبنان بلا افق أمس، في ظل اصطدامها بالشروط والشروط المضادة من كلا الطرفين·
فالوفد الدولي الذي اخترق الحصار العسكري الاسرائيلي المحكم على بيروت غادر العاصمة اللبنانية ظهر أمس متوجهاً الى القدس المحتلة بعد أربعة لقاءات عقدها مع الرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة آثر الصمت ولم يكشف النقاب عما حمله الفريق الدولي من مقترحات للحل· وشارك السفير الأميركي جيفري فيلتمان في هذه الاجتماعات وامتنع عن الكلام ، غير ان مصادر رسمية ذكرت بأن الوفد الدولي حمل مقترحاً الى كل من بري والسنيورة يطالب بتسليم ''حزب الله'' الاسيرين الاسرئيليين الى الحكومة اللبنانية· واوضحت المصادر بأن هذا الطلب رفع الى ''حزب الله'' الذي لم يرد لا سلباً ولا ايجاباً، في حين تردد بأن إسرائيل ترفض هذا الاقتراح وتشترط تسليمها الاسيرين دون اي شروط مسبقة· وذكرت مصادر ديبلوماسية في بيروت ان هناك أكثر من صيغة للحل يجري التداول بها بين المسؤولين اللبنانيين والأمم المتحدة وتقضي احداها بوقف فوري لاطلاق النار تلتزم بموجبه إسرائيل الامتناع الكامل عن اختراق السيادة اللبنانية براً وبحراً وجواً، على ان تتولى احدى الجهات الاجنبية الشروع في مفاوضات لحل مسألة الأسرى، وتراجع ''حزب الله'' الى مسافة محددة عن الحدود على ان تتولى قوة متعددة الجنسيات مسؤولية الامن على طول الحدود اللبنانية الجنوبية· واوضحت المصادر بأن اي حل للأزمة بين لبنان وإسرائيل يجب ان يرتبط بالقرارالدولي رقم ،1559 ورأت بأن الأزمة لا يمكن حلها الا بالوسائل الديبلوماسية· واكتفى الرئيس السنيورة لدى مغادرته مكتبه في رئاسة الحكومة بالقول ''نحن الآن نتبادل الأفكار ونطورها، إلى ان يصبح هناك شيء محدد· وأكد السنيورة بأن هناك اتصالات تجري وهناك خطوط اتصالات مفتوحة بالطريقة التي ينبغي ان تكون، فلننتظر قليلا· وأضاف ''لا نريد ان نتحدث عن أي خطوة قبل أن تكون قد استقرت هذه الخطوة، وأريد ان اطمئن الشعب اللبناني الى إننا نبذل كل الجهد اللازم لمعالجة هذه الأزمة ''· وكان السنيورة اتهم أمس إسرائيل باستخدام أساليب إرهابية لممارسة الضغط على لبنان وقال ان هجومها سيزيد من التطرف في الشرق الأوسط· وأبلغ صحيفة ''لوموند'' الفرنسية أمس ان إسرائيل تتهم آخرين بالارهاب في نفس الوقت الذي تمارسه فيه بأكثر الطرق قسوة· من جهة ثانية، اعتبررئيس ''تيار المردة'' سليمان فرنجية في بيان أمس أن ''ستة أيام مضت ولم يصدر عن المجتمع الدولي في قممه الطارئة واجتماعاته الاستثنائية أي قرار بوقف لاطلاق النار وكأن المجتمع يعطي الضوء الأخضر لإسرائيل للاستمرار في اعتداءاتها على لبنان ومقاومته، ويكتفي بإصدار بيانات وارسال موفدين يحملون شروطا إسرائيلية ويعلنون تضامنا مع الشعب اللبناني، هؤلاء متضامنون أو متآمرون!· وقال فرنجية ان تضامننا الحقيقي بوحدتنا التي طالما أفشلت كل مشاريع العدو الاسرائيلي، وعلى دعمنا لمقاومتنا الباسلة في تصديها وصمودها''· وأضاف ''ان التخاذل العربي تعودناه من أنظمة مرتبطة بالحاكم الدولي لكي تبقى وتستمر، فيما شعوب هذه الدول تنتفض للقضية وتنتصر للحق وتعبر عبر التظاهرات والبيانات وعبر الاعلام ما يعطي دفعا للبنانيين للاستمرار في التصدي والتحدي والوقوف مع المقاومة التي تتأكد مشروعيتها كل يوم أكثر من يوم''·
عدد اليوم
